تألُّق عبد الشافي يفتح شهية الأندية السعودية للسوق المصرية

طلب أكثر من نادٍ سعودي التعاقد مع لاعب مصري في الفترة الأخيرة في ضوء تألق الظهير الأيسر لأهلي جدة محمد عبد الشافي.

لم يكن من قبيل الصدفة أن يسعى أكثر من نادٍ سعودي للتعاقد مع لاعبين في الدوري المصري وذلك على مدار الفترة الحالية التي تشهد بزوغ نجم أكثر من لاعب بين أندية "الدوري الممتاز".

انتظام المسابقة واشتعال المنافسة بين الأندية وعودة الكبار إلى صراع القمة أظهر مواهب عديدة في الدوري المصري تسعى الأندية السعودية للاستفادة منها.

ولعل التعاقد المهم الذي أجراه أهلي جدة السعودي مع محمد عبد الشافي، الظهير الأيسر المصري الدولي، من فريقه الزمالك قد فتح الباب أمام أعين المتابعين بالدوري السعودي من أجل استقطاب مزيد من النجوم المتألقين مع أنديتهم.

وتحول عقد عبد الشافي مع الأهلي من إعارة لمدة موسم (2014-2015) إلى شراء العقد بصفة نهائية من الزمالك، ليكون أحد سفراء الكرة المصرية في الأهلي.

وأكمل عبد الشافي سلسلة المتألقين الأجانب بين صفوف الأهلي من خلال المستوى المميز الذي يقدمه ومشاركته بصفة أساسية مما جعل نسبة كبيرة من جماهير "الراقي" تعتبره أحد أهم الصفقات في السنوات الأخيرة.

وأصبح عبد الشافي في العام الحالي هو أكثر مدافع صناعةً للأهداف حيث صنع 5 أهداف لزملائه.

وبدأت أندية سعودية أخرى في البحث عن أسماء مصرية، حيث ارتبط اسم حسام غالي، قائد الأهلي المصري، بالانتقال لأكثر من نادٍ سعودي، من بينها العودة لفريقه السابق "النصر" السعودي، الذي لعب بين صفوفه قبل العودة إلى الدوري المصري، وكذلك "الرائد" الساعي لضم غالي من أجل الاستفادة من خبراته عموما وفي الكرة السعودية خصوصًا.

"الرائد" لم يتوقف عند هذا الحد، حيث طلب أيضًا ضم المهاجم الشاب عمرو جمال، لاعب الأهلي المصري، والذي ربما يكون هدفًا سهلًا نسبيًّا قياسًا بكونه لا يشارك أساسيًّا مع فريقه ما يجعله يرحب بفكرة الرحيل.

ويسعى الرائد لإنقاذ موسمه بتعاقدات قوية في يناير حيث يحتل المركز الـ12 وله 10 نقاط فقط.

بدوره لم يكتفِ الأهلي السعودي بجلب عبد الشافي، حيث إن تراجع المردود الفني لبعض الأجانب لديه قد دفع الإدارة إلى البحث عن بدائل، حيث يرغب النادي في التعاقد مع محمود عبد المنعم "كهربا" الجناح الهجومي وصانع ألعاب الزمالك المصري، والذي كان قد انتقل إلى صفوفه نهاية الموسم المنقضي قادمًا من إنبي وظهر بمستوى مميز للغاية.

"كهربا" هدف جديد لأهلي جدة، حيث يتوقع أن يتخلى النادي السعودي عن الثنائي نبيل بهوي "السويد"، وإيوانيس فيتفاتدزيتس "اليونان" لإفساح المجال أمام اللاعب المصري إذا ما وافقت إدارة ناديه على ضمه.

ولم يكن "كهربا" اللاعب الأول في الزمالك الذي يسعى أهلي جدة لضمه بعد عبد الشافي، فكان هناك أيضًا أيمن حفني صانع الألعاب المهاري، لكن عدم التوصل لاتفاق بشأن المقابل المادي حال دون إتمام الصفقة، علمًا بأن اتحاد جدة أيضا كانت لديه رغبة في التعاقد مع اللاعب.

باسم مرسي، مهاجم الزمالك وهدافه في الموسم الماضي، كان من بين المطلوبين أيضًا في الدوري السعودي، وارتبط اسمه بالانتقال إلى صفوف النصر، خصوصا في فترة توترت فيها علاقته بإدارة الزمالك وأصبح رحيله خيارًا مطروحًا قبل أن تتحسن الأوضاع مرة أخرى.

وإلى جانب تألق عدد من نجوم الدوري المصري فإن أسباب أخرى تدفع الأندية السعودية إلى السعي للتعاقد معهم من بينها أن المقابل المادي عادة ما يكون في المتناول مقارنة بلاعبين لاتينيين أو أوروبيين، بالإضافة إلى عامل اللغة والتقارب وسهولة التأقلم.

وكانت الأندية السعودية في السابق تلجأ إلى جذب اللاعبين الأجانب "الأفارقة" من الدوري المصري للاحتراف ضمن صفوفها لكن الرهان الآن بات على اللاعب المصري نفسه.

وسبق للاعبين مصريين أن لعبوا لأندية سعودية على مدار العقدين الماضي والحالي من بين هؤلاء: محمد بركات وإسلام الشاطر وعماد متعب وحسام غالي وأحمد علي وحسني عبد ربه وإبراهيم صلاح ووليد سليمان، بجانب مدربين أيضًا حظوا بتجربة في الدوري السعودي مثل طارق يحيي "هجر"، ومحمد صلاح "الشعلة"، ومختار مختار "الوحدة"، وعمرو أنور "الاتحاد" ، وعادل عبد الرحمن "الشباب، الاتحاد".