اشتعال المواجهات بالضفة وغزة .. وارتفاع عدد شهيدات الانتفاضة إلى 7
46 مصابًا في الجمعة الأخيرة من الشهر الثالث للاحتجاجات
استشهد شاب وامرأة وأصيب 46 آخرون، في مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الجمعة الأخيرة من الشهر الثالث للانتفاضة.
استشهد شاب وامرأة فلسطينيان وأصيب 46 آخرون، في مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الجمعة الأخيرة من الشهر الثالث للانتفاضة، في أرجاء متفرقة من قطاع غزة، والضفة الغربية فيما أدى قرابة 55 ألف مُصلٍّ في المسجد الأقصى رغم الإجراءات الإسرائيلية.
شهيدة في سلواد
ففي أحدث التطورات، أعلنت شرطة الاحتلال مقتل فلسطينية بعد إطلاق النار عليها وهي تقود سيارتها، بذريعة محاولتها دهس مجموعة جنود على مدخل بلدة سلواد، في رام الله.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، في بيانٍ لها، إن فلسطينية تقود سيارة، حاولت دهس ضد قوات من شرطة حرس الحدود، على مدخل سلواد، خلال قيامهم بنشاط أمني، فأطلقوا نحوها عيارات نارية "حيّدتها مع إقرار مصرعها في المكان هناك" دون تسجيل إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.
وذكرت أن القوات الإسرائيلية تواصل التحقيق في كل التفاصيل والملابسات ذات العلاقة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الشهيدة هي مهدية حماد (40 عامًا) وأم لأربعة أبناء وهي من بلدة سلواد.
شهيد بغزة
وفي قطاع غزة، قال الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، الدكتور أشرف القدرة، لبوابة "العين" إن الشاب هاني رفيق وهدان (22 عامًا) استشهد بعد إصابته في الرأس برصاص الاحتلال قرب موقع ناحل عوز الإسرائيلي، شرق حي الشجاعية إلى الشرق من مدينة غزة.
وذكر أن عدد المصابين شرقي القطاع ارتفع إلى 20 مصابًا بالأعيرة النارية الحية، منهم تسعة أصيبوا إلى جانب الشهيد شرقي حي الشجاعية، بينما أصيب 6 مواطنين في خان يونس، و5 في مخيم البريج، أحدهم طفل، وبينهم مصاب وصفت حالته بالخطيرة، حيث أصيب بعيار ناري في صدره، كما سجَّل إصابات بالاختناق في تلك المناطق إضافة لمحيط معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع.
ويتوجَّه كل جمعة، وفي أيام أخرى، عشرات الشبان، إلى مناطق التماس شرقي القطاع، ويشعلون إطارات سيارات ويرشقون قوات الاحتلال بالحجارة، فيما تطلق تلك القوات نيرانها باتجاههم.
وبالشهيدين الجديدين، ترتفع حصيلة الشهداء منذ اندلاع الانتفاضة في أكتوبر الماضي إلى 137 شهيدًا، بينهم 26 طفلًا، و7 نساء.
حصيلة مواجهات الضفة
وفي الضفة قالت الناطقة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عرب فقها، لبوابة "العين" إن الحصيلة الأولية للمواجهات هناك، بلغت 26 إصابة بينهم 6 بالرصاص الحي والمعدني.
وأضافت أن ثلاثة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي في مواجهات نعلين في رام الله، إضافة إلى إصابة 10 بالاختناق عولجوا من طواقم الهلال.
وتنظم اللجان المناهضة للاستيطان مسيرة سلمية أسبوعية في نعلين وبلعين وقرية النبي صالح برام الله، احتجاجًا على التوسع الاستيطاني وإقامة الجدار العازل، حيث تقمعها قوات الاحتلال بالقوة المفرطة من خلال إطلاق النار الحي والمعدني والقنابل المسيلة للدموع، إضافة إلى استخدام المياه العادمة، فيما يتصدَّى الشبان لها بالحجارة.
وأكدت عرب، أن أربعة مواطنين أصيبوا بأعيرة نارية حية ومعدنية في مخيم الجلزون، ومحيط سجن عوفر برام الله، وسط الضفة، خلال مواجهات عنيفة بالمنطقتين، كما أشارت إلى إصابة طفل في مواجهات بكفر قدوم في قلقيلية بعد قمع الاحتلال مسيرة سلمية.
وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، لبوابة "العين"، إن الطفل يزن عبد الله شتيوي (15 عامًا)، أصيب بالرصاص الحي في فخذه، خلال قمع قوات المسيرة الأسبوعية، المطالبة بفتح المدخل الرئيس للقرية، الذي تغلقه سلطات الاحتلال منذ ما يزيد على 13 عامًا.
وذكرت الناطقة باسم الهلال الأحمر أن 10 مواطنين أصيبوا بالغاز في مواجهات مع الاحتلال في بلدة الخضر في بيت لحم جنوب الضفة.
وفي الخليل، اندلعت مواجهات في بلدة بيت أمر شمال الخليل، بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع.
كما اندلعت مواجهات مماثلة على جسر حلحول ومنطقة رأس الجورة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال وابلًا كثيفًا تجاه المتظاهرين ما تسبب بوقوع إصابات بالاختناق.
وذكرت تقارير إسرائيلية، بوقوع أضرار في حافلة تابعة للمستوطنين بعد رشقها بالحجارة في شارع 60 بالقُرب من الخليل.
ولاحقًا أعلنت قوات الاحتلال إصابة ثلاثة مستوطنين جراء إلقاء الحجارة تجاه سياراتهم قُرب مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل.
مواجهات القدس
وفي ساعات المساء، اندلعت مواجهات عنيفة في بلدتي أبو ديس والعيزرية في القدس المحتلة، فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى في القدس المحتلة، واعتدت على المواطنين.
وأعلنت قوات الاحتلال وقوع أضرار في القطار الخفيف المار بمدينة القدس المحتلة بعد تعرضه للرشق بالحجارة.
ولاحقًا، اعتقلت قوات الاحتلال شابًّا وفتاة من أمام باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
قمع مسيرة بيت إيل
وفي رام الله، سجل اليوم، تدخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد ظهر اليوم، لمنع مسيرة دعت إليها الفصائل الوطنية والإسلامية من التوجه إلى حاجز بيت إيل على المدخل الشمالي للبيرة.
وقال شهود، إن أفراد العناصر الأمنية الذين كان بعضهم يرتدي ملابس مدنية، اعتدوا بالضرب المبرح على المشاركين في المسيرة التي انطلقت بعد صلاة الجمعة، ومنعوهم من إكمال طريقهم إلى نقطة المواجهات مع الاحتلال على حاجز بيت إيل، واعتقلوا عددًا منهم.
كما احتجزت تلك العناصر عددًا من الطواقم الصحفية قُرب حاجز "بيت إيل" في البيرة، ومنعتها من تغطية الأحداث هناك، وطلبت من الصحفيين مغادرة المكان.
وانتقد رئيس المبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي، فض المسيرة، مطالبًا الجهة التي فضتها إلى مراجعة موقفها.
وقال البرغوثي، الذي كان أحد المشاركين في المسيرة، إلى أن المنظمين والمشاركين في المسيرة هم من فصائل المنظمة، وأنها تندرج ضمن المقاومة الشعبية التي تحظى بإجمال الكل الفلسطيني. ولم يصدر تعقيب رسمي على سبب فض المسيرة.
آلاف المصلين في الأقصى
وفي القدس المحتلة، أدى نحو 55 ألف مُصلٍّ، الجمعة، في ساحات ومصليات المسجد الأقصى.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، إن أعداد المصلين في تزايد مستمر ووصلت اليوم إلى أكثر من 55 ألف مُصلٍّ من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والجاليات الإسلامية.
وأوضح أن ساحات المسجد الأقصى امتلأت بالمصلين الذين دخلوا من جميع بوابات المسجد الأقصى، فيما احتجزت قوات الاحتلال هويات بعض الشبان أثناء دخولهم في ساعات الصباح.
وفي خطبته دعا خطيب المسجد الأقصى الدكتور الشيخ إسماعيل نواهضة، المسلمين وهُم يحتفلون بذكرى مولد الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، "أن يتذكَّروا أرض الإسراء والمعراج ومدينة القدس، ويعلموا أنه لا عزة ولا كرامة له إلا بتحريرها وإعادتها إلى حكم العرب والمسلمين".
وأشار إلى أنه بالرغم من الضباب الذي يلوح في الأفق وهو معروف لدى القاصي والداني، إلا أنه "ستنتصر هذه الأمة ويعود المسجد الأقصى إليها بمشيئة الله تعالى، حين تترك المساومة على حقها الظاهر وتبقى مدينة الثبات والرباط".