"بارود الحرب".. أرقام صادمة للضحايا الأطفال على جبهات الحوثي
نهاية مأساوية تكتبها مليشيات الحوثي الإرهابية لآلاف الأطفال الذين تزج بهم في محارق الموت كمسلحين على خطوط النار المستعرة منذ 6 أعوام.
وتعلن المنظمات والنشطاء أرقاما مفزعة عن عدد الأطفال الذين تقتلهم مليشيات الإرهاب الحوثية بإجبارهم على القتال معها أو استقطابهم وتفخيخ عقولهم بمفاهيم مغلوطة وطائفية.
أحدث هذه التقارير صدر، الأحد، عن مُنظمة "ميون" لحقوق الإنسان والتّنمية سلطت الضوء فيه على جريمة تجنيد الأطفال من قِبَل الحوثيين التي تتفاقم عاماً بعد آخر.
ووثقت المنظمة (بالاسم والفيديو) مقتل (640) طفلاً يمنياً خلال الستة الأشهر الأولى من العام الجاري 2021م، ممن زجَّت بهم للقتال في صفوف الحوثي.
وأشارت "ميون"، في تقريرها، إلى أن هذا الرقم هو عدد الذين تم تشييعهم في مواكب جنائزية مُعلَنة، جرى بثها عبر وسائل الإعلام الرسمية التابعة للمليشيات.
فيما يُقدَّر عدد الأطفال الذين قُتلوا في صفوف المليشيات، الذين لم يتم دفنهم في مراسيم رسمية، ولم تُنشر أسماؤهم في وسائل الإعلام، ضعف العدد المعلَن رسمياً.
ووفق التقرير فإن المنظمة رصدت الجرحى والمصابين من الأطفال المجنَّدين ليتجاوز عددهم (3400) طفل، وفقاً لتحقق فريق المنظمة من سِجلات أقسام مستشفيات بالعاصمة صنعاء، والمحويت وذمار والحديدة وحجة وإب وتعز، ومن الكشوفات الخاصة بمؤسسة رعاية الجرحى التابعة للمليشيات.
وكشف التقرير عن قائمة بأسماء أبرز القيادات الحوثية، المنتهكة لحقوق الأطفال في اليمن، والمتورطة بشكل رئيسي بعمليات استقطاب وتجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
ووثَّقت المنظمة، وبناءً على المسح الميداني، تورُّط 122 قيادياً حوثياً في عمليات استقطاب وتجنيد الأطفال في اليمن، ضمن أساليب وطُرق مختلفة.
جاء في مقدمتهم شقيق زعيم الحوثي يحيى بدر الدين الحوثي المعين وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب، وشقيقه محمد بدر الدين الحوثي، ومحمد علي الحوثي رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، والقيادات عبدالكريم أمير الدين الحوثي، عبد المجيد الحوثي، أحمد درهم المؤيدي، أحمد محمد حامد، عبده المحسن الطاووس، وضيف الله رسام.
وأشار التقرير إلى الطرق التي استخدمتها المليشيات لاستقطاب الأطفال، وذلك عبر: (الدورات الثقافية، والمدارس والمعاهد، والمراكز الصيفيّة ومدارس تحفيظ القرآن، ودور رعاية الأيتام، ومراكز الحجز، والاختطاف).
وأضاف التقرير أن المليشيات تستغل المساعدات الإنسانية لإجبار الأسر الفقيرة على الدفع بأطفالها للالتحاق بمجاميعها المقاتلة، إضافة إلى استخدام أساليب إغراء في عملية التجنيد، منها: "صرف أموال، وتقديم مساعدات غذائية، ومنح رتب عسكرية للأطفال لاستدراجهم للقتال في صفوفها".
ووثق التقرير قيام مليشيات الحوثي بمنح 155 طفلاً من إجمالي الضحايا الذين قتلوا في الجبهات خلال النصف الأول من العام الجاري رتباً عسكرية تتراوح بين "عقيد" و "مساعد" ضمن أساليب الإغراء التي تستخدمها لتجنيدهم .
وقال التقرير إن المنظمة استطاعت أن تحدِّد عدداً من الجهات الخاضعة لمليشيات الحوثي والمتورِّطة بعمليات استقطاب وتجنيد للأطفال بشكل مباشر، من ضمنها " وزارة الدفاع، وزارة الداخلية، وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، وزارة الشباب والرياضة... "، وغيرها من الجهات التابعة لها.
وحسب التقرير فإن المليشيات الحوثية تستخدم أساليبَ وطرقاً مختلفة في عملية تجنيد الأطفال، حيث تعمل وفق منهجية تعبوية مذهبية وطائفية متطرّفة للتأثير على المراهقين، كونهم الشريحة التي يمكن استقطابها بفكر الجماعة وضمان التفاعل معهم.
وتعتمد في تلك المنهجية على الخطاب الإعلامي وآلياته المكثَّفة والمكرَّسة للحشد والتعبئة بالشّعارات، إضافة إلى الدورات الثقافية والتطبيقات الهاتفية كالألعاب وغيرها من الأساليب التي تُبث عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والتي استحدثت كثيراً منها خلال السنوات الأخيرة،.
وأشار التقرير الى أن معظم هذه البرامج والتطبيقات يُنتج في لبنان وإيران، خلافاً لما يتم إنتاجه عبر مؤسسة المسيرة الإعلامية الحوثية، علماً بأن هناك أكثر من عشرين إذاعة محلية تعمل بشكل موجه لمخاطبة الأسر والمراهقين تحديداً.
ووثَّق فريق منظمة (ميون) عدداً من الشهادات التي أكدت استخدام مليشيات الحوثي للمخدِّرات ومواد الإدمان والمنبِّهات كواحدة من أبرز أساليب التجنيد للأطفال، إذ تغرِق الجماعةُ المناطقَ الواقعة تحت سيطرتها بالمواد المخدِّرة والمنبِّهات والتي يتم خلطها مع التبغ الذي يوزَّع بشكل يومي، وخاصة على الطلاب المجنَّدين.
ويحتوي هذ التبغ على مواد مخدِّرة تدفع الأطفال للإدمان عليها، ومن أجل الحصول عليها يجبرونهم على الالتحاق بمعسكراتهم التدريبية، ومن ثمَّ الالتحاق بالجبهات والقتال معهم.
وتوكل مليشيات الحوثي عددا من المهمات الخطيرة للأطفال المجندين في صفوفها مثل: "القتال المباشر، النقل والإمداد، جمع المعلومات، زراعة الألغام، قيادة الأطقم العسكرية والدراجات النارية، بناء التحصينات وحفر الخنادق، مرافقة القيادات والمشرفين، نقاط التفتيش"، بحسب التقرير.
وطالبت المنظمة مجلس الأمن بإحالة قضية تجنيد الأطفال في اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جريمةَ حربٍ بموجب ميثاق روما الأساسي الناظِم للمحكمة.
ودعت الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المُسلح إلى زيارة اليمن وإجراء تقييم مُباشر لتجنيد الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
إضافة إلى حماية الأطفال من الاستخدام غير المشروع للمخدرات والمُسْكرات... وغيرها من المواد التي تسبب الإدمان وتروَّج بين الشباب والأطفال.
وكذلك إصدار قائمة سوداء بمنتهكي الطفولة في اليمن تضم أسماء القيادات المتورِّطة في تجنيد الأطفال، وفرض عقوبات عليهم.. وعدم الاكتفاء بإدراج الكيانات في قائمة العار.
وطالبت أيضا المجتمع الدولي بالضغط على المنظمات المتورِّطة بمساندة جماعة الحوثي في عملية تجنيد الأطفال تحت مسمى تقديم المساعدات الإنسانية.
ودعت المنظمة جماعـة الحوثـي إلى التوقـف الفـوري عـن تجنيـد الأطفـال وتسريح المجندين دون سن 18 سنة، وإنهاء جميع أشكال الانتهاكات الجسيمة لحقوقهـم المكفولـة فـي المواثيـق والأعـراف الوطنية والدوليـة.