أمل القبيسي تبحث تعزيز التعاون بين المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشعب الصيني
القبيسي أشادت "بالنتائج الباهرة التي تحققت خلال الزيارة الأخيرة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين التي أسّست لمرحلة جديدة"
بحثت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي في العاصمة الإماراتية أبوظبي مع تشانغ هوا سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات، عددا من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك، كما استعرض الجانبان تطور العلاقات بين الدولتين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى الصين، والتي شكلت فرصة مهمة لعقد العديد من الشراكات الاستراتيجية في محاور تنموية واستثمارية مهمة لتوسيع نطاق التبادل التجاري والاقتصادي والثقافي والنهوض بالتعاون في مجالات الصناعة والاستثمار واكتشاف الفرص الجديدة بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين.
وقالت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي: "إن الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -حفظه الله- مؤخراً عكست متانة وتطور العلاقات التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- والذي كان أول قائد خليجي يزور الصين قبل ربع قرن من الزمان في عام 1990 والعلاقات الطيبة التي أرساها مع الصين وما تركه من إرث ثقافي وحضاري يربط مختلف الأجيال، مشيرة معاليها في هذا الإطار إلى مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين والذي يعد رمزاً للعلاقات الثقافية بين البلدين، حيث أصبح مؤسسة تعليمية بارزة لتدريس اللغة العربية وصرحاً معرفياً لنشر الثقافة الإسلامية تخرج منه الكثير من الدبلوماسيون والمفكرون والباحثون والآملون في مجال تدريس ونشر اللغة العربية".
وأشادت القبيسي خلال محادثاتها مع السفير الصيني لدى الإمارات "بالنتائج المثمرة والباهرة التي تحققت خلال هذه الزيارة التي أسست لمرحلة جديدة من الشراكات الاستراتيجية والتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين".
وأشارت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي إلى أن جمهورية الصين الشعبية "تعد دولة محورية ضمن منظومة العلاقات الدولية والاقتصاد الدولي، وفي المقابل فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أيضاً بوابة عبور اقتصادية وتجارية وثقافية مهمة وأساسية للمنطقة، وتلعب دورا مهما في منظومة العلاقات الدولية، ومركز مهم على طريق الحرير وللتبادل التجاري بين الصين والعالم العربي وإفريقيا، وبالتالي فإن العلاقة بين الصين والإمارات علاقة متكافئة واستراتيجية وتلبي مصالح الجانبين، كما أنه على الصعيد السياسي فهناك توجه مشترك فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف والتمسك بمبدأ الشرعية واحترام السيادة الداخلية للدول".
وأكدت الدكتورة أمل القبيسي التي شاركت ضمن الوفد الزائر إلى الصين مؤخراً "أهمية استثمار النتائج الإيجابية لتلك الزيارة المهمة بما يسهم في تعزيز التعاون المشترك لا سيما في المجال البرلماني السياسي، مشيدة بحسن الاستقبال والحفاوة التي حظي بها وفد دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل المسؤولين الصينيين، الأمر الذي يعكس عراقة الشعب الصيني وحرص قيادته على تعزيز العلاقات وتطويرها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لافتة في هذا السياق إلى أن وفد الدولة كان متكاملا ويمثل دولة الإمارات بشقها السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي وذلك لأن العلاقات الاستراتيجية لا تعتمد على مجال واحد بل تحتاج إلى مجالات عدة تتكامل في ما بينها من أجل تمتين أسس العلاقات المشتركة وتعميق ثوابتها".
وتابعت القبيسي أن "مشاركة المجلس الوطني الاتحادي ضمن الوفد الزائر للصين تمثل تأكيدا على أن المجلس جزء أساسي من منظومة متكاملة في صناعة القرار السياسي بالدولة كما تعكس تلك المشاركة حرص القيادة الرشيدة على التمثيل الكامل لمؤسسات الدولة، وأن هناك إصرارا على تعزيز أسس مرحلة التمكين عبر تطوير مسيرة المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه للقيام بدوره على أكمل وجه وإشراكه في العلاقات الاستراتيجية الدولية".
وأشارت الدكتورة أمل القبيسي خلال اللقاء إلى الزيارة التي قام بها المجلس الوطني الاتحادي إلى جمهورية الصين الشعبية في مارس عام 2013 وتم فيها مقابلة رئيس مجلس الشعب الصيني والتباحث حول سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، كما أكدت الدكتورة "أهمية إنشاء لجنة صداقة برلمانية بين المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشعب الصيني."
وأكدت أنه "سيتم تفعيلها فورا لأهمية هذه اللجان في تعزيز علاقات التعاون البرلمانية وتبادل الخبرات والزيارات والآراء بين ممثلي البرلمان في البلدين وكذلك لعب دور فاعل في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية، كما تم التأكيد على أهمية تنسيق المواقف والتشاور حول مختلف القضايا وتقديم اقتراحات تلبي طموحات البلدين والشعبين الصديقين، وذلك من خلال تبادل زيارات الوفود البرلمانية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية في شتى المجالات ومن خلال المشاركة في المؤتمرات البرلمانية الدولية".
وقالت القبيسي إن "المجلس الوطني الاتحادي يضطلع من خلال الدبلوماسية البرلمانية بدور رائد ومهم في دعم توجهات الدولة وسياستها والمساهمة في تنمية علاقاتها مع مختلف دول العالم بما يعزز المكانة المرموقة التي وصلت إليها الدولة وما تحظى به من احترام من قبل المجتمع الدولي، مؤكدة أن المجلس يحرص منذ هذا المنطلق على تعزيز العلاقات البرلمانية وتبادل الزيارات الرسمية مع الجانب الصيني بما يجسد العلاقات الاستراتيجية القائمة والتي أساسها الاحترام والثقة المتبادلة في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية التي يشهدها العالم وما يجمع البلدان من هدف مشترك يتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار والاستقرار للشعبين الإماراتي والصيني".
وتطرقت خلال اللقاء كذلك إلى التطور الاقتصادي والمناخ الاستثماري وتجربة دولة الإمارات في مجال التنمية المستدامة والتنمية الاقتصادية، مشيرة إلى أن "هناك الكثير من نقاط التشابه بين التجربتين الإماراتية والصينية في كافة المجالات"، مؤكدة "اهتمام الإمارات بتقديم التسهيلات وتهيئة المناخ الاستثماري لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وفي مقدمتها الاستثمارات الصينية".
من جانبه قدم تشانغ هوا خلال اللقاء التهنئة إلى الدكتورة أمل القبيسي بمناسبة انتخابها لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي كأول امرأة إماراتية وعربية تتولى رئاسة مؤسسة برلمانية، مشيداً بالدور الذي تضطلع به المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة والدعم الذي تحظى به من قبل القيادة والمجتمع منذ تأسيس الدولة.
وأكد السفير الصيني أهمية ومتانة العلاقات القائمة بين الجانبين وحرص بلاده على تطويرها في شتى المجالات، مشيداً بنتائج الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى الصين، وما شكلته من محطة مهمة في نقل العلاقات إلى آفاق أرحب، كما اشاد بالدعم والتعاون القائم بين الصين والإمارات وبالدور الذي يقوم به مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين والذي يسهم في دفع النشاطات التعليمية والأكاديمية وتعزيز التبادل الدولي للجامعة.
وشدد السفير الصيني بدوره على أهمية اقامة علاقات ثقافية وعلمية مع مختلف الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك لما وصل إليه التعليم العالي من تقدم في الدولة وما يحظى به من تطوير ودعم ورعاية انطلاقا من سياسة الإمارات التي تهتم بمخرجات التعليم العالي بما يحاكي التطور الذي تشهده، معرباً عن إعجابه بما وصلت إليه دولة الإمارات من تقدم وتطور في مختلف المجالات.
وفي ختام اللقاء قدمت الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي دعوة رسمية لرئيس مجلس الشعب الصيني لزيارة المجلس الوطني الاتحادي ودولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز العلاقات البرلمانية لتعكس العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA== جزيرة ام اند امز