مصر تودع 2015 بكارثة: مصرع 13 في غرق مركب نيلي.. وإنقاذ 5 آخرين
الحادث ليس الأول وقابل للتكرار
لقي 13 شخصًا مصرعهم غرقًا في النيل في إحدى محافظات مصر بسبب أحد المراكب الشراعية المتهالكة وجارٍ البحث عن آخرين
ودعت مصر اليوم الجمعة عام 2015 بكارثة جديدة في نهر النيل لم تكن الأولى من نوعها على مدار السنوات الماضية؛ حيث لقي 13 شخصًا بينهم 3 أطفال مصرعهم في محافظة كفر الشيخ (شرق القاهرة)، إثر غرق مركب نيلي (مركب شراعي) من شرق النيل إلى غربه بالقرب من مصب النيل في البحر المتوسط.
وكان القارب ينقل أشخاصًا قيل إن عددهم نحو 22 مواطنًا بين قرية تدعى "سنديون" تابعة لمحافظة كفر الشيخ وقرية أخرى تدعى "ديروط" تابعة لمحافظة البحيرة (شرق القاهرة) على الضفة الأخرى من النهر.
ولم تكن هذه المرة الأولى أو الأخيرة التي تحدث في مصر مثل هذه الكارثة القابلة للتكرار بسبب الإهمال، ففي 22 يوليو/تموز الماضي لقي نحو 20 شخصًا على الأقل مصرعهم وتم إنقاذ آخرين إثر غرق مركب بمنطقة الوراق بالجيزة (جنوب القاهرة).
وسبق هذه الواقعة عدة حوادث في محافظة المنيا (صعيد مصر) حيث لقي 40 مواطنًا حتفهم بعد غرق سيارة انزلقت إلى المياه من أعلى "معدية" بنهر النيل، وذلك في تشرين الأول/أكتوبر 2014.
كما غرق عامل وأصيب 5 أفراد أيضًا جراء غرق مركب شراعي في أغسطس/آب الماضي، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي لقي 15 شخصًا آخرين حتفهم في غرق مركب صيد بمنطقة جبل الزيت المطلة على البحر الأحمر (350 كلم جنوبي القاهرة) وميناء الطور بخليج السويس في جنوب سيناء.
وتزدحم مثل هذه المراكب (الأهلية) على ضفتي نهر النيل في مصر بشكل يفوق طاقتها الاستيعابية في مواسم الأعياد بمصر، كما أن معظم مراكب الرحلات النيلية قديمة ومتهالكة، ولا تتوفر فيها معايير السلامة أو وسائل الإنقاذ اللازمة في مثل هذه الحوادث، كما أن تراخيص العمل لها منتهية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية اللواء أبو بكر عبد الكريم، اليوم الجمعة: إن قوات الإنقاذ النهري والأجهزة المعنية انتشلت 10 جثث.
وأضاف أن قوات الإنقاذ النهري وفرق البحث ما زالت مستمرة في البحث عن باقي جثث الضحايا.
وأكد اللواء السيد نصر -محافظ كفر الشيخ- أن عدد ضحايا المعدية "المركب الشراعي" ارتفع إلى 13 ضحية وحتى فجر اليوم الجمعة.
وأضاف -في تصريحات صحفية- أن فرق الإنقاذ بمحافظتى كفر الشيخ والبحيرة ما زالت تبحثان عن جثث أخرى.
وقال: إن قوات الإنقاذ النهري وفرق البحث أنقذت شخصين وحالتهما الصحية "شبه مستقرة"، كما تم إنقاذ 3 أفراد آخرين، وإن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال مستمرة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
وأوضح أن "القارب ربما غرق بسبب الحمولة الزائدة، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية"، مشيرًا إلى أن القارب "صغير ويعمل بمجدافين، وكان يسير في غير المواعيد المصرح فيها بنقل الركاب عبر النهر".
منتهية التراخيص
تعد أغلب المراكب الشراعية التي يستخدمها المصريون في الانتقال بين ضفتي نهر النيل أو المراكب النيلية التي تستخدم في الرحلات عبر نهر النيل غير صالحة للاستخدام ومتهالكة وليس بها أوراق التراخيص اللازمة من الجهات المعنية.
وقال رئيس مركز مدينة (فوه) التي تتبعها قرية (سنديون) المهندس محمد أبو غنيمة: إن المركب الغارق منتهي التراخيص منذ 8 شهور، كما أنه غير صالح فنيًّا لنقل الركاب أو العمل بالنيل.
وأضاف أن صاحب المركب لقي مصرعه غرقًا في الحادث، مشيرًا إلى أنه "مركب به عطل فني في المحرك وغير صالح للعمل".
وأكد أبو غنيمة -حسب صحف محلية- أن عدم صلاحية المركب فنيًّا وسوء الأحوال الجوية وشدة الرياح والأمطار أدى إلى غرقه.
وكانت مصر شهدت أسوأ الكوارث البحرية في تاريخها الحديث -حتى الآن- في عام 2006؛ حيث لقي أكثر من 1200 مصري مصرعهم غرقًا في مياه البحر الأحمر في الكارثة المعروفة بكارثة "العبارة السلام 98 "، التي يمتلكها رجل الأعمال الهارب من أحكام قضائية بسبب ذلك الحادث ممدوح إسماعيل.
وغادر "اسماعيل" مصر إلى بريطانيا إثر الكارثة، وأصدرت النيابة العامة المصرية في 24 مايو/أيار 2006 مذكرة جلب في حق المتهمين الـ5 الفارين عبر الأنتربول، كما تم رفع حصانة إسماعيل البرلمانية والحجز على أمواله.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز