كان لي شرف التغطية الإعلامية للقمة الخليجية الـ46، حيث الترحيب المميز واللباقة من قبل مملكة البحرين بجهود أبنائها وبناتها حيث شعرنا بأننا في بلادنا خلال المعاملة والاستقبال، ناهيك عن المركز الإعلامي والجهود الجبارة والتنظيم الذي أبهرنا جميعاً.
نعم "قمة البحرين" قمة مملكة الجمال مملكة الحب والإخلاص.
نعم هي قمة تميزت وأبدعت وأكدت تنفيذ رؤية خادم الحرمين لتعزيز العمل الخليجي المشترك والإشادة بجهود ولي العهد لدعم السلام في السودان.
قمة البحرين
نعم لقد أكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التنفيذ الكامل والدقيق والمستمر لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـسادسة والثلاثين في ديسمبر 2015م.
وتضمن البيان الختامي الإشادة خلال دورته السادسة والأربعين والتي عقدت في مملكة البحرين، بجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لدعم جهود السلام في السودان، بما في ذلك خلال زيارة سموه لواشنطن في نوفمبر الماضي، مرحبًا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عزمه بالعمل مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، وشركاء آخرين في الشرق الأوسط، من أجل وقف الحرب في السودان، لتحقيق الاستقرار الدائم وإنهاء الصراع الدائر.
البيان الختامي وما تناوله
انطلاقًا من عمق الروابط الأخوية التاريخية التي تجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها، والنابعة من وحدة الدين والدم واللغة والمصير المشترك، والأهداف السامية التي قام عليها المجلس منذ تأسيسه عام 1981، يؤكد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المجتمعون في الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في الصخير بمملكة البحرين، تمسكهم بالمبادئ التالية:
أولاً: تعزيز الروابط الراسخة والتكامل بين الدول الأعضاء، إيمانًا بالأهداف السامية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستمرارًا لنهج الآباء القادة المؤسسين، وتجسيدًا لتطلعات شعوب المجلس نحو مزيد من الاستقرار، والأمن، والتقدم والازدهار.
أكد القادة عزمهم على مواصلة مسيرة التنسيق والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وصولًا إلى وحدتها المنشودة، بما يحقق المصالح الأخوية المشتركة، ويسهم في إرساء دعائم الأمن والسلام والازدهار في المنطقة والعالم.
وأبدى القادة ارتياحهم لما تحقق خلال مسيرة العمل الخليجي المشترك من منجزات تكاملية في ظل منظومة دفاعية وأمنية متماسكة، ومواقف دبلوماسية حكيمة ومتزنة، ومشروعات تنموية واقتصادية مستدامة، عكست ما يتمتع به المجلس من تماسك سياسي وتوافق في الرؤى والأهداف والمواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية. كما وأكدوا على أهمية مواصلة الجهود بوتيرة أسرع لتحقيق المزيد من المكتسبات لدول مجلس التعاون وشعوبها.
ثانياً: احترام سيادة دول مجلس التعاون وسائر دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها، مؤكدين أن أمن واستقرار دول مجلس التعاون كلٌّ لا يتجزأ، وأن أي مساس بسيادة أي دولة عضو يُعد تهديدًا مباشرًا لأمنها الجماعي.
وحرصًا على ترسيخ سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط، وعملاً على تسوية النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية، فقد أكد القادة ترحيبهم بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، ودعمهم للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى ضمان الالتزام الكامل ببنود اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وتعزيز الجهود والمساعي المؤدية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كافة في العيش بأمن وسلام.
ثالثاً: الحرص على مواصلة تحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي والعلمي، حيث أكد القادة أهمية استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وتعزيز التجارة والسياحة، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الاستراتيجية، لا سيما في مجالات البنية التحتية والنقل والطاقة والاتصالات والمياه والغذاء، وتعزيز تكامل البنية التحتية الرقمية، وتيسير التجارة الإلكترونية، ودعم تطوير الأنظمة المشتركة للدفع الرقمي والخدمات السحابية، بما يسهم في تحقيق المواطنة الاقتصادية الكاملة ودعم التنمية الشاملة والمستدامة.
كما أكد القادة أهمية مواصلة مسارات التنويع الاقتصادي وتعزيز الاقتصاد القائم على الابتكار والاستدامة، بما يضمن ازدهارا طويل الأمد لدول المجلس وشعوبها.
وشدد القادة على أهمية تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، في إطار استراتيجية خليجية مشتركة تُسهم في تعزيز التكامل المعرفي، وتبادل الخبرات في مجال التحول الرقمي، والتصدي للجرائم الإلكترونية، وتوفير بيئة رقمية آمنة للمجتمعات، وتعزيز المشاركة الفاعلة للشباب والمرأة في المسيرة التنموية، مع التأكيد على دور مراكز الفكر والبحوث في استشراف المستقبل وصياغة سياسات عامة تدعم التنمية المستدامة.
رابعاً: التأكيد على المسؤولية البيئية وتشجيع المبادرات المستدامة، وتجديد الالتزام بحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، وصون الموارد الطبيعية والبحرية، تماشيًا مع المبادرات الخليجية والعالمية الهادفة إلى تحقيق الحياد الصفري، وأهداف التنمية المستدامة.
خامساً: تعزيز التعاون الدولي لصون الأمن الإقليمي، وتوطيد أواصر الشراكة والتعاون السياسي والأمني والاقتصادي مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية والتكتلات الاقتصادية، وتعزيزها في مجالات التنمية المستدامة، ومكافحة جميع أشكال التطرف والإرهاب، وخطابات الكراهية والتحريض، والتصدي للجرائم العابرة للحدود، ودعم جهود القوات البحرية المشتركة، ومقرها مملكة البحرين، بما يعزز أمن الطاقة وحماية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، والعمل على جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، ودرء سباقات التسلح، تعزيزًا للأمن والاستقرار الإقليميين.
وأعرب القادة عن دعمهم لمملكة البحرين في تمثيلها المجموعة العربية بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي خلال العامين القادمين، وثقتهم في قدرتها على تحقيق تطلعات مجلس التعاون والدول العربية الشقيقة، مؤكدين على دورها كشريك فاعل في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وتغليب الحوار في حل النزاعات، وتكريس قيم التسامح والتعايش والإخاء الإنساني.
كما أعرب القادة عن تقديرهم لمشاركة دولة السيدة جورجيا ميلوني رئيسة مجلس الوزراء في الجمهورية الإيطالية الصديقة، في جلسة المباحثات بين الجانبين، التي ركزت على تعزيز علاقات الصداقة التاريخية الراسخة، وتم الاتفاق خلالها على وضع خطة عمل مشترك للارتقاء بالعلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة، تهدف إلى تعزيز مصالحهما المشتركة، بما يعكس انفتاح دول المجلس على بناء شراكات واسعة مع الدول الصديقة.
وأكد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، في ختام اجتماعهم، على ضرورة تطوير آليات التعاون المؤسسي لتوسيع آفاق التضامن الأخوي والتكامل الاستراتيجي، بما يحقق الأمن والازدهار المستدام لدول المجلس وشعوبها، في ظل منطقة آمنة مستقرة، والمساهمة في بناء عالم أكثر عدلاً ورخاءً، مؤكدين الالتزام الراسخ بهذه المبادئ لضمان مستقبل أكثر إشراقاً لدول مجلس التعاون وشعوبها.
رؤية خادم الحرمين الشريفين
5. اطلع المجلس الأعلى على تقرير الأمانة العامة بشأن التقدم المحرز في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـسادسة والثلاثين في ديسمبر 2015م، وأكد المجلس على التنفيذ الكامل والدقيق والمستمر لرؤية خادم الحرمين الشريفين، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وتنسيق المواقف بما يعزز من تضامن واستقرار دول مجلس التعاون، والحفاظ على مصالحها، ويُجنّبها الصراعات الإقليمية والدولية، ويلبي تطلعات مواطنيها وطموحاتهم، ويعزز دورها الإقليمي والدولي من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات الإستراتيجية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية والدول الشقيقة والصديقة.
6. وجه المجلس الأعلى الهيئات والمجالس واللجان الوزارية والفنية، والأمانة العامة وكافة أجهزة المجلس بمضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى من خطوات لتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، وكلّف المجلس الأمانة العامة برفع تقرير مفصل بهذا الشأن للدورة القادمة للمجلس الأعلى.
أهم ما تضمنه إعلان الصخير (قمة البحرين – 2025)
1) تعزيز وحدة المصير الخليجي والتكامل السياسي والأمني
• تأكيد التمسك بالأهداف السامية لمجلس التعاون ووحدة الصف.
• الإشادة بما تحقق من منجزات سياسية وأمنية واقتصادية خلال العام.
• التأكيد على مواصلة التنسيق الخليجي في كل المجالات وصولًا إلى الوحدة المنشودة.
2) حماية السيادة الخليجية ورفض التدخلات الخارجية
• تأكيد احترام سيادة دول الخليج وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
• اعتبار أي تهديد لأي دولة عضو تهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي.
• دعم الحلول السلمية لتسوية النزاعات الإقليمية والدولية.
3) موقف راسخ من القضية الفلسطينية
• الترحيب بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام.
• دعم اتفاق وقف الحرب في غزة وتسهيل المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.
• تأكيد قيام الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين والشرعية الدولية.
4) دفع مسارات التنمية والتكامل الاقتصادي
• استكمال السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي.
• تعزيز التجارة والسياحة والاستثمار في المشاريع الاستراتيجية.
• التركيز على الطاقة، النقل، البنية التحتية، الغذاء والمياه.
• دعم الأنظمة الرقمية المشتركة والدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية.
• تعزيز الاقتصاد القائم على الابتكار والاستدامة.
5) تطوير التعاون التكنولوجي والأمن السيبراني
• دعم مشاريع الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
• تبادل الخبرات في الأمن السيبراني والتصدي للجرائم الإلكترونية.
• تعزيز مشاركة الشباب والمرأة في التنمية.
• تمكين مراكز الفكر والبحوث لاستشراف المستقبل.
6) التزام بيئي وتنموي واضح
• دعم المبادرات الخليجية والعالمية لخفض الانبعاثات الكربونية.
• توسيع مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة.
• حماية البيئة والموارد الطبيعية وتحقيق الحياد الصفري.
7) توسيع الشراكات الدولية وحماية الأمن الإقليمي
• تعزيز التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية.
• مكافحة التطرف والإرهاب وجرائم الحدود.
• دعم القوات البحرية المشتركة لحماية الطاقة والملاحة الدولية.
• الدعوة لمنطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
8) دعم البحرين في مجلس الأمن وتعزيز الحضور الدولي
• تأييد تولي البحرين المقعد العربي في مجلس الأمن لعامي 2026–2027.
• الثقة بدورها في دعم الأمن والسلم الدوليين.
9) تعزيز الشراكة الخليجية – الإيطالية
• الإشادة بمشاركة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني.
• الاتفاق على خطة عمل لرفع العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة.
10) التزام بتطوير آليات العمل الخليجي المشترك
• تطوير البنية المؤسسية للتعاون الإقليمي.
• تعزيز التضامن الأخوي والتكامل الاستراتيجي.
• السعي لأمن وازدهار مستدام لدول المجلس وشعوبها
ختاماً
شكراً لمملكة البحرين هذا التميز
وشكراً لقادة دول الخليج على الاجتماع والرغبة في تكوين جبهة قوية خليجية هدفها الأمن والاستقرار، ونكرر خليجنا واحد وأمننا واحد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة