الانتفاضة الفلسطينية تُفقِد الإسرائيليين أمنهم وتهدد مصير حكومة نتنياهو
خبير أمني: كل خيارات العنف فشلت في وقف العمليات
قال أغلبية الإسرائيليين: إنهم فقدوا الشعور بالأمن عقب الانتفاضة الفلسطينية الحالية، وحمَّلوا حكومة نتنياهو مسؤولية ذلك.
قال أغلبية الإسرائيليين، إنهم فقدوا الشعور بالأمن عقب الانتفاضة الفلسطينية الحالية، ورأت الأغلبية أن الحكومة الإسرائيلية لم تتعامل مع الأوضاع على الأرض كما هو متوقع منها.
وبحسب استطلاع الموقع الإخباري الإسرائيلي "واللا" الذي نشرت نتائجه اليوم، فإن 61% من الإسرائيليين يشعرون بأن مستوى أمنهم تضرر أو تضرر جدًّا منذ بدء الانتفاضة التي اندلعت بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأشار 29% إلى أن مستوى أمنهم لم يتضرر كثيرًا، وفقط 9% اعتبروا أن مستوى أمنهم لم يتضرر أبدًا.
ورأى 71% من الإسرائيليين، أن حكومة بنيامين نتنياهو لم تتعامل مع تصعيد الوضع الأمني كما هو متوقع منها، بينما قال 19% إنها تتعامل مع الوضع بالشكل الملائم.
وكشفت عملية إطلاق النار التي وقعت وسط مدينة تل أبيب، عصر اليوم، وأدى إلى مقتل إسرائيليين، هشاشة الوضع الأمني لدى الإسرائيليين، إذ خلت شوارع تل أبيب من المارة إلا من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة التي تجوب الشوارع وتفتش بعض البنايات؛ بحثًا عن المهاجم الذي نجح في الفرار.
ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الوضع بالمدينة قائلة: إن "المدينة تحت الحصار؛ فالكل يغلق بابه وينتظر تعليمات الشرطة".
ونفَّذ الفلسطينيون، منذ اندلاع الانتفاضة، أكثر من 150 عملية فدائية تنوعت بين عمليات طعن بالسكاكين، ودهس بالسيارات، وإطلاق نار، وأدت إلى مقتل 28 إسرائيليًّا، وإصابة أكثر من 350 آخرين على الأقل.
وبحسب الخبير الأمني اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، فإن إسرائيل أصبحت غير قادرة على حماية نفسها من حركة التحرر الوطني الفلسطيني الآخذة في التمدد الأفقي.
وأشار إلى أن إطلاق الرصاص الحي في عمق تل أبيب "يظهر ضعف وهشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية"، مضيفًا أن "عمليات الفلسطينيين الفدائية أدت إلى هاجس أمني تلمسه بوضوح في الشارع بين الإسرائيليين".
فشل خيارات العنف:
وأوضح الشرقاوي لـ"بوابة العين" أن إسرائيل جرَّبت كل خيارات القوة والعنف ضد الانتفاضة الفلسطينية، لكنها فشلت في جلب الأمن لإسرائيل، وشدَّد على أن إسرائيل التي كانت تعتقد أنها أفضل احتلال مربح في العالم، تحول الآن لاحتلال خاسر جدًّا أمام الخسائر التي يتكبَّدها يوميًّا.
وأشار إلى أن فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تحقيق الأمن وطمأنة الإسرائيليين، يمكن أن تسقط حكومة بنيامين نتنياهو، وتنهي مستقبل وزير دفاعه موشي يعالون لفشله وأجهزته الأمنية في تحقيق الأمن للإسرائيليين.
وترجم الغضب الإسرائيلي على نتنياهو في نتائج استطلاع أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وأعلنت نتائجه اليوم، وقد أظهر تراجع واضح في شعبية حزب الليكود الحاكم، في ما لو جرت الانتخابات العامة الآن، من 30 مقعدًا في الكنيست حاليًّا إلى 25 مقعدًا.
وفي حال خاض الانتخابات المقبلة حزب "كولانو" برئاسة موشيه كحلون بالتحالف مع القيادي في الليكود غدعون ساعر، المعتزل عن العمل السياسي حاليًّا، فإن هذا التحالف سيحصل على 12 مقعدًا وسيتراجع الليكود إلى 21 مقعدًا.
وعقَّب الشرقاوي على نتائج حزب الليكود في الاستطلاع بقوله: "النقطة الوحيدة والمهمة التي لا يسامح فيها الإسرائيلي أحزابه هي نقطة توفير الأمن .. إن فقدوا الأمن فإنهم سرعان ما يسقطوا الأحزاب وقادتها دون تردد".