طقوس تلمودية بالأقصى.. واقتحام "الصليب الأحمر" بالقدس

جدد المستوطنون المتطرفون اليوم الأربعاء اقتحام ساحات المسجد الأقصى، فيما تم اقتحام مقر الصليب الأحمر بالقدس

جدد المستوطنون المتطرفون اليوم الأربعاء اقتحام ساحات المسجد الأقصى، وأقاموا طقوسا تلمودية، وسط احتجاجات فلسطينية بالتكبير، تخللها اعتقال أحد الشبان، فيما اعتقل شابان آخران قبل ذلك بعد اقتحام قوات الاحتلال خيمة اعتصامهما في مقر الصليب الأحمر بالقدس المحتلة، بينما اعتقل ثلاثة شبان في جنين.

وقال المركز الإعلامي للقدس: إن حالة من التوتر سادت المسجد الأقصى، عقب اقتحام مجموعات من المستوطنين ساحاته على فترتين، وقيامهم بأداء شعائر تلمودية بالقرب من سبيل "قايتباي" تحت حماية قوات الاحتلال وشرطته.

وأكد شهود عيان أن مجموعة من المستوطنين قامت أثناء اقتحامها المسجد الأقصى، صباح اليوم، بأداء شعائر تلمودية عند سبيل قايتباي، فتصدى لها المصلون بالتكبيرات، حينها قام أحد ضباط الاحتلال باعتقال الشاب وائل الرجبي أثناء قيامه بالتكبير، واقتاده إلى مركز شرطة باب السلسلة في البلدة القديمة في القدس.

وأشاروا إلى أن مستوطنة اقتحمت المسجد الأقصى صباح اليوم ثلاث مرات، ضمن 24 مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد من باب المغاربة تحت حراسة أمنية مشددة.

وعاودت مجموعات صغيرة من المستوطنين، اقتحام المسجد الأقصى بعد ظهر اليوم، بحراسة من عناصر شرطة الاحتلال ووحداتها الخاصة، وسط تصدي المئات من الفلسطينيين لهم.

كما واصلت قوات الاحتلال المتواجدة عند بوابات المسجد الأقصى احتجاز البطاقات الشخصية للنساء والشبان قبيل دخولهم للصلاة في المسجد، في الوقت الذي تواصل فيه منع نساء "القائمة الذهبية" من دخول الأقصى منذ أكثر من أربعة أشهر، مما يضطرهن إلى التواجد بالقرب من باب حطة، ويقضين أوقاتهن بين تدارس القرآن وحفظه.

وأكد المركز الإعلامي أن محاولات المستوطنين لأداء شعائر تلمودية في رحاب المسجد الأقصى، تصاعدت في الآونة الأخيرة، في مقابل ارتفاع حالات اعتداء قوات الاحتلال على المصلين وحراس المسجد الأقصى واعتقالهم، بسبب تصديهم لانتهاكات المستوطنين ومحاولاتهم المتكررة لأداء شعائر تلمودية.

اقتحامات واعتقالات في جنين

في غضون ذلك، اقتحمت وحدات المستعربين، في جيش الاحتلال، اليوم مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشيخ جراح بالقدس، واعتقلت الصحفي سامر أبو عيشة وحجازي أبو صبيح، وكافة المتضامنين معهما في خيمة الاعتصام.
كان المقدسيان أبو عشة وأبو صبيح، أطلقا شعار "مش طالع" وأقاما خيمة اعتصام في مقر الصليب الأحمر بالقدس، بعد قرار سلطات الاحتلال إبعادهما عن القدس لمدة خمسة أشهر قابلة للتجديد، حيث تسلم الأول قرارا بتاريخ 16 ديسمبر/كانون الأول، والثاني في الثامن من الشهر نفسه، وجاء قرارا الإبعاد بعد عملية اعتقال وحبس منزلي تعرضا لها.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، من مدينة جنين ثلاثة شبان، أحدهم أسير محرر، يدعى محمود حمد عورتاني (33 عاما)، وفق مصدر محلي.

وقال المصدر: إن قوات الاحتلال اقتحمت حي السيلاوي في جنين، وداهمت بناية للعائلة مكونة من 7 طوابق، مستخدمة الكلاب البوليسية، وقام عناصرها بتفجير خزانات المياه والعبث بمحتويات المنزل قبل تنفيذ عملية الاعتقالات.
وذكر مصدر أمني أن أعداد المعتقلين في الضفة الغربية منذ فجر اليوم حتى الظهر ارتفعت إلى 18 شخصاً.

"الحرب على الإٍسلام"

في سياق آخر، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء مسجد رخمة شرقي قرية رخمة مسلوبة الاعتراف بالنقب الفلسطيني المحتل.

وقال شهود؛ إن قوات كبيرة من عناصر الشرطة والقوات الخاصة وحرس الحدود الإسرائيلية اقتحمت بسياراتها مدعومة بالجرافات والآليات القرية، وأغلقت المنطقة بالكامل، ومنعت السكان من الاقتراب للمكان.

وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال هدمت المسجد كاملًا، بالرغم من تدخلات كبيرة لمنع هدمه.

من جانبه، قال النائب العربي بالقائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي طلب أبو عرار، معقبًا على هدم المنزل: إن سلطات الاحتلال تعمل كل ما بوسعها للضغط على السكان من أجل تفريغ الأرض من الفلسطينيين.

وأضاف في تصريح له أن "هدم مسجد رخمة اليوم حرب على الإسلام، وهو يأتي في إطار الحرب الدينية التي تعمل إسرائيل على تأجيلها في المنطقة بشكل عام".

واتهم إسرائيل، أنها "لا تقدم للفلسطينيين في القرى مسلوبة الاعتراف أي خدمات، وهي فقط تجبي الضرائب من السكان، وتهدم منازلهم وتعمل على محاصرتهم، وتسد أبواب الرزق في وجوههم".