بـ5 نباتات برية.. كمال حجاوي يحارب البكتيريا المقاومة للمضادات
باحث أردني يكتشف 5 نباتات برية، من بينها قثاء الحمار، تعمل كمضادات حيوية لها فاعلية في تثبيط نمو البكتيريا، المقاومة للمضادات الحيوية
كمال حجاوي باحث أردني شاب، متخصص في العلوم الطبية المخبرية، لاحظ أن الكثير من البكتيريا أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية، ما يعني تطورا كبيرا على حساب صحة الإنسان يؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض وعدم القدرة على محاربتها.
ولم يتوقف كمال، البالغ من العمر 25 عاما، عند حد الملاحظة، فانهمك في أبحاثه حتى تمكن من اكتشاف 5 نباتات برية أردنية قادرة على قتل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، جعلها محورا لأطروحة ماجستير العلوم الطبية المخبرية التي يعمل عليها في الجامعة الهاشمية.
• حدثني عن البداية؟
شاركت أنا وزميلي سائد الخمايسة عام 2011، في بحث علمي لدراسة تأثير مستخلصات طبيعية من النباتات البرية الأردنية، وأثبتت الدراسة أن خمسة نباتات برية تعمل كمضادات حيوية لها فاعلية في تثبيط نمو البكتيريا، وهي: الحرمل، الشيح، والداتورة، وقثاء الحمار، وحصى البان.
وأبرزت النتائج أن بذور الحرمل وأوراقه لها نشاط تثبيطي ضد خمسة أنواع من البكتيريا المسببة للعديد من الأمراض، وهذه الأنواع هي: (سالمونيلا تايفي، وكليبسيلا أوكستوكا، بسيندوموناس أرينجينوسا، بروتينس فولغاريس، ستريبتو كوكاس بنينمونيا). وأظهرت مستخلصات نبات الحرمل تحديداً فاعلية "أقوى" بين النباتات المستخدمة حيث أثرت على نمو الأنواع الخمسة من البكتيريا، بينما كانت النباتات الأخرى يتراوح تأثيرها على نوع أو نوعين من البكتيريا، ومن هنا تولد لدي إصرار بأهمية إنتاج مضادات حيوية من الطبيعة تعمل على علاج أمراض الالتهابات البكتيرية، فقد أثبتت النتائج وبالدليل العلمي التجريبي فعالية النباتات البرية المستخدمة في الطب الشعبي والعلاج التقليدي لبعض الأمراض.
• ما خطوات تطويرك لهذا البحث؟
توجهت بعد البحث لمشاركة جهودي وأفكاري مع الدكتورة جوان العبيني، تخصص كائنات حية دقيقة في التربة من الجامعة الهاشمية، حيث عملنا على دراسة وعزل كائنات حية دقيقة من التربة، لها القدرة على إنتاج مواد ثانوية لها تعمل على تثبيط نمو البكتيريا، وتم عزل 370 نوعا، وأظهرت الدراسة فعالية 21 منها على قتل البكتيريا المستخدمة، وما زال البحث جاريا لتطوير البحث.
• هل سبقت لك المشاركة في مؤتمرات علمية؟
شاركت في عدة مؤتمرات علمية، كما حصلت على جوائز كجائزة الملكة رانيا للريادة، وشاركت في ورشة عمل في جامعة روهامبتن في لندن، وحصلت أنا وزميلي سائد الخمايسة على المركز الأول المستوى الثاني من جائزة البحث العلمي الطلابية لعام 2011، وأيضاً على المركز الأول على مستوى المملكة في مجال الصحة وتطبيقاتها في المهرجان التكنولوجي الوطني الخامس لعام 2012، وأخيراً حصلت على المركز الثالث على مستوى الوطن العربي في المؤتمر العربي الأول للإبداع بإشراف الدكتورة جوان العبيني ومشاركة كل من: سائد الخمايسة وراما رشماوي.
• كيف تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات؟
تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات نتيجة أسباب عديدة، أهمها الاستخدام الخاطئ من قبل المريض للمضاد الحيوي، وهو أمر بغاية الخطورة، ولكن لا يوجد وعي لدى المجتمع بخطورة الاستخدام العشوائي للمضاد الحيوي، وكيف أن المريض إذا استخدم الدواء الخاطئ وبالطريقة الخاطئة، إن واجه المرض مرة أخرى لن يتفاعل جسمه مع الدواء.
• هل تسعى لتوعية المجتمع بالاستخدام الصحيح للمضادات؟
سعيت خلال عملي في مستشفى التخصصي إلى إيجاد منظومة للحد من الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، حيث نظمت حملات، الحملة الأولى في عام 2013 بعنوان (مجتمعي خالٍ من سوء استخدام المضادات الحيوية)، والحملة الثانية نظمت في عام 2014، وكان المستشفى التخصصي الداعم، وشارك ما يقارب 700 شخص في الحملتين، حيث قام كل مشارك بتوقيع وثيقة لالتزامه بعدم استخدام المضادات الحيوية بشكل خاطئ، وتعبئة استبيان لدراسة مدى وعي المجتمع بخطورة سوء استخدام المضادات الحيوية.
• وماذا عن النتائج؟
تبين أن 45% من المشاركين يعرفون أن المضادات الحيوية فعالة ضد البكتيريا، وليس ضد الفيروسات، وأن 81% من المشاركين يعرفون أن الرشح و الزكام سببه فيروس، ومع ذلك يعتقد 46% أن المضادات الحيوية تعالجهم وتقيهم من الرشح.
ومن التصرفات الخاطئة: تبين أن 45% من المشاركين يبقون على المضادات الحيوية بعد الاستخدام لحين استخدامها في مرات أخرى، و52% كانوا يتوقفون عن استخدام المضادات الحيوية حين يشعرون بالتحسن، و25% منهم لا يلجؤون إلى طبيب لصرف المضاد الحيوي، و27% يستخدمون مضادًّا حيويًّا معينا يعتقدون أنه مناسب لجميع أنواع البكتيريا والأمراض.
• ما خططك المستقبلية؟
الحمد لله تم دعمي من قبل عائلتي، فضلا عن الدعم الذي قدمته لي جمعية إبداع، ممثلة برئيستها مها درويش، وكان لذلك الأثر الكبير في حصولي على منحة لدراسة الماجستير في الجامعة الهاشمية، وبالتالي سأطور دراستي وأبحاثي... وفي عام 2015 أضفت مسمى وظيفيًّا جديدا في الأردن، وهو "منسق الصد الوبائي" في المستشفى، ويختص هذا المنسق بإجراء دراسات متتابعة لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية في المستشفى، وعمل تقارير ليتم ضبط العدوى لتقييم الوضع والحد من انتشار البكتيريا.
وحالياً أعمل مع فريق تطوعي من الجامعة الهاشمية نقوم على دراسة حالات المرضى المصابين بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ونستخلص معلومات لوضع أنموذج تعليمي للحد من ظاهرة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، لوضع أسس لعمل نظام إدارة استخدام المضادات الحيوية، وفيما يخص أبحاثي سيكون هناك الكثير من العمل الشاق لتحقيق السيطرة على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية عن طريق اكتشاف مضاد حيوي جديد أو العمل على تنظيم إدارة استخدام المضادات الحيوية.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز