حصلت إحدى رسوماته لمؤسس موقع "فيسبوك"، على تعليق من مارك زوكربيرغ.
"أخيرًا انتهيتُ منها الآن.. رسم بقلم جاف أزرق واحد فقط" بهذه التدوينة القصيرة، أطلع الطفل الفلسطيني من غزة محمد قريقع جمهوره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على آخر إنجازاته برسمة لوجه جده، تتطابق مع صورة الفوتوغرافية الأصلية.
محمد الذي استطاع أن يرسم الصورة في 28 ساعة متقطعة، حقق إنجازًا واضحًا في هذه اللوحة التي أعجبت آلاف المتابعين لصفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حتى صار البعض يطلق عليه "بيكاسو غزة".
موهبة الرسم ظهرت لدى محمد (14 عامًا) في الخامسة من عمره، عندما اكتشف شقيقه الأكبر "مالك" موهبته وحاول تنميتها بشراء أدوات رسم له، استطاع من خلالها أن يرسم لوحات بسيطة تطورت في ما بعد لتصبح ذات مقاييس عالمية.
يقول محمد صاحب البشرة الحنطية والشعر الأسود لـ"بوابة العين": "رغم انشغالي في الدراسة، فإنني حاولت عمل جدول خاص بي، أستطيع من خلاله أن أرسم وأدرس في الوقت ذاته، فأصبحتْ الدراسة بالنسبة إليّ عنصرًا مكملًا للرسم".
ويضيف الطفل: "أصبحت أحتسب وقتي في كل شيء، خاصة بعد أن زاد عدد المعجبين بصفحتي الشخصية على فيسبوك، ومن يومها بدأت بتطوير نفسي من خلال الممارسة والتجربة والخطأ".
ووصل عدد المعجبين بصفحة محمد على "فيسبوك"، إلى ما يزيد على 14 ألف معجب، وهذا ما جعله أكثر تميزًا في أعماله وشجعه على الاستمرار في تطوير نفسه باستخدام أدوات جديدة ساعدته على التفوق في ما بعد.
ويتابع محمد الذي يستمد أفكار لوحاته من الواقع: "التغيير الكبير الذي حدث في لوحاتي نتيجة تراكم التجارب التي مررتُ بها طوال السنين الماضية، فحين تعلمت الصبر زادت دقة العمل، فالرسم ليس مجموعة نصوص تحتاج إلى حفظ بقدر ما هو ممارسة، السر فقط في ممارسة العمل".
محمد استطاع أن يلفت نظر مارك زوكربيرغ مؤسس موقع "فيسبوك"، حيث نجح في رسم صورة له باللون الأزرق، ما جعل مارك يعلق على الصورة، وهي من الأمور النادرة أن يعلق فيها على منشور في الموقع الأشهر على مستوى العالم.
وقال مارك عن الصورة إنها "رسمة جميلة".
لم يتوقع محمد في البداية أن ينال إعجاب هذا الكم الهائل من المتابعين لرسوماته، خصوصا في ظل البيئة المحيطة به والحروب التي مرت على غزة، وعدم تقدير البعض لأعماله والظروف المعيشية السيئة التي يمر بها سكان القطاع.
لكن ورغم كل الظروف الصعبة التي مرّ بها، فإن إصرار وعزيمة محمد يزدادان مع كل موقف صعب يتخطاه، مؤكدًا أن "لا قوة في العالم ممكن أن توقفني أو ترجعني خطوة إلى الخلف".
واختير محمد كنموذج مبدع من قبل إحدى المدارس في القدس المحتلة، وذلك بعرض صوره على جدران أحد الفصول كي يكون قدوة للطلبة.
ويتمنى الطفل الفلسطيني أن يترك أثرًا كبيرًا في رسوماته لتصل للعالم بأكمله، وأن يشارك بأعماله الفنية في مسابقات ومعارض دولية ليستطيع أن يمثل قطاع غزة ومعاناتها أمام العالم.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز