الاحتلال يغلق منزلي شهيدين في القدس ويعتقل 16 فلسطينيًّا بالضفة
إطلاق نار على مزارعي غزة واختفاء منفذ عملية تل أبيب يربك إسرائيل
أغلقت إسرائيل منزلي شهيدين فلسطينيين في القدس المحتلة، بعد تدميرهما من الداخل، فيما اعتقلت 16 فلسطينيًّا بالضفة الغربية
أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم (الإثنين) منزلي شهيدين فلسطينيين في القدس المحتلة، بعد تدميرهما من الداخل، فيما اعتقلت 16 فلسطينيًّا في حصيلة أولية خلال حملة دهم واقتحام واسعة نفذتها فجرًا، في أرجاء متفرقة بالضفة الغربية، كما أطلقت النار على المزارعين شرق غزة، بينما لا يزال لغز اختفاء منفذ عملية تل أبيب لليوم الرابع على التوالي يربك الأمن الإسرائيلي.
إغلاق منزلين في القدس
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، بلدة جبل المكبر في القدس المحتلة، وأغلقت محيط منزلي الشهيدين بهاء عليان وعلاء أبو جمل، وأجبرت سكانهما على إخلائهما وسط البرد الشديد، قبل أن تشرع في عملية هدم المنزلين بعد أيام من القرار الصادر عن محكمة الاحتلال العليا بتنفيذ عملية الهدم ضمن سياسة العقاب الجماعي ضد أهالي الشهداء منفذي العمليات.
وقال المحامي محمد عليان والد الشهيد بهاء، لـ"بوابة العين"، إن قوات الاحتلال أجبرتهم على الخروج من منزلهم وشرعت بهدمه من الداخل، لافتًا إلى أن مساحة المنزل 130 مترًا مربعًا، ويعيش فيه 8 أفراد، وتم بناؤه منذ 15 عامًا.
وذكر أن قرابة ألف جندي إسرائيلي اقتحموا البلدة، وداهم بعضهم البناية التي يقطنون فيها، وأجبروهم على الخروج منها، ومن ثم بدؤوا بهدم الجدران الداخلية للمنزل.
وأغلقت قوات الاحتلال المنزلين بالإسمنت المسلح، بعد الحصار العسكري المحكم الذي فرضته على المنطقة.
وأوضحت عائلة أبو جمل، في بيان لها، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الشهيد علاء، بعد اقتحام كامل البناية وتحطيم الأثاث قبل طرد أفراد العائلة منها، وشرعت بهدم الجدران الداخلية وإغلاق النوافذ بالأسمنت.
وذكرت أن سلطات الاحتلال قررت أيضًا هدم منزل صفاء أبو جمل، شقيقة الشهيد علاء، بحجة معلومات سرية تفيد بأنه منزل الشهيد، وهو عبارة عن الطابق الأول من بناية سكنية مؤلفة من ثلاث طبقات.
وأضافت العائلة أن سلطات الاحتلال رفضت النظر بطلب العائلة بأن المنزل المهدد بالهدم يعود للسيدة صفاء أبو جمل وليس للشهيد، واعتمدت في ذلك على معلومات سرية واستخباراتية، علمًا أنه يعيش في المنزل 4 أفراد.
يذكر أن قائد الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال أصدر، مؤخرًا، قرار هدم ومصادرة لعقار الشهيدين أبو جمل وعليان، وصادقت عليه محكمة الاحتلال العليا أواخر العام الماضي.
ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيدين أبو جمل وعليان، بعد استشهادهما في 13 أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد تنفيذهما عمليات (طعن ودهس وإطلاق نار) في القدس.
اقتحام الأقصى
وفي القدس المحتلة، قامت مجموعات من المستوطنين صباح اليوم، باقتحامات جديدة للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة عناصر من الوحدات الخاصة والتدخل التابعة لشرطة الاحتلال.
وقال مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني، لـ"بوابة العين"، إن بعض المستوطنون حاولوا أداء طقوس تلمودية داخل الأقصى، فتصدى المصلون وطلبة حلقات العلم لهم بهتافات التكبير الاحتجاجية.
وأشار الكسواني إلى استمرار منع شرطة الاحتلال عشرات النساء الفلسطينيات من دخول المسجد الأقصى، لافتًا إلى تنظميهن اعتصام قبالة بوابات الأقصى صباح اليوم احتجاجًا على قرار منعهن دخول المسجد.
اعتقالات الضفة
وفي الضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال فجرًا عمليات دهم واعتقال واسعة، كان أبرزها في نابلس، شمالي الضفة، حيث طالت عملية الاعتقال ثمانية شبان، وفق ما أفاد لـ"بوابة العين" الناشط الشبابي سائد المصري.
وذكر المصري أن الاعتقالات جرت في بلدة تل، ومخيم الفارعة، لافتًا إلى أن مواجهات عنيفة درات خلال عمليات الدهم والاقتحام، فيما جرى العبث في محتويات المنازل والتنكيل بسكانها.
وفي الخليل، جنوبي الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال، ستة مواطنين بعد عمليات دهم واقتحام للمدينة، وبلدات حلحول، وبيت أمر والسموع.
وقال الناشط الحقوقي عماد الجعبري لـ"بوابة العين"، إن الخليل شهدت ليلة وفجرًا قاسيين، بعد عمليتي قنص مساء أمس، أدتا لإصابة مجندة وجندي إسرائيليين بجروح، لافتًا إلى أن منطقة سدة الفحص شهدت حملة دهم واسعة وتنكيل بالسكان ومداهمة منازلهم.
وذكر أن حملة دهم المنازل تركزت في حارة قيطون، وطلعة أبو حديد، ومنطقة أم الدالية، وجبل جوهر، ومن بين أصحاب تلك المنازل: حمزة الرجبي في جبل جوهر، ومحمد الرجبي، وعبد الرحمن سامي أبو أسنينة، وسعدي أبو قويدر.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أغلقت عقب هذه الحملة سدة الفحص جنوب الخليل وسدة طريق بني نعيم القديمة بالقرب من مستوطنة كريات أربع شمال الخليل، فيما نصبت هذه القوات حاجزًا عسكريًّا على مدخل بلدة بيت أمر، وحاجزًا قرب المقبرة.
وأشار إلى أنه إلى جانب اعتقال المواطنين الستة، تم تسليم بلاغات استدعاء لما لا يقل عن 7 شبان آخرين.
وذكر أن جنوب الضفة شهد أيضًا اقتحام بلدات في بيت لحم، وتسليم سبعة مواطنين بلاغات استدعاء لمخابرات الاحتلال.
وفي جنين، شمالي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات برطعة الشرقية وزبدة وظهر العبد جنوب جنين شمال الضفة الغربية، واعتقلت مواطنًا وداهمت منازل ومنشآت وفتشتها.
وذكرت مصادر محلية، أنه جرى اعتقال فلسطيني بعد مداهمة قرية نعمة قرب رام الله.
استهداف مزارعي غزة
وفي قطاع غزة، أطلقت قوات الاحتلال صباحًا، النار تجاه المزارعين والرعاة شرق مدينة غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وقالت مصادر حقوقية، إن قوات الاحتلال المتمركزة في أبراج المراقبة بمحيط موقع "ناحل عوز" شرق حي الشجاعية شرق المدينة، أطلقت الرصاص تجاه مجموعة من المزارعين والرعاة في المنطقة؛ ما أجبرهم على التراجع دون وقوع إصابات.
وتفرض قوات الاحتلال منطقة عازلة بعمق 300 متر على امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة، تطلق النار على من يتجاوزها.
لغز عملية تل أبيب
وداخل إسرائيل، لا يزال لغز اختفاء منفذ عملية تل أبيب، التي أدت لمقتل إسرائيليين وإصابة 6 آخرين بجروح، الجمعة الماضية، يربك الأمن الإسرائيلي، ويحد من الحركة وسط إسرائيل في ظل المخاوف من شن هجمات جديدة.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن الشرطة تواصل لليوم الرابع على التوالي أعمال البحث في مناطق مختلفة من عن منفذ العملية نشأت ملحم من قرية عرعرة.
ودعت الشرطة الجمهور إلى ابداء الحذر واليقظة وابلاغها بكل حادث او شخص يثير شبهات.
وأشارت إلى أنه خلال أعمال البحث التي جرت الليلة الماضية في يافا تعرض أفراد الشرطة للاعتداء وتم اعتقال عدد من الأشخاص.
وذكرت أن محكمة الصلح في حيفا خفضت بيومين فترة اعتقال جودت ملحم شقيق نشأت ملحم، والذي كان مقررًا أن يبقى قيد الحبس حتى يوم الخميس المقبل.
وفي ذات السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر "كابينت" اجتمع بشكل طارئ لبحث اختفاء ملحم.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن شرطة الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان من مدينة يافا بزعم اشتباهها بهم بمساعدة منفذ عملية "تل أبيب".