عبور 44 سفينة.. لا تعليق للملاحة في قناة السويس والخدمات منتظمة
حمولات صافية قدرها 2.3 مليون طن
بعد يوم مضطرب شهدته الملاحة البحرية، وتحديداً في البحر الأحمر، عقب ضربات أمريكية-بريطانية أهدافا حوثية في اليمن، عادت قناة السويس لتقدم خدماتها بصورة طبيعية ومنتظمة من الاتجاهين.
حركة الملاحة منتظمة بالاتجاهين
كان الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس قد أكد، في بيان رسمي، أن قناة السويس تقدم خدماتها الملاحية بصورة طبيعية، حيث شهدت حركة الملاحة بالقناة، السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024، عبور 44 سفينة من الاتجاهين، بإجمالي حمولات صافية قدرها 2.3 مليون طن.
وأكد الفريق ربيع حرص هيئة قناة السويس على فتح قنوات تواصل مباشرة مع الشركات والخطوط الملاحية والتنسيق المشترك بما يصب في صالح خدمة المجتمع الملاحي وضمان استدامة سلاسل الإمداد العالمية.
- خسائر ضخمة.. الفريق أسامة ربيع يكشف تأثير إرهاب الحوثي على قناة السويس
- المركزي المصري: 2.4 مليار دولار حصيلة إيرادات قناة السويس في 3 أشهر
قناة السويس.. شريان ملاحي استراتيجي للاقتصاد العالمي
وتعد قناة السويس أهم شريان ملاحي لسلاسل الإمداد العالمية، بل أسرعها وأقصرها من الشرق إلى الغرب، وذلك بسبب موقعها الجغرافي، إذ تصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس، الأمر الذي يضفي على الموقع طابعا من الأهمية الخاصة للعالم ومصر.
وتمر عبر قناة السويس 10% من إمدادات النفط العالمية؛ إذ إنها من أهم 7 ممرات مائية في العالم لتجارة النفط، إلى جانب مرور نحو 12% من حركة التجارة العالمية.
كذلك يمر نحو 30% من حركة سفن الحاويات العالمية عبر قناة السويس يومياً، وهي محمّلة بكل شيء من الوقود إلى السلع الاستهلاكية.
كما تمثل قناة السويس 60% من أسطول الناقلات العالمي، و90% من ناقلات البضائع السائبة.
ويبلغ طول القناة نحو 193 كيلومترا، وقد نفذت مصر عمليات توسيع ضخمة عام 2015، أتاحت مرور السفن الأكبر في العالم عبرها.
اضطرابات البحر الأحمر
وكانت الاضطرابات التي يشهدها البحر الأحمر خلال الأسابيع الأخيرة قبالة السواحل اليمنية قد دفعت شركات شحن إلى تحويل مسار سفنها بعيدا عن قناة السويس، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح الذي يدور حول قارة أفريقيا بالكامل قبل الوصول إلى أوروبا.
وأصدرت هيئة قناة السويس المصرية بيانا يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال فيه رئيس الهيئة أسامة ربيع إن حركة الملاحة بالقناة "منتظمة"، لكنه أشار إلى "تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال الفترة نفسها".
وكرر ربيع التأكيدات المصرية المتكررة على أن قناة السويس ستظل "الطريق الأسرع والأقصر"، حيث تصل معدلات توفير الوقت للرحلات المتجهة عبر قناة السويس بين قارتي آسيا وأوروبا من 9 أيام إلى أسبوعين وفقا لميناءي القيام والوصول.
لكن استمرار هجمات جماعة الحوثي اليمنية، التي تقول إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، جعل المصدرين يسعون لإيجاد طرق بديلة سواء عبر الجو أو البر أو البحر لإيصال السلع، حال تسببت تلك الهجمات في تفاقم مشكلات سلاسل التوريد البحري حول العالم.
وأوضحت وكالة رويترز أن تكاليف شحن الحاويات ارتفعت أكثر من ثلاثة أمثال في بعض الأحيان.
ومع نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023 ازدادت أعداد الشركات العالمية للشحن التي أخطرت هيئة قناة السويس بعودة استئناف رحلاتها في البحر الأحمر مرورا بقناة السويس، بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها مصر في هذا الشأن، وتأكد الشركات الملاحية من استقرار الملاحة، وتأكيدهم على أن المجرى الملاحي لقناة السويس هو أقصر ممر ملاحي في العالم.
وأعلنت هيئة قناة السويس أن شركة "MAERSK" الدنماركية للشحن أعلنت استئناف رحلاتها عبر قناة السويس، كبوابة لحركة التجارة بين آسيا وأوروبا، كما أعلنت شركتا إيفرجرين التايوانية و"سي إم آ سي جي إم CMA CGM" الفرنسية، عودتهما للملاحة في قناة السويس، وأخطرت هيئة قناة السويس بعودة الملاحة بداية يناير/كانون الثاني 2024.
ومن جانبه، توقع الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، سيناريوهات مرور السفن في القناة عقب أكثر من 50 غارة على مواقع الحوثيين في اليمن، فجر الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024.
وقال أسامة ربيع، في مداخلة ببرنامج "الحكاية" عبر فضائية "إم بي سي مصر"، إن منطقة باب المندب أصبحت الآن منطقة حرب والتجارة والتعامل فيها سيكون بحذر أو سينتظر النتائج.
وأوضح أن أمام السفن أكثر من سيناريو، إما تأخذ طريق رأس رجاء الصالح، وإما تنتظر في الميناء ولا تخرج منها، أو الوقوف في منطقة انتظار حتى يستوضح الوضع، ولكن لا يزال الموضوع خطرا.
وتابع أن الأزمة على سوق النقل الدولية أصبحت كبيرة وضخمة، فهي أقرب إلى فترة كورونا، إذ تراجعت سلاسل الإمداد بنسبة من 30 إلى 40%.
وألمح إلى ارتفاع كبير للأسعار، فبالنسبة لأسعار النوالين البحرية للبضاعة من الشرق الأقصى إلى شمال أوروبا فالحاوية ارتفعت من 740 دولاراً إلى 2694 دولاراً، فضلاً عن رسوم مخاطر على الحاوية تصل إلى 2500 دولار، ما يمثل تكاليف زائدة وزيادة في الأسعار.
والجدير بالذكر أن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وجه ضربة للحوثيين في اليمن، ما أثر بشكل مباشر على قناة السويس، مؤكدًا أن إيرادات القناة انخفضت 40% خلال أول 11 يوما من 2024 بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وكانت إيرادات قناة السويس قد شهدت طفرة قياسية في العام المالي 2022/2023، حيث سجلت ارتفاعاً بنحو 34.7% على أساس سنوي إلى 9.4 مليارات دولار، مقارنة بـ7 مليارات دولار في عام 2021/2022، وبالمقارنة بالعبور شهدت حركة الملاحة بالقناة أيضًا زيادة في أعداد السفن العابرة لقناة السويس بنسبة 55.1% لتصل إلى 25.9 ألف سفينة عام 2022/2023، وهو الأعلى في تاريخ القناة، مقابل 16.7 ألف سفينة عام 2013/2014.
فيما أعلن البنك المركزي المصري ارتفاع إيرادات رسوم مرور السفن بقناة السويس إلى 2.4 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي 2023-2024، وبنسبة 19.4%، مقابل الفترة نفسها من العام المالي السابق، التي سجلت إيرادات بنحو 2 مليار دولار فقط.
وتعتبر قناة السويس من أهم ممرات النقل البحري بين أوروبا وآسيا، وأحد أهم مصادر النقد الأجنبي للحكومة المصرية، توفر أيضا بشكل مباشر وغير مباشر العديد من فرص العمل في العديد من المجالات الأخرى.