باريس تحتضن معرضا فنيا يجسد حال العالم عام 4018
معرض في باريس يقدم تصورا لما يمكن أن يكون عليه العالم في مطلع الألفية الخامسة عام 4018 حين تتلاشى كل الكتب التي تتحدث عننا
يقيم متحف الأركيولوجيا الفرنسية في ضواحي مدينة باريس معرضا بعنوان "المستقبل التالي- الكنوز الأركيولوجية للقرن الحادي والعشرين"، ويفترض القائمون عليه شكلا لمعرض يقام في مطلع الألفيّة الخامسة، إذ طُبِّقت على الأغراض اليومية المحيطة بنا مجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية، لتبدو وكأنها آثار أحفورية وجدها علماء المستقبل، مُتيحا لنا أن نتعرف ولو بسذاجة على ما يمكن أن يبقى منا، إذ نرى مثلا تمثالا رخاميا وهاتفا نقالا ومفاتيح معدنية، وغيرها من الأغراض التي من المفترض أنه مضت عليها ألفيتان.
يناقش المعرض، المبتكر في فكرته، ما يمكن أن يصبح عليه العالم سنة 4018، حيث يتلاشى كل شيء يتحدث عن زمننا، كل الكتب والأوراق والبيانات الرقمية والأقراص الممغنطة، وهنا يقترح المعرض صيغة يتداخل فيها اللعب مع الجد، في سبيل توجيه النقد لحياتنا المعاصرة من جهة، وللمنهجية العلمية من جهة أخرى، فكي نتعرف على الأغراض التي من المفترض أنها وُجدت في "ما كان يُسمَّى بحيرة لوزان في سويسرا، نرى مجموعة من الأحاجي، التي يجب الإجابة عنها لنعرف ماهية الغرض الذي نحدِّق به، كأن نرى هاتفا نقالا محترقا، وتُترك لنا حرية أن نقرر إن كان فعلا هاتفا نقالا، أو دمية للأطفال، أم آلة لفك التشفير.
تحيلنا التساؤلات السابقة، على سذاجتها، إلى مفاهيم التصنيف العلمي، والأبحاث الأركيولوجية التي تبني ثقافة "الآخرين" بناء على مفاهيم الآن، وأدوات التأويل المستخدمة الآن، ليتحول الغرض من استخدامه اليومي إلى الصيغة المتحفية التي تغرقه في التأويل.
ووفقا لجريدة" العرب" اللندنية، فإن المفارقات التي نراها في المعرض، والمحاكاة الساخرة التي يتبناها تدعونا إلى التفكير بالمعارف الحالية ومدى دقتها، إذ نتلمس هشاشة أساليب التصنيف "العلمية" المرتبطة بأدوات ومفاهيم "الآن"، وتحيلنا للسؤال المتجدد دوما، هل كان رجل الكهف فنانا حين رسم على جدار الكهف؟