"الشارقة للموسيقى" يودع جمهوره بحفلة للأوركسترا الوطنية الأردنية
36 حفلة قدَّمها 19 فنانًا وفرقة موسيقية من 13 دولة
بعد 36 حفلة على مدى ستة أيام جذبت جمهورًا واسعًا من محبي الفن الراقي والطرب الأصيل، اختتم مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية.
بعد 36 حفلة على مدى ستة أيام جذبت جمهورًا واسعًا من محبي الفن الراقي والطرب الأصيل، اختتمت في مسرح جزيرة العلم بالشارقة، مساء الثلاثاء، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، والذي نظمه مركز فرات قدوري للموسيقى، برعاية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، بحفلة جمعت بين الفن الإماراتي والأردني، في ليلة تمازج فيها عزف العود مع الغناء الأوبرالي.
وأطل الفنان علي عبيد وفرقته، تخت الإمارات، على جمهور الأمسية الختامية، ليعزف أمامهم "حكاية وطن"، والتي تضمنت مقطوعات سردت قصة دولة الإمارات العربية المتحدة، وكيف كانت قديمًا، والمحطات التي مرت بها بعد قيام الاتحاد، حتى غدت بلدًا يتربع على قمة المجد ولا يفارقها. وصاحب الفنان في لوحته الأولى الفنانة التشكيلية شيماء المغيري التي رسمت بالرمل بعضًا من المراحل التاريخية التي مرت بها الإمارات، وصولًا إلى الصروح المعمارية التي غدت أيقونات تُعبِّر عن هوية الدولة وتقدمها الحضاري.
وصفق الحضور مطولًا لصورة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي ظهرت في خلفية إحدى اللوحات الموسيقية على المسرح، فيما واصل الفنان علي عبيد معزوفاته الرائعة على العود، مثبتًا من خلال كل واحدة منها، براعته الفائقة في المحافظة على الموروث الفني والتراث الإماراتي، الذي بات حاضرًا في العديد من المهرجانات والفعاليات الفنية والتراثية حول العالم.
وبعد فرقة تخت الإمارات، صعد إلى خشبة المسرح أعضاء الأوركسترا الوطنية الأردنية، تتقدمهم الفنانة ديما بواب، مغنية السوبرانو الأردنية، وصاحبة الموهبة الأوبرالية الفذة، والفنانة المبدعة زين عوض، إلى جانب المايسترو محمد عثمان صديق. وأعادت هذه الفرقة العالمية من خلال عرضها الشهير "الأوبرا العربية" ذاكرة الجمهور إلى الزمن الذي كان فيه للغناء الأوبرالي حضوره الأبرز على الساحة الفنية.
وفيما صدح صوت الفنانة ديما بواب بصوتها الأوبرالي الجهوري، المستوحى من عصر النهضة في إيطاليا، حين كان فن الأوبرا فيها حديث العالم، قدمت الفنانة زين العوض أغنيات متنوعة، غلب عليها اللون اللبناني، وتحديدًا تلك الخاصة بالمطربة الكبيرة فيروز، فغنت "آخر آيام الشتوية"، و"بعدك على بالي"، و"يا سهر الليالي"، ليسهر الجمهور مع حفلة تضمنت مزيجًا من الألحان الرحبة التي عجت بالأحاسيس والحياة.
وفي ختام المهرجان، قال الفنان فرات قدوري، مدير مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية: "من الجميل أن تشهد الشارقة هذا الحضور المتنوع من الموسيقيين والفرق العالمية التي قدمت للجمهور روائع موسيقاها وأغنياتها، بكل الألوان الفنية المحببة إلى قلوبها، وفي كل دورة من دورات المهرجان نفتخر بالمكانة المتميّزة التي يحتلها من عام إلى آخر، بين المتذوقين للموسيقى وألوانها المختلفة، إلى جانب ما يلعبه المهرجان من دور في تعريف الجمهور بقامات ومواهب موسيقية من جميع أنحاء العالم، ونتطلع دائمًا إلى تعزيز الاهتمام بالموسيقى في الشارقة، العاصمة الثقافية والفنية الأكثر شهرة وتميُّزًا في المنطقة".
من جانبها، قالت فاطمة النعيمي، المنسق العام لمهرجان الشارقة للموسيقى العالمية: "أسعدنا حجم المشاركة والتفاعل مع الدورة الثالثة من المهرجان، والتي ساهمت في استقطاب مزيد من الزوار إلى المواقع والوجهات السياحية والترفيهية التي استضافت حفلات المهرجان، وشكلت في الوقت نفسه فرصة للتعرف على مزيج فريد من الثقافات الموسيقية العالمية، وهو ما عزز من حضور إمارة الشارقة على خريطة الفعاليات الفنية المتميّزة، ونشكر المقيمين في الإمارة وزوارها على وجودهم معنا".
وشهد المهرجان على مدار ستة أيام تنظيم 36 حفلة قدمها 19 فنانًا وفرقة موسيقية من 13 دولة عربية وأجنبية في خمسة مواقع مختلفة على امتداد مدينة الشارقة، وهي مسرح المجاز، والقصباء، وجزيرة العلم، وقلب الشارقة، وواجهة المجاز المائية. وكان الفنان والمطرب التونسي الكبير صابر الرباعي نجم الحفلة الأولى التي أقيمت على مسرح المجاز، يوم الخميس الماضي، بحضور جماهيري كبير.
وشارك في المهرجان كبار الفنانين والمطربين والموسيقيين المعروفين، ومن أبرزهم: جوزيف لندفاي من هنغارية، وستيفانو دي باتيستا من إيطاليا، وحسن علي وأروى أحمد وعلي عبيد من الإمارات، وكالينا إيردا نوفا سيميو من بلغاريا، وفيرا بارنيت شوستر من روسيا، وكلارا أسواج من الأرجنتين.
كما أحيت الحفلات نخبة من الفرق المحلية والعربية والدولية الشهيرة ومن بينها: فرقة الثلاثي تقسيم من تركيا، وفرقة الثلاثي جبران من فلسطين، وفرقة الإيقاعات البرازيلية - دبي، إلى جانب (استديو المواهب) التابع لمركز فرات قدوري للموسيقى.
وتشمل قائمة الرعاة الرئيسيين للدورة الثالثة من مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية كلًّا من قناتيّ زي ألوان وزي أفلام، والزاهية (المشروع المتعدد الاستخدامات الذي تنفذه شركة الشارقة القابضة)، أما الرعاة الذهبيون فهم حكومة الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، إلى جانب الراعي المشارك شركة نيون الإمارات.
وكان مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية قد انطلق في نسخته الأولى بداية العام 2014 بتنظيم مركز فرات قدوري للموسيقى وبرعاية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وأقيمت فعالياته في القصباء، ونظرًا للنجاح الكبير والإقبال الجماهيري على المهرجان، تقرر توسيعه في الدورة الثانية ليشمل خمسة مواقع في إمارة الشارقة، هي مسرح المجاز، وواجهة المجاز المائية، والقصباء، وقلب الشارقة، وجزيرة العلم.
ويسعى مركز فرات قدوري للموسيقى من خلال إقامة هذا المهرجان، الأول من نوعه في إمارة الشارقة، إلى تعزيز الحضور الثقافي والفني للإمارة ولدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعريف المجتمع الإماراتي بمختلف الثقافات الموسيقية حول العالم، وتوفير منتج ثقافي فني سياحي يضاف إلى رصيد الإمارة الكبير في هذا المجال، من خلال تنظيمها واستضافتها لعدد من أبرز المهرجانات والمعارض الفنية والثقافية والتراثية على مدار العام.
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg جزيرة ام اند امز