العراق.. تحرير الرمادي والاعتماد على الجيش للخلاص من التجاذبات الإقليمية
بغداد تسعى للتخلص من التأثيرات الإقليمية السلبية عليها
يسعى العراق حثيثًا للتخلص من آثار سنوات عانى فيها من تحوله إلى محور للصراعات الإقليمية. وتعد معركة الرمادي ركنًا مهمًّا في ذلك السعي.
تعد عملية استعادة الرمادي الرهان والأمل في استعادة الجيش العراقي لهيبة وسمعة فقدها باجتياح "داعش" لست محافظات عراقية في يونيو 2014م وتنصيب أبو بكر البغدادي نفسه "خليفةً" في العراق والشام، بما يمهد لإفلات العراق من دائرة التجاذبات الإقليمية التي مزقته خلال السنوات الأخيرة.
ولفت المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية نصير نوري إلى أن أفواج من "حشد العشائر" في الأنبار وصلت إلى مدينة الرمادي من أجل إمساك الأرض المحررة من قبضة "داعش"، وقال نوري -في تصريح صحفي- أن خمسة أفواج قتالية من "الحشد" وقوات شرطة طوارئ محافظة الأنبار وصلت أمس إلى الرمادي، ستكون مهمتها إمساك الأرض لمنع عناصر "داعش" من العودة إلى المنطقة.
على صعيد متصل، ناقش وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، اليوم، مع كبار قادة الجيش العراقي واقع التدريب في الجيش وسبل الارتقاء به مستقبلاً، وأكد أهمية التدريب للمقاتل العراقي الذي أظهر حماسة واحترافية في استخدام السلاح بصورة مثالية مكّنته من السيطرة على مجريات المعركة والتحكم بها مما أسهم في صناعة النصر على تنظيم "داعش" الإرهابي في عمليات تحرير صلاح الدين والأنبار خصوصًا من الوحدات والتشكيلات العسكرية التي أكملت ساعات التدريب.
واعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي (من التيار الصدري) أن عدم مشاركة قوات "الحشد الشعبي" في معركة تحرير الرمادي "قطع الطريق على المتصيدين في الماء العكر"، وقال الزاملي -في تصريح صحفي اليوم: لا بد أن يكون المتصدي الأول لعصابات الإرهاب هو الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب، وهو ما دعت إليه الحكومة العراقية".
وأضاف الزاملي أن "كل دول العالم تعتمد على جيوشها وقواتها الأمنية في حفظ الأمن"، واستدرك قائلا: "لكن في حالة الطوارئ وحدوث الخروقات الأمنية الكبيرة لا يستطيع الجيش مجابهتها بمفرده، حينها يُستعان بقوات مساندة".
صعود المؤسسية
اللافت في المشهد العراقي وفق توجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي هو صعود المؤسسية وإنْ واجهتها وعرقلتها قوى نافذة مدعومة من إيران، ولعل تمسك زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بمسماه الملغى "نائب رئيس الجمهورية" خير دليل على ذلك وهو مَن سعى لرئاسة "الحشد الشعبي" فسارع العبادي إلى تقنين وضع "الحشد" بتبعيته لرئاسة الوزراء وتحت إمرته بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، وأدخل مخصصاتها المالية في موازنة الدولة العامة، سانده في ذلك دعم أمريكي ومن قوات التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" أسهم في تقليص المناطق التي يسيطر عليها "داعش" إلى نسبة 17% من أصل 40% كان يسيطر عليها التنظيم قبل تحرير ديالي وصلاح الدين، وإبعاد خطر "داعش" عن بغداد.
وعلى طريق التحرر من المحاور الإقليمية طالبت الحكومة العراقية، تركيا، باحترام علاقات حُسن الجوار، وبسحب قوات لها دخلت معسكر تدريب بعشيقة في الموصل شمال غربي العراق، يوم الخميس 3 ديسمبر، دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية في بغداد، ودعت إلى سحبها فورًا، وهو ما تم جزئيًّا، ولكن استقرت القوات في معسكرات في دهوك شمال غربي العراق، وقدمت حكومة بغداد شكوى لمجلس الأمن وعُقد اجتماع طارئ في جامعة الدول العربية أدان التدخل التركي في العراق وشدد على سحب القوات ودعم جهود الدبلوماسية العراقية.
من جانبه قال أثيل النجيفي، محافظ الموصل السابق، في صفحته على "فيسبوك"، اليوم، إنه "على الرغم من مغادرة القوات التركية المقاتلة معسكر زلكان وبقاء المدربين الأتراك فقط، لكن من الواضح أن دور تركيا في معركة تحرير الموصل سيكون الدور الأساسي، إذ إن إسناد تركيا العسكري هو الأقوى لمواجهة داعش في الموصل".
كردستان والعلاقات مع تركيا
وغير بعيد عن تجاذب المحاور التي تتنازع العراق، تأتي زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم، لأنقرة التي سبقتها زيارة لرئيس الإقليم التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، الذي رفع علم كردستان إلى جانب العلمين التركي والعراقي في رد على طلب بغداد سحب القوات التركية من معسكر زلكان في بعشيقة بالموصل التي دخلت الأراضي العراقية دون إذن أو علم الحكومة الاتحادية عبر كردستان.
وقال السكرتير الصحفي لبارزاني سامي أركوشي في تصريح صحفي اليوم (السبت) إن بارزاني سيبحث مع أردوغان وأوغلو عدة ملفات تتعلق بمستجدات الأوضاع في المنطقة والحرب ضد الإرهاب وتنظيم (داعش) وعلاقات الإقليم مع تركيا.
وأشارت مصادر كردية إلى أن زيارة بارزاني تتضمن ثلاثة محاور، أولها إمكانية الحصول على قرض لإقليم كردستان، والثاني كيفية تصدير الغاز الطبيعي من الإقليم إلى تركيا، والثالث التباحث بشأن معبر "إبراهيم الخليل" الحدودي الذي يُغلق غالبًا بسبب العمليات العسكرية الجارية مع أكراد تركيا.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA== جزيرة ام اند امز