"موضة" إنستغرام سر أزمات "لوي فيتون" و"جوتشي" و"برادا"
في عصر التكنولوجيا الموضات تظهر وتختفي أسرع من أي وقت مضى
يتشارك عدد متزايد من المتسوقين الأثرياء، الشغف بالقطع الرقيقة التي لا تحمل شعارات، ويفضلون الدفع مقابل قطع فريدة يصعب العثور عليها
يتشارك عدد متزايد من المتسوقين الأثرياء الشغف بالقطع الرقيقة التي لا تحمل شعارات، ويفضلون الدفع مقابل قطع فريدة يصعب العثور عليها.
في صباح يوم مشمس في شهر مايو/ آيار، داخل ممر التجزئة في الجادة الخامسة (فيفث آفينيو، أغلى الشوارع التجارية في العالم) المرموقة بنيويورك، توقفت "ريان كرون" لتبدي إعجابها بقلادة مرصعة بالماس ماركة "فان كليف آند آربيلز" معروضة بنافذة متجر "بيرجدورف جودمان".
غير أنها أشاحت بوجهها عن متجر "لوي فيتون" المترامي الأطراف على الجهة المقابلة من الشارع، حيث كان يعرض مجموعة من الحقائب التي تحمل الشعار الشهير، وقالت إنها "تبدو رديئة قليلًا.. من الأفضل أن تكون رقيقة".
ووفقًا لعدة خبراء، استطلعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية آرائهم، يتشارك عدد متزايد من المتسوقين الأثرياء، شغف "ريان"، بالقطع الرقيقة التي لا تحمل شعارات، ويفضلون الدفع مقابل قطع فريدة يصعب العثور عليها، بدلًا من حقائب اليد المعروفة إلى حد كبير من العلامات التجارية ذات الأسماء الكبيرة مثل "لوي فيتون"، "جوتشي"، و"برادا".
ويبدو أن هذا التحول يرتبط إلى حد كبير بالتأقلم مع مرحلة في الموضة الراقية، عندما يصبح الذوق الشخصي والفردية -وليس التطابق- هي قمة السمات المميزة للعصرية.
ولكن الخبراء يقولون، إن تلك النزعة لسلع فاخرة أكثر اعتدالًا، يغذيها أيضًا جزئيًا النقاش السياسي الدائر حول عدم المساواة في الدخل، وهو ما جعل بعض المشتريين الكبار، يشعرون بالقلق من أن حمل محفظة، تعلن عمليًا عن بطاقة سعرها الرباعية الأرقام، وهو ما سيكون شيئًا مبتذلًا.
وفي هذا السياق، قالت سارة كوينلان، التي تدرس أنماط إنفاق المستهلك، باعتبارها نائبة رئيس أبحاث السوق في "ماستر كارد أدفيزورز": "يمكننا أن نرى بوضوح، أن هذا أصبح شيء غير مقبول، حيث لا يريد الناس أن يظهروا ثرواتهم بشكل واضح تمامًا".
وقد ساعد هذا السلوك الجديد في خلق أوقات عصيبة، لبعض عمالقة صناعة التجزئة الفاخرة، أمثال "لوي فيتون"، "جوتشي"، و"برادا" التي صعدت كرموز للثروة العالمية، حيث أصبحت حقائب اليد بقيمة 5500 دولار، والأوشحة الحريرية بقيمة 695 دولارًا أمريكيًّا رموزًا للمكانة من مدينة نيويورك إلى شنغهاي.
لكن متسوقي السلع الفاخرة في الوقت الراهن تغضبهم مثل هذه العلامات الواضحة على الثراء، لا سيما السلع الممهورة بشعارات، أصبحت هذه العلامات التجارية معروفة بها، حيث فتحت بجرأة متاجر في الأسواق الناشئة، وفي المدن الصغيرة في الولايات المتحدة، وأوروبا.
ومن جانبه، قال يوهان روبرت، الرئيس التنفيذي لشركة "ريتشمونت" التي تملك "كارتييه"، وغيرها من العلامات التجارية الفاخرة الكبيرة في مؤتمر لرجال الأعمال الأسبوع الماضي: "هذا هو حقًا ما يؤرقني.. لأن الأشخاص الذين يملكون الأموال لا يرغبون في إظهارها، وإذا كان والدا أفضل صديق لطفلك عاطلين عن العمل، فإنك لا تريد شراء سيارة أو أي شيء مبهرج".
وفي حين سيدفع المتسوقون الراقون اليوم 1800 دولار مقابل زوج من الأحذية، فإنهم يريدونها أن تكون مضادة للرصاص، في عصر يجعل فيه "إنستغرام"، ومدونات الموضة، وعروض الأزياء التي يتم بثها على الهواء الموضات تظهر، وتختفي أسرع من أي وقت مضى.
لكن هذا شكل درسًا قاسيًا بالنسبة لكثير من تجار تجزئة السلع الفاخرة، التي أصبحت على نحو فعال شعبية للغاية أكثر مما يخدم مصالحهم، فتراجعت مبيعات "جوتشي" 1.1% عام 2014، وهو ما يعزى إلى تقلبات العملة، وعوامل أخرى.
وشهدت "برادا" أيضًا تراجع مبيعاتها بنسبة 1.5% العام الماضي، وقالت، إنها سوف تقلص خطط توسع متاجرها، كما شهدت مجموعة "إل في لوي فيتون" العملاقة التي تتخذ من باريس مقرًا لها، تباطؤ نمو مبيعات قسم الأزياء والمنتجات الجلدية.
واللافت أن هؤلاء العمالقة، واجهوا تلك العثرات، رغم أن سوق السلع الفاخرة بوجه عام تنامي بشكل مطرد منذ نهاية فترة الركود، وفقًا للبيانات الصادرة عن مؤسسة "يورومونيتور" الدولية للأبحاث (شركة مستقلة ورائدة عالميًا في مجال أبحاث الأسواق الاستراتيجية)، فضلًا عن أن الإكسسوارات - التي تشكل المنتج الرئيسي لهذه العلامات التجارية - كانت واحدة من الفئات الأسرع نموًّا من السلع الفاخرة العام الماضي، وفقًا لبحث أجرته "باين آند كومباني" للاستشارات.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز