مصر: نجري اتصالات موسعة لفك الحصار عن "مضايا" السورية
الخارجية: معاناة المدنيين وصلت لمستويات لم تعد مقبولة دوليا
تعانى عدة بلدات سورية من حصار غير إنساني من قبل قوات بشار الأسد أدى إلى مقتل أطفال ولجأ سوريون إلى أكل القطط والثلج.
قالت مصر إنها تجري اتصالات موسعة مع مسؤولي عدة دول لفك الحصار غير الإنساني المفروض على بعض القرى السورية، مما أدى إلى تجويع أهاليها ولجوئهم إلى أكل أوراق الشجر والثلج والقطط، كما أدى إلى وقوع عدد من الوفيات بينهم أطفال.
وأدانت القاهرة ومنظمات دولية والأزهر الشريف الحصار غير الإنساني لعدد من المدن والقرى السورية من قبل قوات بشار الأسد، وطالبت بفكه لضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأهالي.
وتعاني عدة قرى ومدن بينها بلدة مضايا وكفرية والفوعة ومعضمية الشام في ريف دمشق الغربي منذ 204 أيام من حصار غير إنساني تفرضه قوات بشار الأسد على هذه البلدات.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد: إن مصر تجرى اتصالات موسعة لدعم الجهود المبذولة لفك الحصار عن عدد من المدن والقرى السورية التي يتعرض أهلها للتجويع في مضايا وكفرية والفوعة ومعضمية الشام نتيجة الصراع الدائر في سوريا.
وأكد -في بيان مساء الجمعة- أن المعلومات المتوافرة عن التوصل لاتفاق لإدخال المساعدات الإنسانية من جانب الأمم المتحدة تعتبر أمرًا مشجعًا، لا سيما في ظل ما يتردد من معاناة سكان تلك المدن من أوضاع إنسانية شديدة الصعوبة، واضطرارهم لتناول الفتات للبقاء على قيد الحياة.
وشدد البيان -وصل "العين" نسخة منه- على عدم جواز استخدام سلاح التجويع والحصار الإنساني في الصراعات المسلحة، وقال إنه "أمر مدانًا وفقًا للقانون الدولي الإنساني، وكافة الأعراف الدولية المرتبطة بقواعد حماية المدنيين في أثناء النزاعات المسلحة".
وطالب المتحدث قوات بشار الأسد بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والغذاء لجميع المواطنين السوريين المدنيين الذين امتدت فترات معاناتهم ووصلت إلى مستويات لم تعد مقبولة دوليًّا.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" قد أعلنت أن نسبة الأطفال تبلغ 50% من الأشخاص البالغ عددهم 40 ألفًا، المحاصرين في مضايا منذ 181 يومًا ويتعرضون لخطر الموت جوعًا.
وتقول الأمم المتحدة: إن 940 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، في حاجة عاجلة إلى مساعدات لإنقاذ حياتهم في مضايا المحاصرة من قبل القوات الموالية للنظام.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، أن 23 شخصًا قضوا جوعًا في مضايا المحاصرة منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول.
وقالت المنظمة إن من بين هؤلاء الأشخاص ستة لا تتجاوز أعمارهم العام، وخمسة فوق الستين من العمر.
وفي القاهرة أيضًا أعرب الأزهر الشريف عن قلقه الشديد إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في مضايا ما أسفر عنه مقتل وتشريد العديد من سكان المدينة نتيجة الجوع والحصار وتدهور الوضع الإنساني.
وأكد -في بيان، أمس الجمعة- أن ما تتعرض له بلدة (مضايا)، هو أبشع أنواع قتل النفس، ويتنافى مع جميع القيم الدينية والأعراف الإنسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وخاطب الأزهر الشريف، الضمير الإنساني العالمي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والإغاثة وجميع الدول العربية والإسلامية، بسرعة التدخل وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية؛ لإنقاذ سكان هذه البلدة من كارثة الموت جوعًا وعطشًا.