مستشار جعجع لـ"العين": لا للحوار ولن نعود لـ "العسكرتاريا"
قاطيشة يحذر: لبنان قد يتحول لدويلات
حذر مستشار جعجع من تحول لبنان لدويلات، وشدد على أنه لا عودة لزمن الميليشيات.
عزا مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد الركن وهبي قاطيشة في حوار خاص لـ "بوابة العين الإخبارية" سياسةَ النأي التي يمارسها الحزب عن المشاركة في الفعاليات السياسية؛ إلى فشل الحكومة والبرلمان، واستمرار سياسة "التعطيل" في لبنان.
وفي حواره مع "العين" حذر قاطيشة من أن لبنان قد يتحول إلى دويلات، ولكنه رغم ذلك شدد على أنه لا عودة لزمن "العسكرتاريا"، في إشارة إلى زمن الميليشيات والحرب الأهلية الذي اكتوت منه لبنان سنوات طويلة.
وللمرة الثالثة نأت القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع بنفسها عن مستجدات الأجندة السياسية في لبنان ومستحقاتها، حيث أعلن رفضه المشاركة في جلسة "تشريع الضرورة" البرلمانية المخصصة لحسم القضايا العالقة بشكل استثنائي؛ بسبب "غياب الرئيس"، والمقررة يوم الخميس المقبل.
وكان الحزب قد رفض سابقا المشاركة في حكومة تمام سلام، ثم رفض أيضا المشاركة في جلسات الحوار الوطني، "بعد أن أدرك بأن كل ما يجري من حوله من حوارات وطنية وجلسات استثنائية؛ يدخل في خانة مضيعة الوقت"، حسب ما كانت تشير إليه بياناته الرسمية.
ويعزو وهبي قاطيشة سبب سياسة النأي التي يمارسها الحزب إلى "التعطيل الحاصل في لبنان، وفشل الحكومة وفشل مجلس النواب في حل أدنى الأزمات؛ وهي مشكلة النفايات".
ويقول: "لسنا هواة تعطيل، ولكن إذا استمر الوضع على حاله؛ فإن الهيكل سيسقط على رأس الجميع، لن نشارك في الحوار اللبناني لأننا لا نريد أن نأمن الخلفية الداخلية لحزب الله لمتابعة قتاله في سوريا، فالحوار فشل والحكومة فشلت، ولم يتوصل الحوار إلا لمسألة الاتفاق على مواصفات الرئيس".
"إيران تعطل لبنان"
وبالرغم من ابتعاده عن جانب من الحياة السياسية الراكدة في لبنان؛ يبدي حزب القوات اللبنانية استعداده للحوار لإيجاد حل للفراغ الرئاسي، "شرط إبعاد هذا الملف عن الأوراق الإقليمية، والاتفاق على أسس دستورية وشرعية، بما أنه على قناعة بأن إيران هي التي تعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان، بعد أن أبدوا استعدادهم للإفراج عن هذا الملف، شرط أن يبقى بشار الأسد رئيسا لسوريا، لذلك فإن إيران تنتظر المقايضة للإفراج عن هذه الورقة".
وبعد أن تم إعلان النوايا ما بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المتنازعين في الشارع المسيحي؛ يبدو أن هذا الإعلان جاء نتيجة مطلب شعبي لا أكثر ولا أقل، وهذا لا يلغي أبدا "جوهر الخلاف القائم بينهما بسبب التباين الاستراتيجي بين الحزبين، وميل الحزب العوني إلى تأييده لحزب الله في الساحة الداخلية، وما يقوم به ناحية تدخله في سوريا".
ويضيف مستشار جعجع معلقا على ذلك: "الشارع عندنا ليس مسلحًا أو دمويًّا كما الحال عند حزب الله وتيار المستقبل، ولكن هناك تباين داخل أفراد العائلة الواحدة في الـتأييد السياسي، ومن هنا جاء إعلان النوايا لا أكثر ولا أقل".
وردا على سؤال: هل ستلجأ القوات اللبنانية إلى العسكرتاريا؟ وهل ستتكرر سيناريوهات الحرب الأهلية من الجانب المسيحي بعد أن شعر بالقهر والظلم بسب غياب من يمثله؟! ردًّا على هذا يؤكد قاطيشة أن القوات اللبنانية "لن تعود إلى العسكرتاريا أبدا، ولكنه سيحارب بالسياسة فقط، إلا إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء التي يؤمن بها الحزب، وسلاحه هذه المرة سيكون له نواة تاريخية لمواجهة كل من يريد أن يقف في وجه."
لبنان وعاصفة السوخوي
وبما أن الفراغ ينسحب على كل المؤسسات الدستورية؛ يسجل قاطيشة خشيته من أن "تسعى كل بلدية إلى إقامة دولة لتصبح مستقلة، وتسعى لتأمين احتياجات أبنائها، الأمر الذي يهدد بتحول لبنان إلى دويلات."
يرتبط لبنان ارتباطا وثيقا بالأحداث السورية وتداعياتها على لبنان، من هنا فإن "عاصفة السوخوي" في سوريا (في إشارة للتدخل الروسي) لم تسجل أي تقدم في سوريا، بل أنها تسعى وبشكل كبير إلى إيجاد حل للورقة السورية التي تحملها روسية في يدها، والتي سوف تحترق في القريب العاجل إن لم تجد تسوية لها، بحسب قاطيشة .
ويتابع المستشار: لذلك دعا الروس إلى فيينا 1، وفيينا 2 لإيجاد حل سريع، لأن الارتدادات ستكون سلبية عليه، وقد تكون طائرة شرم الشيخ الروسية مؤشرًا على ما ينتظر روسيا في المرحلة القادمة، في حال استمرت في قتالها إلى جانب النظام السوري".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4xNjYg
جزيرة ام اند امز