استبعد محللون إمكانية نجاح مبادرة الفصائل الفلسطينية بترتيب آليات إدارة معبر رفح وربطوا نجاحها بحل القضايا الخلافية بين فتح وحماس
استبعد محللون سياسيون إمكانية نجاح مبادرة الفصائل الفلسطينية الخاصة بترتيب آليات إدارة فتح معبر رفح البري الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وربطوا نجاحها بحل القضايا الخلافية بين حركتي فتح وحماس كـ"رزمة واحدة".
وأطلقت عدة فصائل نهاية الشهر الماضي، مبادرة لإعادة فتح معبر رفح، تنص على تسلم حكومة التوافق الوطني المسؤولية عن المعبر، على أن تتولى إدارته شخصية مهنية مستقلة، ويساعده في ذلك طاقم يتكون من موظفي المعبر قبل الانقسام وبعده.
وفق المبادرة يتم إنشاء صندوق خاص بالإيرادات المالية للمعبر، تخصص لتطويره، على أن يستلم حرس الرئاسة التي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أمن المعبر والحدود بين غزة ومصر.
حكومة التوافق أعلنت في جلستها الأسبوعية الأحد الماضي ترحيبها بالمبادرة، وشكلت لجنة وزارية لدراستها، كما شكلت حركة حماس لجنة قيادية لبحث المبادرة، قبل أن يسجل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق تحفظه على ما وصفه بـ"الغموض الذي يكتنف المبادرة والتي تحتاج إلى الكثير من التفاصيل".
ولا تفتح السلطات المصرية المعبر الوحيد الذي يربط غزة بالعالم الخارجي، إلا لأيام محدودة للسماح للحالات الإنسانية بالمرور عبره، منذ إغلاقه من قبل السلطات المصرية، عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة إبان انهيار أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس منتصف يونيو/حزيران 2007.
ويرى المحلل السياسي د. مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، أن المبادرة الأخيرة، تأتي كمحاولة من الفصائل لفكفكة أزمة بين خصمين فلسطينيين، لكنه يشير إلى وجود مستجدات على الجانب المصري تستدعي إغلاق المعبر لدواعٍ أمنية.
ويقول أبو سعدة لبوابة "العين"، إن هناك بنودا في المبادرة تراها حماس قاسية عليها من قبيل خروجها بالكامل من معبر رفح ومن منطقة الحدود المصرية مع غزة، التي تمتد على طول 14 كم.
شروحات تفصيلية
ويعتقد المحلل السياسي كمال الشاعر، أن مبادرة الفصائل الأخيرة، وجملة المبادرات الخاصة بإعادة فتح معبر رفح، لم تحمل خطة عمل حقيقية لإدارة المعبر.
ويضيف الشاعر لبوابة العين "هذه عبارة عن رؤى سياسية تحتاج إلى شروحات عملية تفصيلية تراعي مطالب كل الأطراف المرتبطة بالمعبر"، وهنا وجه الصعوبة في تطبيق المبادرة برأي المحلل.
ويؤكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، أن التفصيل في المبادرة "ضمان للنجاح"، سواء الحديث عن الآليات للتطبيق، أو المسؤوليات في التنفيذ، أو مواقف الأطراف ووضوحها.
ويشير الشاعر إلى أن فشل الفصائل في تمرير المبادرة وتطويرها فيما بعد "سيكون لها نتائج عكسية على مجمل القضايا الوطنية والمطلبية الفلسطينية الملحة".
حلول جزئية
ويرى المحلل السياسي هاني المصري، أن مثل هذه الحلول "جزئية وعرجاء"، إذا لم تكن "جزءا من حل شامل أساسه البحث عن الخلاص الوطني، وليس الخلاص الفصائلي".
ويوضح المصري، أن حماس "باتت تخشى الآن أكثر من السابق من أن تكون المبادرة مجرد خطوة أولى لإزاحتها عن السلطة في غزة من دون مقابل"، أي بلا شراكة في السلطة والمنظمة.
ويضيف "أن ما يعزز خشية حماس أن مبادرة الفصائل ليست جزءًا من خطة أشمل، تتضمن تنفيذ اتفاق القاهرة بضمانات معقولة".
ويوافقه أبو سعدة الرأي القول "إن حماس تعتبر المعبر جزءا من قضايا يجب أن تحل كرزمة واحدة بما فيها قضايا موظفي حكومتها السابقة وعقد الإطار المؤقت لمنظمة التحرير وإجراء الانتخابات".
ويشير إلى أنه دون تحقيق تقدم في كل القضايا الخلافية "فإن المبادرات تطرح في إطار ممارسة الفصائل للعلاقات العامة فقط".