مصير مسلحي داعش الأجانب.. 4 سيناريوهات
"بوابة العين" الإخبارية استطلعت آراء محللين بشأن السيناريوهات المحتملة لمصير المقاتلين الأجانب في داعش بعد أنباء هزائمه
مع توالي أنباء عن هزائم تنظيم داعش في سوريا والعراق، بات السؤال الأبرز هو إلى أين ستتجه فلول التنظيم بعد فقد المناطق التي كانت تحتلها.
وفي هذا طرح خبيران في التنظيمات الإرهابية والأمن في حديث لـ"بوابة العين" الإخبارية 4 سيناريوهات متوقع أن يلجأ إليها الإرهابيون الفارون، خاصة بعد تعرض العديد من كبار قادتهم للتصفية في غارات جوية أمريكية وروسية.
سيناريوهات محتملة
1- مأوى جديد
بداية يوضح الدكتور خالد الزعفراني، الخبير في الحركات الإسلامية، أن العناصر الأجنبية المنضمة لداعش بسوريا والعراق قدموا من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا والنرويج والسويد وفنلندا والدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لأعداد من دول وسط آسيا وشمال إفريقيا وبعض الدول العربية، والهزائم المتتالية للتنظيم تجبرهم على البحث عن مخبأ لتجميع صفوفهم من جديد.
واعتبر العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات، أن"مرحلة ما بعد الموصل والرقة تتسم بالصعوبة البالغة بالنسبة لمقاتلي التنظيم" لأن "العمليات العسكرية الحالية تجبرهم على التراجع من المدن العراقية والسورية، والتفكير في التمركز في مكان جديد على أطراف البلدين".
ورجح أن تكون دول آسيا وأفغانستان المعاقل الجديدة التي ربما يلجأ لها الأجانب في التنظيم لإعادة ترتيب أوراقهم.
واتفق الزعفراني مع هذا السيناريو، متوقعاً كذلك توجه العناصر الأجنبية إلى بعض دول شمال إفريقيا وأفغانستان واليمن، بحثا عن مكان يصعب هزيمتهم فيه، مؤكداً أن داعش في مراحله الأخيرة ولكن الهزيمة الكاملة لم تلحق به بعد.
من جانبه ركز مدير المركز الوطني للدراسات على سيناريو البحث عن معقل جديد، واصفة بالسيناريو الأقرب لمصير الأجانب، لتخوفهم من العودة لأوطانهم والتعرض للسجن أو المحاكمة.
2- العودة لبلادهم
وخلال الأشهر الماضية حاول عدد من العناصر الأجنبية العودة لأوطانهم، وعاد بالفعل نحو 280 عنصرا إلى ألمانيا من أصل 820، وتوجه إلى بريطانيا 480 من أصل 850، وعاد 150 للسويد من أصل 200 انضموا لداعش، بينما 120 عنصرا آخر عاد لبلجيكا من نحو 280، وعاد 210 لفرنسا من أصل 1000 مسلح.
وتشير هذه الأرقام إلى تخوف العناصر الأجنبية من العودة لأوطانهم من جديد، ورأى الزعفراني أن عددا من المسلحين الذين فروا من أوروبا متوجهين للقتال في سوريا والعراق معلومين الهوية لدى الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في بلادهم، ما دفع الكثيرون للهرب إلى مناطق أخرى غير معروفين فيها.
وفي الوقت نفسه توقع الخبير في الحركات الإسلامية أن الأغلبية سينصرفون عن هذا التصرف، وربما يلجأ مجهولو الهوية الذين قاتلوا مع داعش دون الإعلان الواضح عن انضمامهم للتنظيم إلى العودة لأوروبا والاكتفاء بتدبير الهجمات الفردية وتجنيد مقاتلين جدد.
وفي الوقت نفسه، وصف العميد خالد عكاشة سيناريو عودة المسلحين الأجانب لأوطانهم بالسيناريو الأضعف، مستنداً في تحليله إلى أن تفكير الجماعات المسلحة المتطرفة يفرض عليهم البقاء في التنظيم.
3- البقاء في الجيوب
ويتوقع الزعفراني سيناريو ثالثا، وهو اختباء بعض المسلحين الأجانب وسط المدنيين في القرى وأطراف المدن، على أمل عودة داعش لقوته.
وعلق عكاشة على هذا الأمر بأن تطهير جيوب الدواعش يتطلب وقتا طويلا؛ ما يعطي الفرصة لبعض المقاتلين للبقاء.
4- التصفية بالغارات
ومنذ مارس/آذار الماضي فقد التنظيم عشرات القادة في غارات جوية لقوى التحالف الدولي على سوريا والعراق؛ ما يجعل هذه الغارات وسيلة فعالة للتصفية.
وفي ذلك قال الخبيران إن الموت في المعارك الحالية يحيط بمسلحي داعش بداية من الغارات الجوية ووصولًا للقتال المباشر في العمليات البرية التي خسر فيها التنظيم الآلاف من المعدات والأسلحة والعناصر البشرية".
خطورة العناصر الأجنبية
وعن وتيرة العمليات الإرهابية التي تستهدف أوروبا، أوضح عكاشة أن وتيرة الهجمات لم تختلف منذ ظهور التنظيم في 2014، وبذلك فإن عودة المسلحين الأجانب لبلادهم لن يؤثر بشكل كبير في هذا الأمر، فالذئاب المنفردة لم تتوقف عن تجنيد عناصر أو استهداف مدنيين وعسكريين من فرنسا لبلجيكا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا".
والذئاب المنفردة لقب يطلق على الإرهابيين الذين يعملون بشكل منفرد، ويتواجدون في أماكن لا يخطر ببال أحد تواجدهم بها، ويفاجئون من حولهم بعملياتهم مثل عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار.