أحرز اليسار الحاكم والمعارضة عددًا متساويًا من المقاعد، ما يعني أن أي غالبية لن تبصر النور إلا بعد مفاوضات.
أحرز اليسار الحاكم وتحالف اليمين المعارض عددًا متساويًا من المقاعد، إثر الانتخابات التشريعية في كرواتيا –الأحد-، ما يعني أن أي غالبية لن تبصر النور إلا بعد مفاوضات مع الأحزاب الأخرى التي دخلت البرلمان.
وأظهر استطلاع للرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع، أجرته وكالة "أيبسوس" لمصلحة التلفزيون العام، أن ائتلاف "كرواتيا تكبر" اليساري -بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته زوران ميلانوفيتش- سيفوز بـ 56 مقعدًا من أصل 151، ومثله تحالف اليمين المحافظ المؤيد لتوميسلاف كاراماركو، زعيم أكبر حزب معارض.
وتتنافس 5 أحزاب أخرى على المقاعد المتبقية، علما بأن النتائج الرسمية الجزئية لن تصدر قبل وقت لاحق مساء الأحد.
وجرت هذه الانتخابات -وهي الأولى منذ انضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي العام 2013- على خلفية انكماش اقتصادي وأزمة الهجرة.
وقبل ساعتين ونصف ساعة من إغلاق مكاتب الاقتراع في الساعة 15,30؛ بلغت نسبة المشاركة 46,57%، في رقم مماثل للذي سجل في الانتخابات السابقة في 2011.
ويسعى "التحالف الوطني" -المجتمع حول الاتحاد الديمقراطي الكرواتي- للعودة إلى الحكم، منتقدا حصيلة الحكومة المنتهية ولايتها والانكماش شبه الدائم منذ 2009.
وقال ميلانوفيتش بعدما أدلى بصوته: "يبدو أن أحدا لن يحصل على الغالبية.. أعتقد أننا أقرب إلى تشكيلها" مع الأحزاب الأخرى.
أزمة هجرة وبطالة
وفي هذا البلد -الذي يبلغ عدد سكانه 4،2 مليون نسمة، وأصبح العضو الثامن والعشرين والأخير في الاتحاد الأوروبي- أدى فوز كوليندا غرابار كيتاروفيتش المحافظة في الانتخابات الرئاسية مطلع السنة -والتي انتقدت الأداء الاقتصادي للحكومة اليسارية- إلى وضع اليمين في موقع متقدم في مستهل الحملة الانتخابية.
إلا أن ميلانوفيتش يقول: إن اندلاع أزمة الهجرة في منتصف سبتمبر الماضي، عندما شهدت كرواتيا عبور نحو 350 ألف لاجىء إلى أوروبا الغربية أراضيها؛ كان فرصة لصرف الانتباه عن الصعوبات التي تواجهها الحكومة على الصعيد الاقتصادي.
وقال المحلل السياسي المستقل دافور جينيرو: "كان من حسن حظ الحكومة أن تحجب هذه الأزمة جميع المواضيع الأخرى" المطروحة للنقاش الانتخابي.
وقد استفاد ميلانوفيتش من موضوع الهجرة؛ ليبدي تعاطفه حيال المهاجرين، وحزمه أيضا حيال البلدان المجاورة، فندد بقرار المجر إغلاق حدودها، وانتقد طريقة إدارة صربيا للأزمة، لكنه أكد حرصه على حماية مصالح كرواتيا في المقام الأول.
من جهتها؛ ركزت المعارضة في حملتها على "القيم الوطنية" مستندة إلى الخطاب القومي.
لكن جينيرو، اعتبر أن القلق على الوضع الاقتصادي لم يتبدد، "في حين لم يقدم أي من الحزبين الكبيرين ردودا جدية على الأسئلة المهمة".
وبلغت نسبة البطالة في سبتمبر الماضي 16،2%، منهم 43،1% لدى الشبان، ولامس الدين العام 90% من إجمالي الناتج المحلي، ويعد الاقتصاد الكرواتي واحدا من أفقر الاقتصادات في الاتحاد الأوروبي.
ورغم انتعاش إجمالي الناتج المحلي خلال الفصول الثلاثة الأولى من السنة؛ لاحظ المحللون أن أبرز حزبين يتنافسان في الانتخابات التشريعية لم يقدما حلا جديرا بالثقة.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMDUg
جزيرة ام اند امز