الإعلان عن إطلاق حملة شعبية لمساندة عائلة الشهيد مهند الحلبي، لدعمها في إعادة بناء منزلها،حتى توافد المئات من الفلسطينيين لجمع التبرعات
مع الإعلان عن إطلاق حملة شعبية لمساندة عائلة الشهيد مهند الحلبي، لدعمها في إعادة بناء منزلها، حتى توافد المئات من الفلسطينيين من مختلف أنحاء الضفة الغربية إلى الصندوق المخصص وسط مدينة رام الله لجمع التبرعات.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد هدمت السبت الماضي منزل عائلة الحلبي، الواقع شمال رام الله وسط الضفة الغربية، ضمن سياسة العقاب الجماعي بعد تنفيذ نجلها "مهند" عملية طعن أسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين، وإصابة آخرين في الثالث من شهر أكتوبر الماضي، وهي بذلك تكون فاتحة عمليات الطعن بالسكاكين في الانتفاضة الحالية.
اليوم الثاني للحملة التي انطلقت الأحد الماضي، شهد إقبالاً كثيفًا؛ فالأطفال قدموا مصروفهم اليومي، وطلبة جامعات لم يتأخروا عن دورهم، ومرضى سرطان قدموا في مجموعة للتبرع، وعمال قدموا أجرة عملهم اليومي، ونساء تبرعن بحليهن، وتجار تعهدوا بمواد بناء وأثاث للمنزل.
تبرعات تحفظ الكرامة
فاقت التبرعات حجم توقعات القائمين على الحملة، فقد بلغت تبرعات اليوم (110) ألف شيكل، واليوم الثاني (144) ألف شيكل ( حوالي 65 ألف دولار)، وسط توقعات بانتهاء الحملة السبت القادم بجمع مبلغ يصل إلى (200) ألف دولار.
وقال عبد الكريم أبو عرقوب الناطق باسم الحملة، خلال اليومين الأولين (الأحد والاثنين)، لمسنا إقبالاً كبيراً من المواطنين، والمؤسسات الخاصة والعامة ورجال الأعمال، وهذا "يعطي دفعة معنوية كبيرة إضافة إلى الدعم المادي".
وأوضح أبو عرقوب لبوابة العين أن الحملة تهدف لتأمين إعادة بناء منزل عائلة الحلبي، بما يكفل لها العيش في حياة كريمة، لنتحدى بذلك الاحتلال الهادف من سياسة هدم المنازل إلى إهانة وإذلال العائلات الفلسطينية".
وأطلقت الحملات الشعبية في أكثر من منطقة لدعم عائلة الحلبي بإعادة بناء منزلها، كما أطلقت حملات سابقة لدعم عائلات أخرى هدم الاحتلال منازلها في إطار سياسته القمعية بحق الشعب الفلسطيني، نظرًا لغياب الدعم الرسمي والفصائلي للانتفاضة الحالية التي تطغى السمة الفردية على أعمالها النضالية.
وشدد أبو عرقوب على أن الحملة الشعبية التي أطلقها هو ومجموعة من النشطاء في مدينة رام الله، "لا سقف لها" وأنها يمكن أن تستمر حتى يستفيد منها كل المتضررين من سياسية الهدم في رام الله والمدن الفلسطينية الأخرى.
وفي خطوة لافتة قررت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية (موظفي الدولة) التبرع بنسبة 1% من رواتب الموظفين الحكوميين لشهر يناير الجاري، لدعم إعادة بناء منزل عائلة الحلبي وفق ما أعلن رئيس نقابة العاملين في الوظيفة العمومية بسام زكارنة.
16 مليون شيقل
وقدّر زكارنة مبلغ التبرعات بـ 16 مليون شيقل، متوقعًا أن تصل التبرعات إلى 90 مليون شيكل في حال شاركت النقابات الأخرى.
وهدت قوات الاحتلال، منذ اندلاع انتفاضة القدس بداية أكتوبر الماضي، حوالي ثلاثين منزلاً سكنيًا في الضفة الغربية، عقابًا للعائلات على تنفيذ أبنائهم عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.
وتجاوزت العمليات الفدائية الـ(150)، من ضمنها حوالي 100 عملية طعن بالسكاكين، أدت إلى مقتل (27) إسرائيليًّا على الأقل، وإصابة أكثر من (400) آخرين بجراح.
وسبق أن أطلق رجال أعمال ونشطاء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية حملة شعبية مماثلة منتصف شهر نوفمبر الماضي لبناء منازل ذوي أربعة أسرى اعتقلوا إثر تنفيذهم عملية قرب مستوطنة "ايتمار" قتل فيها مستوطنان مساء الأول من أكتوبر.
وتمكنت الحملة من جمع حوالي مليون شيكل إسرائيلي (260 ألف دولار)، فضلاً عن التبرعات العينية والمادية من أثاث وأبواب ونوافذ، وحديد تسليح وأسمنت، وفق عضو لجنة إعمار منازل الأحرار حسن قمحية.
إقبال يشجع لتأسيس صندوق
وهدمت قوات الاحتلال، في الرابع عشر من نوفمبر الماضي، منازل عائلات منفذي عملية ايتمار، الأسرى في سجون الاحتلال "كرم المصري، سمير الكوسا، راغب عليوي، يحي الحاج حمد" فيما لم تهدم منزل المشارك الخامس في تنفيذ العملية الأسير زيد عامر.
وأوضح قمحية لبوابة العين أن العائلات الأربعة شرعت في البناء، بعد أيام قليلة من جمع الحملة للتبرعات المالية والعينية.
وأشار قمحية إلى حجم الاستجابة الفلسطينية لدعم حملات التضامن مع المتضررين من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا "أن حجم الإقبال الكثيف يشجع على التفكير بتأسيس صندوق موحد يمتد لكل الأراضي الفلسطينية".
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز