إرث ترامب.. 4 ورقات رابحة لـ"بايدن" في حرب التجارة مع الصين
تتعلق آمال انتهاء الحرب التجارية مع الصين بتولي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم، وفيما يلي سيناريوهات المرحلة المقبلة.
بعد أن كشف جو بايدن عن أوراقه لإدارة الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح يتعين على تجار السلع الذين يعولون على "بايدن" إلغاء التعريفات الجمركية على واردات بقيمة 370 مليار دولار من الصين الانتظار لفترة أطول قليلاً.
الورقة الأول
ألقى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالفعل ورقته الأولى، حين أكد أنه لن يلغي الرسوم على الواردات من الصين بقيمة 370 مليار دولار على الفور، وسط تحذيرات من الخبراء بأنه من المرجح أن يركز على القضايا المحلية.
وفور توليه مهام منصبه يدخل بايدين في مواجهة أزمة فيروس كوفيد-19 ودعم الاقتصاد، بعد أن فقد نحو 20 مليون أمريكي وظائفهم بسبب إغلاق الشركات نتيجة الوباء.
وكان للحرب التجارية بين أمريكا والصين بالغ الأثر على كلا البلدين خلال عامين متتاليين، حيث تضررت بشدة الأسواق الزراعية، مع توقف صادرات فول الصويا إلى أكبر مستورد في العالم تقريبا في بعض المراحل التي مرت بها الحرب التجارية.
وفي حين أن المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري والتي جرى توقيعها في وقت سابق من العام الجاري أعادت بعض الاستقرار إلى الأسواق مع ازدهار مشتريات المحاصيل، إلا أن التعريفات الجمركية لا تزال سارية والعلاقة بين الولايات المتحدة والصين لا تزال متقلبة.
ورقة بايدن الثانية "كوفيد"
وقال فيل كارستينج، الذي لعب دورا بارزا لأن تولي حملة بايدن اهتماما بشأن القضايا الزراعية، في مؤتمر بمقر الرابطة الوطنية للحبوب والأعلاف يوم الخميس "يسألني الناس، لا محالة، عن بعض الاختلاف فيما ستكون عليه الخطوط العريضة في نهج بايدن هاريس، ولكن على المدى القريب أود أن أقول كوفيد- كوفيد- كوفيد". وأضاف "لقد أوضح بايدن أنه يتعين علينا أولاً القيام ببعض الأمور لإنعاش اقتصادنا في الداخل".
وكان تجار الزراعة والمعادن يراقبون عن كثب تحركات بايدن للتعرف على خطط الرئيس المنتخب، ليس فقط فيما يتعلق بالصين ولكن أيضًا بشأن التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم التي هزت العلاقات مع الشركاء التجاريين الآخرين للولايات المتحدة بما في ذلك كندا والاتحاد الأوروبي والمكسيك.
الورقة الثالثة "المفاوضات"
ويرى الخبراء أن بايدن ربما يسعى إلى الحصول على نوع من الامتيازات الإضافية من الصين قبل إزالة التعريفات الجمركية أو تخفيضها، كما قال جيفري جريش، نائب الممثل التجاري الأمريكي السابق، في المؤتمر الافتراضي الذي عقدته الرابطة الوطنية للحبوب والأعلاف خلال الأسبوع الجاري.
وأضاف جريش، الذي ساعد في التفاوض بشأن المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري قبل مغادرة مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري، أن التنازلات الإضافية التي من المحتمل أن يحصل عليها بايدن من الصين يمكن أن تشمل التدخلات السيبرانية وضوابط الشركات الحكومية والدعم الحكومي لها.
وقال: "لقد تغير النموذج في العلاقة مع الصين على مدى السنوات القليلة الماضية، وليس هناك حقاً عودة إلى الوراء في هذه المرحلة.. نحن بلا شك بلد منقسم بشدة، لكن الأمر الوحيد الذي يبدو أن الجميع يتفق عليه، الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء، هو الحاجة إلى أن نتبنى الصرامة مع الصين".
وقال كارستينج إن أزمة فيروس كورونا سلطت الضوء على القضايا الريفية الرئيسية، بما في ذلك النظام الصحي المتوتر ونقص الوصول إلى النطاق العريض، وهو أمر ليس مهما فقط للتعلم عن بعد والرعاية الصحية عن بُعد، ولكن أيضا لتنفيذ أدوات الزراعة الدقيقة.
كما سلط الوباء الضوء على هشاشة النظام الغذائي، حيث يواجه المستهلكون نقصا في السلع الغذائية بالمتاجر ويعاني الملايين من الجوع.
وقال: "رأى المواطنون الأمريكيون المنتجين يقومون بتصرفات مؤلمة للغاية في الأيام الأولى لتفشي الوباء، التخلص من الحليب، وإخلاء السكان".
وتابع "في الوقت نفسه، شاهد المواطنون الأمريكيين يصطفون بأرقام قياسية في بنوك الطعام، وسيؤدي تجمع هذه الأمور إلى الكثير من البحث عن الذات".
الورقة الرابعة "الحلفاء"
وعلى عكس ترامب، من المرجح أن يحاول بايدن التعامل مع الصين والعلاقات التجارية الشاملة بشكل متعدد الأطراف.
وقال كارستينج إن هذه الأمور قد تستغرق وقتا، وتتطلب من الولايات المتحدة إصلاح علاقتها مع العديد من حلفائها.
لكن جريش يحذر من أن جمع الحلفاء أمر يسهل قوله ويصعب فعله.
وقال جريش إن العديد من الدول الآسيوية تعتمد على التجارة مع الصين، وقد لا ترغب في "تغيير الوضع" ، في حين أن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، له مصالح مختلفة.
فإيطاليا، على سبيل المثال، وقعت على مبادرة الحزام والطريق، التي ساعدت الصين على التنويع بعيدا عن اعتمادها على الولايات المتحدة.
وقال جريش "المشكلة هي أن العديد من حلفائنا لديهم مصالح مختلفة عنا عندما يتعلق الأمر بالصين.. لا ينبغي أن نتوقع أي تغيير بداية إدارة بايدن".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز