موسى يوسف.. صيني يؤسس مكتبة لمحاربة الأفكار المشوهة عن الإسلام
يدرس الشريعة في الأردن، ويشتري الكتب على نفقته الخاصة لنقلها إلى الصين، حيث أسس مكتبة عامة في منزله تشمل المراجع الإسلامية القديمة.
موسى يوسف، شاب صيني مسلم، يبلغ من العمر 30 عاما، يدرس علوم الشريعة في الجامعة الأردنية، ضاق ذرعا بما يتعرض له الإسلام والمسلمون من حملات تشويه من كل صوب وحدب، لا سيما في بلاده الصين. فقرر استغلال وجوده في المملكة الهاشمية، من أجل التصدي لكل حملات التشويه من خلال تأسيس مكتبة متخصصة بالمراجع الإسلامية، ضمن خطة ومنهج محدد، ليجمع الكتب من الأردن ويرسلها إلى الصين على نفقته الخاصة.
"موسى" كغيره من المسلمين في دولة الصين يواجه صعوبات عدة في توفر المراجع الإسلامية، فالدولة، بحسب قوله، تحرمهم من تأسيس مكتبات للمسلمين، خاصة المكتبات المتخصصة بالمراجع القديمة، التي يستفيد منها العلماء والأئمة في تطوير دراستهم وبحوثهم.
• كيف راودتك فكرة تأسيس مكتبة متخصصة بالمراجع الإسلامية؟
راودتني هذه الفكرة بعد دراستي لتخصص الشريعة، ومعرفتي أن المكتبات الصينية تفتقر للمراجع الإسلامية، وبدأت في الفكرة منذ عام 2014، وخصصت مكانا خاصا للمكتبة في منزلي، لتكون مرجعا حقيقيا للعلماء المسلمين في الصين، وبالفعل بدأ الكثير من العلماء والأئمة في زيارة المكتبة والاستفادة من محتواها.
• ما التحديات التي تواجهك؟
هنالك تحديات كثيرة، فالدولة تعمل على حظر هذه الكتب، ومن الصعب تداولها بسهولة. كما أنني أجمع وأشحن هذه الكتب على نفقتي الخاصة، لتبلغ قيمة الشحن 3 أضعاف قيمة الكتاب. ولكن سأستمر في تحقيق حلمي مادام الله عز وجل سييسر لي الطريق.
• هل وضعت منهجا معينا لجمع الكتب وتأسيس المكتبة؟
لا أختار الكتب بشكل عشوائي، بل أقوم بشراء المراجع والمصادر بحسب خطة وضعتها، واستشرت بها أساتذة الشريعة من الجامعة الأردنية، وبفضل الله عز وجل بات عندي 300 مرجع متخصص بعلوم الدين، من مراجع متخصصة بالفقه والتفسير والحديث وغيرها.
• لماذا تشتري الكتب رغم إمكانية اطلاعك عليها من خلال الإنترنت؟
شبكة الإنترنت مصدر مهم للمعرفة، لكن لا يغني عن وجود المرجع الورقي، والمراجع القيمة القديمة، المتخصصة غير متواجدة على شبكة الإنترنت، وفي الصين هنالك حظر لهذه المواقع التي تنشر الكتب الإسلامية. الكتاب الورقي لن يختفي لأهميته، وخوف المهتم به من اختفاء المعلومات على الشبكة وعدم مصادقيتها يلجأ لوجوده في مكتبته بشكله المطبوع.
• هل سيعترض النظام على وجود المكتبة؟
ستأتي لحظة ما سأواجه بها رفضاً من النظام على المكتبة، خاصة أنها أصبحت معروفة بنوعية مراجعها، لكن سأحل أية مشكلة بشكل قانوني، وأدافع عن حقي في قراءة المراجع الإسلامية. ويوجد في الصين ما يقارب 80 مليون مسلم، وعدد السكان الإجمالي 1.5 مليار نسمة، وبالتالي كمسلمين نعتبر نسبة لا يستهان بها، ولها الحقوق والحرية الدينية.
• كيف ستطور هذه المكتبة مستقبلا؟
المكتبة الآن في طور التأسيس، وأصبحت معروفة بالنسبة للمتخصصين والأئمة، ويزورها يومياً أعداد لا يستهان بها، وهي وقْف في سبيل الله، وأخطط مستقبلاً أن تكون منفصلة عن منزلي، في مكان مستقل ومقر كبير لها، وأدعو الله أن يساعدني في أن أجد اشخاصاً يدعمونني في تحقيق حلمي، فهو حلم جماعي لكافة المسلمين في الصين.
• ما رسالتك للشباب العربي المسلم؟
أن يزيد كل مسلم من الوقت الذي يمنحه للقراءة حتى يتسع أفقه في التفكير، ويزداد إنتاج الكتب العربية بشتى صنوفها، فالمسلم العربي لديه نعمة يجهلها، وهي وجود مراجع دينية قديمة بين يديه، فمن المهم أن يستفيد من هذه المراجع، وألا يحرم نفسه من التعمّق في الدين الإسلامي، وأن يحاول نشر كل معلومة يستفيد منها، فالدين الإسلامي حث على العلم ويستحق أن ننصفه في ظل الهجوم الكبير الذي يواجهه من كافة الأطياف والأجناس.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg
جزيرة ام اند امز