عن روايات القائمة الطويلة للبوكر 2016.. قراءة أولى
قراءة أولى في روايات القائمة الطويلة لـ"بوكر"، تبرز تحولًا ملحوظًا في نوعية الروايات المختارة هذا العام.
أعلنت ظهر اليوم الثلاثاء القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، بوكر 2016، الجائزة الأدبية الأشهر الآن في العالم العربي، ومحل اهتمام الكتاب الروائيين والناشرين والقراء معا... 3 روايات من مصر، ومثلها من فلسطين، وروايتان من كل من العراق ولبنان وسوريا، ورواية واحدة من الكويت والسودان والمغرب..
قراءة أولى في روايات القائمة الطويلة، تبرز تحولًا ملحوظًا في نوعية الروايات المختارة هذا العام، فالقائمة المعلنة مختلفة إلى حدٍّ كبير عن الأعوام السابقة، إذ تبدو الاختيارات متوازنة وترواح بين اتجاهات متنوعة في الكتابة الروائية "التجريبي والوثائقي والواقعي.." (على الأقل في حدود ما قرأت منها حتى الآن)..
كما أنها فعليا تمثل جغرافيًّا العالم العربي كله من محيطه إلى خليجه، من مصر والسودان، سوريا ولبنان، فلسطين والأردن والعراق، الكويت والمغرب.
ما يقرب من نصف القائمة اقتسمها مصريون وفلسطينيون، وتوزع الباقي بين البلدان العربية الأخرى... من مصر وصلت 3 روايات للقائمة الطويلة؛ هي: «معبد أنامل الحرير» لإبراهيم فرغلي عن منشورات ضفاف، و«عطارد» لمحمد ربيع عن دار التنوير بيروت، و«كتيبة سوداء» لمحمد المنسي قنديل عن دار الشروق، ومن فلسطين 3 روايات؛ هي: «ترانيم الغواية»، لـ ليلى الأطرش عن منشورات ضفاف، و«مديح لنساء العائلة» لمحمود شقير عن دار هاشيت أنطوان، و«مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون عن منشورات مكتبة كل شيء، وبروايتين لكل من سوريا والعراق ولبنان؛ جاءت الروايات التالية: «حارس الموتى» للبناني جورج يرق عن منشورات ضفاف، و«وارسو قبل قليل»، للبناني أحمد محسن عن دار نشر هاشيت أنطوان، و«سماء قريبة من بيتنا» للسورية شهلا العجيلي عن منشورات ضفاف، ورواية «نزوح مريم»، للسوري محمود حسن الجاسم عن دار التنوير مصر، و«أهل النخيل» للعراقي جنان جاسم حلاوي عن دار الساقي، ورواية «مياه متصحرة» للعراقي حازم كمال الدين عن دار فضاءات، ورواية واحدة لكل من السودان والكويت والمغرب، وهي: «رسائل زمن العاصفة» للمغربي عبد النور مزين عن منشورات سليكي أخوين، و«نبوءة السقّا» للسوداني حامد الناظر، عن دار التنوير تونس، و«في الهنا» للكويتي طالب الرفاعي عن دار نشر بلاتينيوم بوك.
بلا شك، فإن نصف القائمة الطويلة لأسماء روائية لها وزنها ومكانتها في عالم الرواية، تشهد بذلك أعمالها السابقة، هناك 3 أسماء اتصلت بالبوكر سابقا، فمحمد المنسي قنديل (من مصر)، وربعي المدهون (من فلسطين) سبق أن وصلا للقائمة القصيرة في دورة سابقة، وكان الكويتي طالب الرفاعي رئيسا للجنة التحكيم في دورة أخرى...
ومن هؤلاء أيضا من حظيت روايته باهتمام كبير منذ صدورها وحتى إعلان وجودها في القائمة الطويلة، كما لاقت حفاوة نقدية لافتة.. مثلا، «كتيبة سوداء» للمصري محمد المنسي قنديل، و«معبد أنامل الحرير» لإبراهيم فرغلي، و«عطارد» لمحمد ربيع، الروايات الثلاثة كانت الأبرز ضمن قوائم الحصاد الثقافي في 2015 والروايات الأبرز التي صدرت في السنة ذاتها (في التقرير الذي نشرته «بوابة العين» ضمن ملفات الحصاد الثقافي كانت الروايتان الأوليان ضمن الأبرز عربيا في 2015).
أيضا يلفت الانتباه حرص اللجنة على الإشارة إلى أن القائمة الطويلة تتضمن كتابا شبابا، وأن بعض الروايات هي العمل الأول لأصحابها "فثمة ثلاثة روائيين تحت سن الأربعين، بينما تشمل القائمة الرواية الأولى لكل من طارق بكري، وعبد النور مزين، يُذكر أيضا أن كلا من محمد ربيع وشهلا العجيلي قد سبق لهما أن شاركا في ورشة الكتابة الإبداعية "الندوة" التي تديرها الجائزة لتشجيع شباب الكتّاب الواعدين.. وفي هذا الصدد ننوّه بأن شهلا العجيلي قد كتبت قسما من روايتها «سماء قريبة من بيتنا» خلال تواجدها في ندوة عام 2014".
ويبدو أن القائمين على الجائزة قد أخذوا بعين الاعتبار الكثير من الملاحظات والانتقادات التي وجهت لها خلال الأعوام الأخيرة، لكن أيضا فإن هذا لن يحول من اعتراض هنا أو امتعاض هناك، وبعض الروايات التي ترشحت وغابت عن القائمة الطويلة أثارت حفيظة محبيها، خاصة ممن يحظى أصحابها بجماهيرية واسعة، مثل الروائي الكويتي المشهور سعود السنعوسي، فالبعض تساءل عن غياب روايته «فئران أمي حصة»، وكذلك المصري حسن كمال ورايته «الأسياد» فقد غابت أيضا عن القائمة الطويلة.
وفي العموم، فإن دورة هذا العام تبدو مثيرة وشائقة ومبشرة بقراءة ممتعة لنصوص روائية عربية مختلفة ومتنوعة.. ولن ننتظر كثيرا حتى نتعرف على هوية أعضاء لجنة التحكيم، التي سيتم الكشف عنها بالتزامن مع إعلان القائمة القصيرة في فبراير القادم بالعاصمة العمانية مسقط.. لنقرأ وننتظر.