تلجأ الفتيات إلى محاولة الهرب من واقع الحصار والإغلاق الإسرائيليين بممارسة هوايتي النحت والتصوير..
تضع دعاء الريفي (24 عامًا) بعودٍ خشبيِّ لمساتها الأخيرة على مجسمٍ من الطين لحصانٍ انتهت للتو من صناعته في أقل من ساعتيْن.
دعاء مُولعة منذ صغرها بالرسم وتشكيل اللوحات الفنية بالصلصال، وهذا ما شجعها على دراسة الفنون الجميلة في جامعة الأقصى بمدينة غزة، كيْ تنمي قدراتها، وبالفعل نجحت في ذلك مع أول لوحة تجريبية.
وتقول الريفي لـ"بوابة العين": "في بداية تعلمي للنحت نالت أول لوحة لي إعجاب أستاذي بشكل كبير، وهذا ما شجعني أكثر على تعلم هذا الفن حتى أصبحتُ مبدعة فيه".
وتطمح الريفي إلى تنمية موهبتها في النحت بشكل كبير، من خلال دورات تتلقاها خارج قطاع غزة، لكنّ إغلاق المعابر يحطم آمالها ويجعلها تفكر فقط في تطوير أدائها بنفسها.
وتضيف الريفي: "أول مجسم لي كان عبارة عن حيوان الكنغر صنعتُه على شكل مجسم ثلاثي الأبعاد، ومن ثم بدأت في تجسيد أجسام على رأس إنسان أو حيوانات".
وتفكر الريفي الآن في عمل معارض شخصية تستطيع من خلالها أن توصل فكرتها في النحت للجميع، خاصة وأن كثيرا من الناس يجهلون هذا الفن ولا يعرفون قيمته.
وتقول الفتاة: إن ممارسة هذا الفن يساهم في التفريغ النفسي لها في ظل واقع مرير يعاني منه الشباب في قطاع غزة.
وحول خطواتها القادمة، تتجه الريفي لعمل مشروع تخرجها هذا العام بجدارية كبيرة على إحدى الحوائط الشهيرة في غزة بالطين.
وضحه عسلية (25 عامًا) أبدعت هي الأخرى في فن النحت من خلال المجسمات التي صنعتها، وتتمنى بأن تحصل على فرصة ودعم يمكنانها من عمل معرض خاص بها تنشر فيه جميع أعمالها.
عسلية تميزت في فن النحت بالطين واستطاعت أن تصنع أكثر من مجسم نالت إعجاب مدرسيها، وأصبح بعضهم يراهن على مستقبل مذهل لها كما أخبرت "بوابة العين"، وتطمح لأن تكمل دراستها العليا في مجال النحت.
وتقول عسلية: "تمنيت أن أحصل على دورات خاصة في مجال النحت لكن للأسف ضعف الإمكانيات وعدم وجود الدعم الكافي لهذا الفن، قلل من فرص نجاحه في ظل حصار إسرائيلي يقيد حركة جميع الفنانين في غزة".
وتستخدم عسلية ورفيقاتها أداة تسمى "دفر" في صناعة المجسمات، وهي عبارة عن أداة من الخشب أو المعدن بطول 15 سنتيمترًا لتنعيم الخطوط والملامح.
أفنان سلامة (21 عامًا) تعلمت فن النحت بدافع الدراسة في البداية، فكانت تطبق كل ما يتحدث عنه أستاذها في المحاضرات الجامعية، لكنها استطاعت فيما بعد أن تتميز وبشكل كبير في لوحتها، وكانت أول تجربة لها بصنع قدم بقرة بدا وكأنها حقيقية.
وتقول سلامة لـ"بوابة العين": "استطعت من خلال دراستي كذلك أن أتعلم فن التصوير وهو عبارة عن قطع قماش أو ورق سميك يتم الرسم عليه بألوان زيتية أو ألوان الأكرليك باستخدام الفرشاة فيها ويكون الوسيط المياه أو الكاز".
واستطاعت سلامة أن تحقق جزءا من أحلامها في هذا الفن من خلال تجسيد بعض المجسمات عن القضية الفلسطينية ومنها المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهي ترى بأن الرسم متنفسها الوحيد في ظل أوضاع اجتماعية ونفسية صعبة في قطاع غزة.
وتتمنى سلامة كسابقاتها أن تجد الدعم المادي الكافي في مشاريعها والمشاركة في مسابقات عربية وعالمية للنحت لتوصل رسالة للعالم بأن هناك مواهب كثيرة متميزة في غزة.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز