خبراء لـ"العين": العراق يجرد داعش من زمام المبادرة
تكتيك "الانغماسيين" لايزال فاعلا ويجري احتواؤه
العراق عانى كثيرا من تكتيكات تنظيم داعش الإرهابي في استهداف المدنيين في المناطق الشيعية والسنية بما يخفف من الضغط الواقع عليه
اختطفت خلية "الصقور" الاستخبارية المبادرة من تنظيم"داعش" وتمكنت من اصطياد العديد من قياداته، لاسيما في قضاء القائم بالأنبار قرب الحدود السورية، إلا أن التنظيم لايزال يحقق نجاحات في مناطق سيطرة القوات العراقية كان آخرها في بغداد وديالي، لكن التحرك السياسي السريع لمناطق التوتر والاحتقان حرم داعش من قطف ثمار عمليات انتحارية ينفذها "انغماسيون" لإيقاظ فتنة طائفية قد تعيده لمناطق فقدها.
واعتبر رئيس مجلس النواب العراقي د. سليم الجبوري، الذي قطع أمس زيارة للبنان وعاد للعراق وزار اليوم ديالي والتقي قيادتها السياسية والأمنية، أن ما حدث في المقدادية من قتل واعتداءات على المساجد يستهدف "تعكير الانتصارات العراقية على تنظيم داعش الإرهابي في الأنبار وتشويهها"، وقال: إن العراقيين اليوم ما بين خندقين، الأول يريد دولة مستقرة آمنة تؤمن بالقانون والآخر يريد الفوضى والدمار، وهو ما يجب ردعه ومنعه من الاستهتار ومواصلة جرائمه.
واعتبر الخبير الأمني العراقي إحسان الشمري -في تصريح لـ"العين"- تحرك الجبوري السريع إلى ديالي والذي سبقه تحرك رئيس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي إلى موقع تفجير "بغداد الجديدة" محاولة لاحتواء عمليتين نجح فيهما تكتيك داعش في استهداف مناطق لا يسيطر عليها لتحريك "فتنة طائفية" تصب في اتجاه تخفيف الضغط عليه ميدانيا في الأنبار.
وقال إن داعش يتبع تكتيكا ناجحا يحكم قواعد الاشتباك مع القوات العراقية لشغلها في فترات استهدافه، والتضييق عليه في أماكن سيطرته بضرب أماكن بعيدة، ولايزال ذلك يحقق أهدافا للتنظيم، واستدرك: ولكن متغيرا طرأ على ذلك بتطور نسبي في الجهد الاستخباري والتعامل الميداني مع الحوادث الإرهابية تقلص تداعيات الخروقات التي يستغلها داعش، حيث طرأ تحسن نسبي على احترافية المؤسسة الأمنية بعد تغييرات أدخلها العبادي على التسليح والجهد الاستخباري.
وأضاف أن قيادات أمنية خبرت أسلوب داعش وطرق تفكيره، وامتلكت ردة فعل مرنة تقلص الخسائر، ونجحت في إحباط هجمات لداعش بعمليات استباقية أو بملاحقة سريعة عقب حدوث الخرق الأمني، مؤكدا أن التحرك السياسي والأمني لتطويق الأزمة خطوة بالاتجاه الصحيح.
وقال الخبير الأمني المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي لـبوابة "العين" الإخبارية إن هناك نوعين من المناورات في قواعد اشتباك داعش، الأولى في الأراضي التي يسيطر عليها والثانية في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الأمنية والجيش العراقي، والتي تعاني ثغرات ينفذ منها داعش لتنفيذ عمليات إرهابية بواسطة انتحاريين.
وأوضح أن داعش يعمد إلى ثلاثة أهداف؛ الأول اختيار مناطق عمليات من خلال مجموعة "الانغماسيين" تتسم بوجود احتقانات طائفية أو قابلة لذلك، والثاني مناطق احتقان قومي على أساس كردي عربي، الثالث مناطق أمنية استراتيجية كمؤسسات الدولة أو المقرات الأمنية والعسكرية وهو ما فعله عندما تعرض لضغوط في الرمادي، فهاجم مقر الفرقة العاشرة بالعديد من السيارات المفخخة، واستهدف المقدادية لإشعال احتقان طائفي حدث بالفعل عقب تفجيره الانتحاري الاثنين الماضي.
واعتبر سرعة ردة الفعل السياسية والأمنية عقب تفجير "بغداد الجديد" نقطة إيجابية، واستدرك قائلا: "لاتزال هناك ثغرات وقصور في مناطق سيطرة وزارتي الدفاع والداخلية يستثمرها التنظيم"، وأضاف: إن هناك جهدا استخباريًّا لافتا لخلية "الصقور" بالداخلية ولجهاز المخابرات الوطني ألحق خسائر كبيرة بقيادات التنظيم في مناطق بعيدة مثل القائم.
ورأي المحلل السياسي فاضل أبو رغيف أن العراق استفاد وراكم نجاحات بفعل الجهد الاستخباري الداخلي والتعاون الإقليمي والدولي بهذا الشأن، والذي أسهم إيجابيا في تراجع خطورة داعش وتحرير مناطق كبيرة من قبضته في صلاح الدين وحاليا في الأنبار.
وقال أبو رغيف في حديثه مع "العين": الفترة الأخيرة سجلت تراجعا لأسلحة التنظيم الأساسية، لاسيما السيارات المفخخة بعد اتباع القوات الأمنية لتكتيكات جديدة لمواجهة التنظيم الذي فقد الكثير من حواضنه، وتقدم جهود إعادة بناء المنظومة الأمنية والعسكرية وتسليحها وتدريبها بشكل جيد.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز