160 ألف متطوع بالأردن.. و"انكش خزانتك" أحدث حملات مساعدة المحتاجين
45 مليون دينار توفرها الأعمال التطوعية لخزانة الأردن
في الأردن 1200 جمعية، منها 42 منظمة وهيئة دولية، 857 رابطة وجمعية تعاونية، 8 هيئات وطنية، 263 ناديًا وهيئة شبابية، و74 مركز شباب.
أطفال وجوههم زرقاء، ملتصقون بأمهاتهم لعل أرواحهم تستطيع تدفئة أجسادهم الضعيفة، لكن البرد القارص لا يرحم أحدًا، ويجتاح الصغير قبل الكبير، كل ما يحلمون به ملابس شتوية تسُكن الألم الذي يشعرون به جراء تجمد أطرافهم.
وهنا تأتي مجموعة "هذه حياتي" لتطلق حملة "انكش خزانتك" بالأردن لتدعو من لديه ملابس زائدة عن حاجته ليتبرع بها لمن يحتاجها، ولعل ما يبعث على التفاؤل ليس إطلاق الدعوة بحد ذاتها، وإنما حجم الاستجابة الواسعة لها من جانب الأردنيين.
فادية إسماعيل تجد أن ثقافة التبرع بالملابس وغيرها من الأمور باتت منتشرة بين العائلات، بفضل وسائل الإعلام، وتقول: "أنا طالبة جامعية، أدرس الهندسة، ومن خلال اختلاطي بالكثير من الطلبة لاحظت اهتمام عدد كبير منهم بالعمل التطوعي والمبادرات، والتركيز على مفهوم مساعدة المحتاجين، وتنتشر أفكار الكثير من المبادرات من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتلاقي صدى جيد".
وتضيف: "في السابق كنت أمسك الملابس الزائدة عن حاجتي، ولا أفكر في وجود أشخاص يحتاجون هذه الملابس بشكل أساسي، ومع تفاعلي مع الكثير من المبادرات ومتابعتي الدائمة للأخبار، عرفت أهمية التبرع ومساعدة المحتاجين، وأصبحت أجمع، بشكل دوري، الملابس الزائدة عن حاجتي وحاجة عائلتي، وأنسق مع صاحب أي مبادرة ليتم توزيعها على من يحتاجونها".
أما موسى قطاطشة فيجد أن العمل التطوعي بأشكاله المختلفة من جمع ملابس وتوزيعها وتوفير كل ما يلزم المحتاجين، هو مؤشرات عن التكافل الاجتماعي والعقلية المجتمعية الإيجابية، فيقول: "من الظلم أن ترمي ملابسك التي لا تحتاجها في النفايات، بينما هناك عائلات تبحث عنها للاستفادة منها، والإسلام دعا كل مسلم إلى أن يفكر بغيره، ليكونوا كالجسد الواحد، ومن هنا تأتي أهمية التعاون في تحسين ظروف الآخرين، ليصبح تفكير الفرد جماعيًّا وليس فرديًّا بحت".
الدكتور محمد أرحابي، مؤسس مجموعة "هذه حياتي" للعمل التطوعي، يجد أن حملة "انكش خزانتك" وغيرها من الحملات، ماهي إلا وسيلة لتفعيل دور أبناء المجتمع وتشجيعهم على عمل الخير، ويقول، إن حملة "انكش خزانتك" التي انطلقت في هذا الشتاء، هي أحد فروع مبادرة "شارك بدفئهم"، التي انطلقت منذ عام 2013 لتأمين مستلزمات الشتاء للعائلات المحتاجة، وهي دعوة لكل الناس كي يتبرعوا بما يزيد لديهم من ملابس لنوزعها على مَن يحتاجها بدلاً من إتلافها أو التخلص منها".
ويضيف: "معظم المبادرات التي نطلقها يتفاعل معها الناس، والحمدلله تم جمع 51 كيسًا كبيرًا من الملابس المستعملة، استفادت منها أكثر من 700 عائلة، وتم توزيعها في القرى والمخيمات العشوائية، على العائلات السورية المهجرة والأردنية المحتاجة، وبحسب الدراسات فإن 80% من ملابسنا لا نستعملها، ولا نستفيد إلا من 20%، والباقي يتم تكديسه ومع الوقت يٌتلف، ومن المهم أن يفكر الشخص بغيره".
ويقول الدكتور فواز الرطروط ، الناطق الإعلامي باسم وزارة التنمية الاجتماعية: "إن نسبة الفقر في الأردن تبلغ 14.2% من مجموع السكان بحسب آخر الإحصائيات، والمبادرات والعمل التطوعي أمر مهم لأنه يزيد من التكافل الاجتماعي، ونقدر جهود الأفراد الذين لديهم جهود شخصية في هذا المجال، ونسعى لتكون هذه المبادرات ضمن إطار مؤسسي مقنن حتى نستطيع دعمها، ففي الأردن هناك بنك للملابس، ومن الممكن أن يتعاون كافة من لديهم مبادرات لجمع الملابس مع البنك والجمعيات المتخصصة".
ويضيف الرطروط: "في الأردن 1200 جمعية أردنية وعربية، منها 42 منظمة وهيئة دولية تعمل من خلال وزارات ومؤسسات رسمية وشبه حكومية، و857 رابطة وجمعية تعاونية تعمل بشكل جزئي، و8 هيئات وطنية، و263 ناديًا وهيئة شبابية، و74 مركز شباب، كما بلغ عدد المتطوعين بشكل دائم 160 ألف متطوع في مختلف الجمعيات والمراكز والأندية التطوعية، وتجاوز مجموع ساعات العمل التي قام بها المتطوعون، بحسب آخر الإحصائيات 45 مليون ساعة عمل، استفاد منها بشكل مباشر نصف مليون مواطن، ووفرت لخزانة الأردن 45 مليون دينار أردني".
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg جزيرة ام اند امز