اعتبرت صحيفة جارديان أنه في الوقت الذي شهد عام 2015 العديد من الإنجازات التاريخية، إلا أن هذا العام تميز بشدة بكونه عام صعود الإرهاب
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن عام 2015 الذي أوشك على النهاية، شهد بعض الاتفاقات والمنجزات الكبرى، إلا أنها اعتبرته "عام صعود الإرهاب" الذي شهد حوادث عديدة وصفت بأنها الأكثر دموية وعنف على مدار التاريخ.
ونشرت الصحيفة البريطانية مقالًا لكاتبها، سيمون تيسدال، عدد فيه النواحي الإيجابية والسلبية في عام 2015؛ حيث تحدث بداية عن بعض الإنجازات التي تحققت على المستوى الدولي؛ ومنها توصل زعماء العالم أخيرًا إلى اتفاق تاريخي، لاعتماد خطة طموحة لوقف ارتفاع درجات حرارة الأرض، وذلك في إطار الجهد العالمي المبذول لمكافحة تغير المناخ، خلال مؤتمر قمة التغير المناخي المنعقد في باريس بمشاركة 200 دولة.
وبرزت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قائدة بلا منازع، ألهمت دول العالم لتكثيف التعاون فيما بينهم وفتح أبوابهم أمام اللاجئين في الشرق الأوسط، الأمر الذي عرضها لكثير من الانتقادات، بحسب الكاتب البريطاني.
وتمكَّنت المعارضة من الفوز بأغلبية المقاعد البرلمانية في كل من الأرجنتين وميانمار؛ حيث فاز حزب زعيمة المعارضة أونج سان سو كي الشهيرة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بالأغلبية الكاسحة في الانتخابات البرلمانية في ميانمار، بعد 50 عامًا من الحكم والهيمنة العسكرية.
وفي السياق ذاته، فاز مرشح المعارضة في الأرجنتين، موريسيو ماكري، بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية مقابل نسبة 52% من إجمالي أصوات الناخبين.
وكذلك توصلت القوى الست الكبرى وإيران رسميًّا إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، وذلك خلال مباحثات فيينا، وهو ما ينهي -ولو مؤقتًا- ملفًا أثار الكثير من الجدل على مدار 12 عامًا.
وبعد أعوام من القمع والظلام، قرر -أخيرًا- الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، إلغاء سياسة الطفل الواحد، التي وصفها الكاتب بـ"القمعية"، والتي دامت أكثر من 35 عامًا، لينتهي بذلك واحد من أكثر الفصول ظلامًا في تاريخ الصين.
ففي أواخر سبعينيات القرن العشرين، قرر الحزب الشيوعي الصيني تعزيز النمو الاقتصادي، ورأى أن التحكم في عدد السكان هو الحل، لتتوالى بعد ذلك العواقب المأسوية، بعد ظهور الكثير من حالات الإجهاض، والتعقيم، وقتل الرُّضع، حسبما تناولت الصحف العالمية.
وشهد عام 2015، الحدث التاريخي بعودة العلاقات الدبلوماسية بين كل من العاصمة الكوبية هافانا والعاصمة الأمريكية واشنطن، متمثلًا في رفع العلم الكوبي في السفارة الكوبية في واشنطن، وذلك بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة بين البلدين، الأمر الذي سيسهل التواصل بين الحكومتين لرأب الصدع بين الدولتين.
ولفت الكاتب -في مقاله- إلى أنه على الرغم من بعض الاتفاقات والمنجزات الكبرى التي تحققت على مدار عام 2015، إلا أنه اعتبره عام الإرهاب الذي شهد حوادث عديدة وُصفت بأنها الأكثر دموية وعنفًا على مدار التاريخ، انطلاقًا من هجمات شمال نيجيريا الإرهابية، وأحداث الحرب في سوريا، وصولًا إلى جريمة إغراق مركب للاجئين السوريين قبالة الشواطئ اليونانية، وحتى مجزرة باريس الدموية، إضافة إلى الهجمات التي استهدفت مناطق سياحية وحيوية في كل من مصر وتونس وغيرهما الكثير.
"داعش" والجماعات المتشددة
وأضافت الصحيفة أن من أكثر الأحداث إشارة للقلق هو ظهور جيل جديد من الإرهابيين المتشددين مثل تنظيم "داعش" وغيرها ممن يدعون انتماءهم لفصائل وجماعات إرهابية مختلفة.
وحاولت تلك الجماعات بسط سيطرتها ونفوذها من خلال تنفيذها العديد من عمليات القتل الجماعي الدموية، التي تنقلت فيها بين الكويت، لبنان، وتركيا، ومصر، والسعودية، وليبيا، وتونس، وباريس.
وبدأت السنة بهجوم على محل "كوشير" في العاصمة الفرنسية، الذي كشفت التحقيقات -فيما بعد- عن تورط المشتبه بهم بصلات تربطهم بأحد عناصر تنظيم "داعش"، الذي نفذ الهجوم الأكثر دموية في هذا العام في العاصمة الفرنسية باريس، كما خلصت لوجود علاقات تربطهم أيضًا مع أحد فروع تنظيم القاعدة في اليمن، الذي نفذ الهجوم الإرهابي السافر على المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" العام الماضي.
وذكر الكاتب في مقاله أنه على الرغم من الغارات الجوية المكثفة التي يشنها وينفذها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على معاقل تنظيم "داعش"، ما زال إرهاب التنظيم يواصل تنفيذ عملياته الوحشية، مع تنامي نفوذه في المنطقة غير آبه بأدنى رادع.
وأشار الكاتب البريطاني، إلى أن تنامي حالة الفوضى السياسية والأمنية، فتح باب النقاش العاجل في العواصم الغربية، حول انتشار الفكر المتطرف وكيفية مواجهته والقضاء عليه، وخاصة وسط الشباب الأوروبي المسلم، ولبحث سبل زيادة وتكثيف القوى الأمنية لتتولى مراقبة الدول والمواقع المتطرفة، ولمناقشة الحلول والخطط للوصول إلى تسوية سلمية بخصوص الحرب الأهلية في سوريا، فيما تباينت المواقف الدولية بين رافض ومؤيد للتدخل العسكري الموسع على المنطقة.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز