قال الرئيس الأمريكي إن مزاعم أن قتال تنظيم "داعش" حرب عالمية ثالثة "مبالغ فيها"، مشيرًا إلى أن متشددي التنظيم "قتلة يجب اجتثاثهم".
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن مزاعم أن قتال تنظيم "داعش" حرب عالمية ثالثة "مبالغ فيها"، مشيرًا إلى أن متشددي التنظيم "قتلة ومتعصبون يجب اجتثاثهم وملاحقتهم وتدميرهم، وهذا تمامًا ما تفعله الولايات المتحدة".
وفي خطاب يهدف إلى طرح رؤية متفائلة لمستقبل أمريكا، اتهم الرئيس الأمريكي منتقديه بإعطاء ميزة لتنظيم "داعش" من خلال وصف قتال الجماعة المتشددة بحرب عالمية ثالثة.
ودعا أوباما -الذي يلقي آخر خطاب له عن حالة الاتحاد أمام الكونجرس قبل أن يترك منصبه العام المقبل- المشرعين إلى الموافقة على تفويض باستخدام القوة العسكرية ضد "داعش"، مشيرًا إلى أن التنظيم "لا يُشكِّل خطرًا وجوديًّا على الولايات المتحدة".
وطالب أوباما في خطابه بإغلاق معتقل جوانتانامو "غير المجدي" والذي يستخدمه الجهاديون كمنشور دعائي لتجنيد متطوعين في صفوفهم.
وقال الرئيس الأمريكي أمام الكونجرس: "سأواصل جهودي لإغلاق سجن جوانتانامو، فهو يكلف غاليًّا وهو غير مُجدٍ وهو ليس أكثر من كرأس تجنيد يستخدمه أعداؤنا".
وأضاف أوباما: "نعيش في زمن يشهد تغييرات استثنائية"، لكنه طمأن مواطنيه إلى أن "أمريكا شهدت في الماضي تغيرات كبرى، من حروب وكساد اقتصادي وتدفق مهاجرين ونضال من أجل الحقوق المدنية، في كل مرة كان هناك من يدعونا إلى الخوف من المستقبل، وفي كل مرة انتصرنا على هذه المخاوف".
وأشار إلى أن "جموعًا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة وأشخاصًا نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطرًا هائلًا على المدنيين وعلينا وقفهم، ولكنهم لا يشكلون خطرًا وجوديًّا على وطننا".
وتابع أوباما قائلًا: "هذه القصة التي يريد داعش أن يرويها، نوع الدعاية التي يستخدمونها للتجنيد، نحن لا نريد أن نعطيهم حجمًا أكبر لنظهر جديتنا ولا نريد أن نبعد حلفاء حيويين في هذا القتال بترديد أكذوبة أن تنظيم داعش ممثل لأحد أكبر الديانات في العالم."
تأتي هذه التصريحات رفضًا لانتقادات الجمهوريين لاستراتيجيته ضد "داعش" ودعوة المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب حظر دخول المسلمين مؤقتًا إلى الولايات المتحدة.
وأكد الرئيس الأمريكي أن الحديث عن تراجع اقتصاد الولايات المتحدة "خيالي"، داعيًا إلى "تسريع وتيرة انتقال" الولايات المتحدة إلى مصادر الطاقة النظيفة.
وأضاف أوباما في خطابه الذي يأتي قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الأول أن التغييرات الراهنة منها ما هو سلبي مثل ما شهده العالم من "تقلبات اقتصادية" ومنها ما هو مفعم بالآمال مثل ما حصل من "اكتشافات طبية رائعة".
وشدد الرئيس الأمريكي على أن هذه التغيرات "تتيح لفتيات في قرى نائية الحصول على التعليم، ولكنها تتيح لإرهابيين يدبرون اعتداءات بالتواصل فيما بينهم عبر المحيطات"، مضيفًا: "سواء أحببنا ذلك أم لا فإن وتيرة هذا التغيير لن تنفك تتسارع".
وجدد أوباما مطالبته الكونجرس برفع الحظر الاقتصادي الأمريكي المفروض على كوبا، وذلك بعد عام من بدء عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا وطي نصف قرن من العداء.
وقال أوباما أمام الكونجرس بمجلسيه والذي يهيمن عليه الجمهوريون: إن "خمسين عامًا من عزل كوبا لم تنجح في نشر الديمقراطية وأدت إلى تراجعنا في أمريكا اللاتينية، هل تريدون تعزيز قيادتنا ومصداقيتنا في القارة؟ اعترفوا بأن الحرب الباردة انتهت. ارفعوا الحظر".
وفي آخر خطاب له حول حالة الاتحاد قبل مغادرته البيت الأبيض الذي دخله في 2009، اعتبر أوباما أن "الديمقراطية تتطلب حدًّا أدنى من علاقات الثقة بين مواطنيها"، معربًا عن أمانيه بأنه تكون النقاشات "بنَّاءة وعقلانية".
باستثناء خطاب سيُلقيه في يوليو/ تموز في فيلادلفيا خلال المجمع الانتخابي للحزب الديمقراطي الذي سيختار رسميًّا مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية؛ فإن خطاب أوباما هذا يفترض أن يكون آخر مناسبة يُلقي فيها خطابًا يحظى بتغطية إعلامية ضخمة خلال فترة الذروة في المشاهدة التلفزيونية.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg
جزيرة ام اند امز