التدخل الإيراني في لبنان تحت راية "حزب الله"
التدخل الإيراني في لبنان أصبح ينسحب على جميع أوجه الحياة السياسية والتي تنعكس تداعياتها على الجوانب الاقتصادية والأمنية والاجتماعية
أصبح التدخل الإيراني في لبنان ينسحب على جميع أوجه الحياة السياسية في لبنان والتي تنعكس تداعياتها بشكل غير مباشر على الجوانب الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
وتُعَد إيران راعيًا أساسيًّا لحزب الله في لبنان وهي التي تحركه بفعل الأجندة التي وضعتها للبنان شأنها شأن معظم الدول العربية التي ترصد فيها أذرع عسكرية بدءًا من سوريا وصولًا إلى اليمن فالبحرين فالعراق.
والتدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية ليس حديث العهد، إنما يعود إلى عقود من الزمن وقد ظهر بشكل جلي بعد انسحاب الجيش السوري عن الأراضي اللبنانية عام 2005.
وأولى مفاعيله هو تعطيله الرئاسات الثلاث في لبنان باستخدام حزب الله، حيث ما يهم إيران في هذه المرحلة هو تعطيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية والتي لم تنفع معها الحوارات والمساعي الداخلية لحلحلة هذا الملف دون الاستعانة بمظلات خارجية ترعى هذا الاستحقاق فبقي رأس الدولة معلقًا حتى إشعار آخر.
ولكي تحقق إيران ما تريد، فإنها قد تظل مُصِرَّة على ربط الانتخابات الرئاسية في لبنان بمصير أي حلّ في سوريا.
التشريع بات معطلًا في لبنان بفعل الدور الذي يمارسه "حزب الله" من خلال التوجيه الإيراني له، وامتناع ممثلي التنظيم عن المشاركة في الجلسات التي يدعو إليها مجلس النواب وتحديدًا التي تتعلق بالانتخابات الرئاسية.
وكانت إيران وراء حرب يوليو/ تموز بين حزب الله وإسرائيل عام 2006 عندما أعطت الإشارة لـ"حزب الله" كي يشعل الحرب، وهي أيضًا التي طلبت من الحزب التدخل في الحرب السورية عندما أوشك نظام بشار الأسد على السقوط.
وتبقى "هيبة السلاح" غير الشرعي الذي يهدد أمن لبنان إحدى الأزمات التي تقلق لبنان وشعبه والذي استبدلت بوصلة استخدامه ووجهت إلى الداخل بعد أن كان دوره يقتصر على محاربة إسرائيل وقد ظهر هذا الأمر جليًّا خلال أحداث 7 أيار من عام 2008، التي جرت في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة.
وقد يكون استطلاع الرأي الذي أجرته إحدى الصحف اللبنانية حول سلاح حزب الله خير دليل على رفض شريحة كبيرة منهم لهذا السلاح بعد أن جاءت النسب كالتالي: 91% من السنة لا يؤيدون بقاء سلاح حزب الله والدروز يشكلون 93% من الرأي نفسه.
هذا السلاح يشكل قوة ردع بالنسبة للاستثمارات الخارجية في لبنان والتي تراجعت بشكل لافت في الآونة الأخيرة وتحديدًا بعد مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا وما تبعها من تدهور للوضع الأمني إزاء التفجيرات التي استهدفت عددًا من المناطق اللبنانية وتحديدًا المناطق التي يسيطر عليها نفوذ حزب الله برعاية إيرانية.
واعتبرت شريحة كبيرة من اللبنانيين أن حزب الله كان له الدور الأكبر في استدعاء الخطر والإرهاب الداعشي إلى لبنان والذي قد يُشعل حربًا مذهبية لا تُحمد عقباها في حال لم يتم شرعنة هذا السلاح من خلال تسليمه للدولة التي يفترض أن يكون لها الدور الأساسي والأولي في الدفاع عن لبنان من أي خطر خارجي وفي مقدمته التهديدات الإسرائيلية.
ويتحدث رئيس المجلس الوطني لمستقلي 14 آذار/مارس النائب السابق سمير فرنجية عن الدور الذي تمارسه إيران في لبنان من خلال حزب الله، مشيرًا إلى أن هذا التدخل أدى إلى تأخير حل عدد من الأزمات بدءًا من عام 2000 حيث سمح لسوريا أن تتصرف في مسألة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، ليس لطي الصفحة؛ إنما لإبقاء الصفحة مفتوحة.
وفي عام 2005 على إثر انتفاضة الشعب اللبناني وحماية ما تبقى من مصالح سوريا في لبنان.
وفي عام 2008 ومن خلال أحداث 7 آيار لم يعملوا على طي هذه الصفحة لما تسببت من أحداث مذهبية كانت ستودي بلبنان إلى الهاوية، وصولًا إلى تدخل حزب الله في سوريا الذي خرب كل المنطق الذي كان سائدًا حول وجود حزب الله لمحاربة إسرائيل وأظهر وجهًا جديدًا لحزب الله الذي قام بما قام به تحت رعاية إيرانية.