"مهرجان زايد التراثي".. الماضي والحاضر في مكان واحد
تمديد "مهرجان زايد التراثي" إلى 2 يناير 2016، يفسح لـ"العين" فرصة جديدة للحديث عن التمور، بعد أن تناولنا معاني ثقافتي الصحراء والمكان.
عندما يدخل الزائر من البوابة الغربية لمهرجان الشيخ زايد التراثي يندهش مما يراه من ثراء وتنوع يصل حد الغرابة، فهذه معروضات التمور إلى يساره بأنواعها المختلفة، وهذه الألعاب التي تتقمص تنانين آسيا بشحنتها الأسطورية إلى يمينه، وهذه بيوت الطين الإماراتية المسقوفة بسعف وجذوع النخيل تحكي قصة شعب استطاع أن يكافح صعوبة الحياة بما هو متاح في وسطه الطبيعي.
وفي فضاء هذه المساحة الجميلة تصدح الموسيقى من منصات الدول المشاركة، معلنة عن فرادتها وعارضة لثقافة بلدها لحناً، وهذه الشركات الكبيرة ذات الأسماء المعروفة تجاورها عروش تقليدية مصنوعة من سعف النخيل وأغصان الشجر تستعرض ما بداخلها من أدوات ومشغولات تقليدية، أدوات كان لها دور مصيري في حياة الإنسان كأدوات الصيد وأدوات الغوص ومستلزمات البيوت والخيم.
بوابة العين الإخبارية قامت بزيارة جديدة على مختلف أجنحة المهرجان، مستفيدة من تمديد فترة المهرجان إلى 2 يناير 2016.
من أبهى ما يمكن أن يزوره المرء في المعرض هو المسجد المشيد على طراز مسجد "البدية" الأثري الموجود في قرية البدية في إمارة الفجيرة، بحيث لا يختلف في الشكل ولا الأبعاد ولا النمط المعماري عنه. و"مسجد البدية الأثري " يعتبر أقدم مسجد -ما يزال قائما- في دولة الإمارات، وقد بُني حسب خبراء الآثار في النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادي من الحجر والطين المحروق، ومع عمره البالغ ستة قرون كافح فيها عوادي الزمن وعوامل التعرية لا يزال قائما تقام فيه الصلاة حتى الساعة.
في بقعة أخرى، نزور جناح شرطة أبو ظبي حيث تعرض مجموعة صور قديمة تؤرخ لتاريخ الشرطة، في الجناح التقينا حميد سالم المعمري من القيادة العامة لـ"شرطة أبو ظبي"، الذي أشار لـ"العين"، أن "شرطة أبوظبي تشارك في المهرجان منذ سنوات لعرض تاريخ شرطة أبو ظبي، وأهمية الدور الذي تقوم به في نشر الأمن والسكينة في حياة المجتمع والسكان، وطبعا نحن نحرص على المشاركة في جميع المحافل على مستوى دولة الإمارات العربية".
يتحدث المعمري عن مضمون المعرض، لاسيما "مجموعة الصور القديمة التي تؤرخ لتطور شرطة أبو ظبي منذ تأسيسها سنة 1957 حتى اليوم، وبينها مثلاً أعمال تظهر رتب وشارات الكتف لشرطة أبوظبي قديما وحديثا"، ويضيف، "نشارك أيضاً من خلال العرض الموسيقي الراجل الذي ننظمه في المساء ويجوب أرجاء المهرجان، كذلك نعرض السيارات القديمة التي كان يستعملها أفراد الشرطة غداة إنشاء شرطة أبو ظبي سنة 1957"، ويوضح المعمري أن "فرق الشرطة سابقاً كانت مقسمة إلى مجموعات خاصة، إذ هناك قسم متخصص بالنفط، وآخر بالحراسة وغيرها، ومن ثم تم دمج كل المجموعات لتخدم في كل القطاعات".
المعمري يختم بالقول إن "المشاركة في هذا المهرجان شرف، فهو يحمل اسم عزيز على قلب كل مواطن ومقيم في هذا البلد، وهو اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وهو مهرجان رائع يشكل فرصة لعرض تراث الدولة وتاريخها أمام الأجيال الناشئة وهو مهرجان ناجح بكل المقاييس".
كما قامت "العين" بجولة في "معرض الإمارات الدولي للنخيل والتمور"، وهو من أكبر معارض المهرجان، وأكثرها إقبالاً، فالنخلة كالأم الحنون للإنسان العربي، وثمارها عماد غذائه وسعفها وجريدها عماد بنائه وظلها الظليل جنته من حر شمس صحرائه، وقد عرف المعرض حضور الكثير من الفاعلين في مجال التمور من الإمارات والسعودية والأردن وسلطنة عمان ودول أخرى.
أول ما يقابل زائر المعرض هو رسم لخريطة دولة الإمارات بالتمر في لوحة تكشف عن العلاقة العضوية الوجودية بين شعب الإمارات والتمر كغذاء وكجزء أصيل من الثقافة.
"بوابة العين الإخبارية" التقت الدكتور أحمد سيف الفلاسي المشرف من معرض "مزارع دبي"، الذي تحدث لنا عن مشاركتهم في المهرجان، لافتاً إلى عرضهم أنواع تمور نادرة جدًّا، علماً أن الرطب المعروض أمام الزوار ليس للبيع، بل لتعريف الناس وللمزارعين به، فتجربتنا مميزة، كوننا استوردنا النخيل من السعودية وباكستان ونجحنا في إنتاجها في الإمارات".
ويتحدث الفلاسي عن أنواع فريدة من تمور المعروضة، بينها "الشيخة، نبتة زايد ، طنانه، علج، عياشة، الوهيبية، رامه، راويه، داحسية، آزاد، حوشانه، برني العيص، نبتة عيد، نبتة راشد، طنانه، سباكه، برحي، نبتة الدخيل، مجهولة الجبل، أم كبار، روشانه، بقل آنل، بقلة اللبدية، جيش مكران..
ومن جناح "عذق الجزيرة للتمور الفاخرة " نتحدث إلى المشرف على الجناح سعود الخضير، الذي لفت إلى مشاركتهم للمرة الأولى، حيث يتم عرض تمور فاخرة من "السكري، خلاص، مجدول، الصفدي، عجوة المدينة، عجوة القصيم، البرحي وغيرها"، ويقول الخضير إن أسعار التمور تتراوح بين 100 درهم لكيلو عجوة المدينة و80 درهما لعجوة القصيم و 60 درهما لمجدول وأرخصها البرحي ب 30 درهما.