رغم كونهما جناحي العدالة في مصر، فإن أزمات المحامين والقضاة في مصر لا تهدأ أبدًا.
رغم كونهما جناحي العدالة في مصر، فإن أزمات المحامين والقضاة في مصر لا تهدأ أبدا، خصوصا أن لكلا الطرفين وجهة نظره التي يتمسك بها ويرفض التنازل عنها في كل مرة تحدث أزمة بينهما.
وتعد الأزمة الراهنة، التي وقعت قبل أيام بين المستشار سعيد يوسف صبري، رئيس الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات طنطا، وبين عدد من المحامين، تجديدًا للأزمة "القديمة- الجديدة" بين جناحي العدالة، حيث أكد المحامون أن صبري يتعمد الإساءة إليهم والتعريض بدفاعهم، مما أدى إلى اتخاذ نقيب المحامين المصريين سامح عاشور قرارًا اليوم (الأحد) بامتناع المحامين عن الحضور أمام الدائرة الرابعة أو دخول قاعة المحكمة خلال انعقادها، لتؤكد الأزمة الأخيرة مدى اتساع الفجوة بين الطرفين، وفشل البروتوكولات والكتيّبات الدورية التي تصدر من الجهات المختلفة لتنظيم العلاقة بين أطراف العدالة، بما يطرح تساؤلات عن كيفية حل الأزمة.
هيكل: علاقة المحامين بالقضاة تحولت إلى ندّية وتشاحُن
أكد المحامي والناشط النقابي أسعد هيكل أن العلاقة بين المحاماة والقضاء بشكل عام ليست على النحو المأمول منها على مدار عشرات السنوات الماضية، فالعلاقة التي كانت في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي علاقة تعاون وتكامل، تحولت خلال الأعوام الستين الماضية إلى علاقة ندّية وتشاحن وعدم تعاون بين الطرفين، على الرغم من أن الجهتين تشكلان ما اصطُلِح على تسميته بجناحي العدالة، وهو ما يرجع في المقام الأول إلى عدم قيام الجهات المعنية بهذه العلاقة بواجباتها ومسؤولياتها، وهي وزارة العدل ومساعدي وزير العدل ونقباء المحامين ومجالس نقابات المحامين المتعاقبة على مر السنين.
وأضاف أسعد أن أحد أسباب تردي هذه العلاقة ضيق أبنية المحاكم وكثرة عدد القضايا، وعدم قدرة الموظفين الإداريين في المحاكم على تلبية أو أداء الإجراءات الإدارية المعاونة في القضاء، نظرا إلى ما أصاب هذا المرفق المهم من محسوبية ووساطة في التعيينات الإدارية على وجه الخصوص على مدار العقود السابقة، وهو ما انعكس على كفاءة أدائه في العمل. وأوضح أنه في المقابل أيضًا لم تهتم نقابة المحامين بتثقيف المحامي وتوعيته بحقوقه وواجباته والتزاماته، كما لم تهتم بحمايته خلال أداء وظيفته. مشيرًا إلى أن مرفق العدالة بشأن عام تأثر بحالة الفساد والتردي التي حدثت في مصر على مدار العقود الطويلة الماضية، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا على أداء المحامين والقضاة ويظهر في صورة أزمات مستمرة.
رئيس بـ"استئناف القاهرة": على الطرفين السيطرة على نفسيهما وعدم تصعيد الاحتكاكات اليومية
بينما قال رئيس بمحكمة استئناف القاهرة، فضَّل عدم نشر اسمه، إن هناك احتكاكات طبيعية من تلك التي تحدث بين الطرفين خلال التعاملات اليومية العادية، وهي تحدث بين أي طوائف، وفي كل وقت، مضيفًا أن الأزمة ترتبط بتصاعد حدة المواقف، وعدم محاولة الطرفين السيطرة على الموقف وعلى نفسيهما خلال تعامل بعضهم مع بعض، وكذلك خلال التعاطي مع المواقف المختلفة.
وأضاف الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة أن هناك تجاوزات تحدث من بعض المحامين، الذين ينظرون إلى المسألة بشكل ثأري، ويتعاملون مع المواقف المختلفة بشكل دائم بمزيج من الحدة والعنف، الأمر الذي يتسبب في اندلاع مشكلات لا حصر لها، ويؤثر في النهاية على العلاقة العامة بين الطرفين.
وأشار إلى أن الأزمات غالبا ما تندلع في الوقائع التي يتعامل فيها محامون صغار السن مع القضاة وأعضاء النيابة العامة، مرجعًا ذلك إلى عدم قدرتهم على استيعاب المواقف المختلفة، ونقص خبراتهم في التعامل مع المشكلات والأزمات التي تنتج عن العمل، بالإضافة إلى التعامل بشكل صدامي، لافتًا إلى أن الاحتكاكات والأزمات والمشكلات اليومية أمر طبيعي، ويتعين على جميع الأطراف التعامل مع مثل تلك الأحداث بهدوء حتى يتم تقليص الأزمات بين الطرفين.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز