في العصور الوسطى أعجب الملوك والحكام والفنانون الغربيون بفن البناء والنحت والزخرفة والخط الإسلامي؛ بسبب اتصال الشرق الإسلامي بأوروبا.
حينما نتلمس ضرورة الفن في حياتنا اليومية، نجد أننا نحتاج له كالماء والهواء والطعام، وعندما نحتاجه كلَوْن من ألوان الثقافة الإنسانية، نجد التاريخ الإسلامي قد سطر أنواع الفنون لإيصالها للشعوب الأخرى، كما أطلق عليه المفكرون "الفن يهذب ثقافات المجتمع" و "أساس تشكيل الأفكار"، ولعب التاريخ الإسلامي دورًا كبيرًا في العمارة، وفي تقديم الوجه الحقيقي للحضارة.
في العصور الوسطى أعجب الملوك والحكام والفنانون الغربيون بفن البناء والنحت والزخرفة والخط الإسلامي؛ بسبب اتصال الشرق الإسلامي بقارة أوروبا، وفي عهد الدولة العثمانية استفاد الغرب من التصميمات الشرقية التي ظهرت في الأندلس وجزيرة صقلية وانعكاسها على القصور الملكية الأندلسية، وانعكاسها على الكنائس كان واضحًا من خلال أبراج الكنائس التي صممت على نمط المنارة في المساجد، وفي كتاب "المسلمون الإسبان" لخوان برنيط يقول: نحن لا نستطيع أن نحدد مدى التأثير الإسلامي في الأندلس؛ لأن الهجرة لها كانت قبل الإسلام بكثير، مع العلم بأننا لا نستطيع أن نشك في تأثير الإسلام على العمارة الأندلسية.
بعدما استعاد الإسبان البلاد، بقي الفن المدجن مع العرب المسلمين فيها والمعروفين بالمهارة العالية والحرفية في البناء، واستعان بهم الحكام -حينها- في تشييد بناء البوابات للمدن والقصور والكنائس في جميع أنحاء إسبانيا، ومثال على ذلك قصر الأنفنتادو وكنيسة سرقسطة والتي بدا واضحًا فيها أثر العمارة الإسلامية في زمن المدجنين في القرن السادس عشر ميلادي، وساحة القديس "سان ماركو" في البندقية أخذت أبراج الكنائس أشكال المآذن المربعة، وهذا يعني أن تأثير العمارة الإسلامية في الأندلس استمر حتى بعد خروج المسلمين منها.
هذا كان دور الحضارة والفن الإسلامي الرائع في الحوار بين الثقافات والحضارات التي تلاقت بين الشرق والغرب، ولو نلاحظ في هذا الزمن تطور وتقنية سريعة للنهضة والنمو العمراني، إلا أنه لا توجد رؤية لتدريس فنون العمارة الإسلامية في الجامعات العربية والإسلامية، والسؤال هنا: أين ذهب هذا الفن الذي يقوم على العلم والإبداع وعلى الثوابت الرياضية والجمالية المنبثقة من الفكر الإسلامي؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة