بالمثل.. عرب يردون على كاريكاتور شارل إيبدو المسيء للطفل إيلان
موجة غضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجًا على رسم كاريكاتور لمجلة "شارلي إيبدو" يصور الطفل إيلان كردي وقد تحول إلى متحرش
موجة غضب وتنديد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجًا على رسم كاريكاتور للمجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" الساخرة يصور الطفل السوري إيلان كردي، الذي كسب تعاطف العالم بعد أن عثر على جثته على شاطئ تركي في 2015، وقد تحول إلى متحرش جنسي في الكبر في ألمانيا.
البعض وجد طريقة مختلفة للرد على هذا الرسم المسيء لمحنة اللاجئين الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط، عندما عبروا عن أفكارهم من خلال رسوم كاريكاتورية أيضًا، سواء للتعبير عن فداحة ما اقترفته هذه الأسبوعية الفرنسية بحق الطفل إيلان على وجه الخصوص وذويه ومن هم في وضعهم بشكل عام، أو لتغيير المفهوم الذي تبناه رسم "شارلي إيبدو"، واستبداله بمفاهيم الحب والأخلاق والفضيلة.
وصور كاريكاتير "شارلي إيبدو" اثنين من الذكور يجريان خلف امرأة مذعورة، ويقول التعليق على الصورة "ما هو مصير الشاب إيلان لو كان قد كبر؟ متحرش في ألمانيا"، وذلك في إشارة إلى حادثة التحرش التي شهدتها مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة.
ردًا للاعتبار
هاني عباس، وهو صحفي ورسام كاريكاتير من سوريا، استغل موهبته في الرسم للتعبير عن رأيه حيال رسم شارلي المسيء، وكنوع من رد الاعتبار البسيط للاجئين حول العالم، وذلك عندما رسم كاريكاتير يصور الطفل إيلان وهو مستلقي على الشاطئ وقد ذبحته ريشة قلم رسام المجلة الفرنسية.
وقال العباس في حديث لـ"بوابة العين"، إن القصد من رسمه الأخير هو لفت انتباه العالم أنه تم قتل الطفل إيلان ثلاثة مرات، المرة الأولى عندما اضطر إلى مغادرة سوريا مع أهله، والثانية عندما اضطر لركوب البحر، والثالثة عندما قُتِل بأقلام عنصرية كما فعلت "شارلي إيبدو".
وأضاف العباس أن "صورة هذا الطفل انتشرت على نطاق واسع جدًا في العالم، وأثارت موجة تعاطف شديدة من المجتمع الدولي، وأصبحت معروفة لدى الجميع، ولهذا السبب قامت الدورية الفرنسية باستغلالها لتقول أنه لو قٌدر لهذا الطفل الذي تعاطفتم معه أن يعيش في أوروبا، لأصبح متحرش بالفتيات الألمانيات".
ووجه الفنان السوري رسالة إلى من رسم وسمح بنشر هذه الإساءة الكبيرة، والتي استخدمت كرمز لمعاناة الطفل إيلان والشعب والسوري، وهذه الدلالة العنصرية والمسيئة للإنسانية جمعاء، وليس للسوريين أو للاجئين فقط، بأن عليه تقديم الاعتذار.
كما يرى العباس أن صفة الفنان والصحفي "يجب أن تسقط عن كل من يستغل فن الكاريكاتور ومعاناة الإنسانية من أجل الشهرة والانتشار والبيع".
من الكره إلى الحب
جوان زيرو، وهو فنان ورسام كاريكاتور سوري أيضًا، يعمل لدى جريدة "سوريتنا"، قال، إنه تقدم برسمه الأخير لتحويل أنظار العالم من التفكير بمشاعر الكره للاجئين بشكل عام، إلى التفكير بمبدأ الحب، عندما صور في رسمته الفتاة الألمانية نفسها التي كانت هاربة من الشاب السوري في رسم إيبدو، إلى فتاة مقبلة إليه بحب واحترام شديدين.
وفي حديث لبوابة العين، أضاف زيرو: "لجأت للرد بهذه الطريقة على الرسم المسيء للطفل إيلان باستخدام نفس الأشكال الذي استخدمتها إيبدو في الرسم الأول، لتبيان أن في المجتمع وجهات نظر متعددة وما يفكر به الرسام الفرنسي هو ليس بالضرورة يمثل فكر الجميع، لا بل يوجد هناك وجهات نظر أخرى بمستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا، بعيدًا عن فكرة "التحرش" التي قدمتها الدورية الفرنسية".
وضمن مفهوم حرية الرأي، أضاف زيرو "إن حرية الرأي والتعبير والرد مفتوحة للجميع وبمختلف الأشكال بلا استثناء، لذا على الجميع أن يرد على الموضوع سواء بالتأييد أو الرفض أو التحييد، لكن كل على طريقته".
إيلان الطبيب والمعلم
كذلك نشرت الملكة رانيا، قرينة العاهل الأردني الملك عبدالله، رسما من فكرتها على حسابيها الرسميين في مواقع التواصل الاجتماعي، تويتر وفيسبوك، للرد على كاريكاتور "شارلي ايبدو".
وعلقت الملكة رانيا على الرسم الذي نفذه الرسام الأردني أسامة حجاج باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية بقولها: "كان من الممكن أن يصبح إيلان طبيبًا أو معلمًا أو أبًا حنونًا".
وعثر على جثة إيلان (3 سنوات) على شاطئ في تركيا في أيلول/ سبتمبر الماضي بعد أن قضى غرقًا، وانتشرت صورته وهو يرقد على وجهه على الشاطئ التركي في مختلف أنحاء العالم، وأثارت موجة من التعاطف حيال محنة اللاجئين الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ونشرت الصحيفة الساخرة كاريكاتيرها المسيء، بالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى للاعتداء على مقر "شارلي ايبدو" في باريس في كانون الثاني/ يناير 2015، عندما فتح شقيقان جهاديان النار على وقتلوا ثمانية من أعضاء هيئة التحرير وأربعة أشخاص آخرين.
وتبنى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حينها عبارة "أنا شارلي" لإبداء التعاطف مع الصحيفة.
وأثار الرسم تنديدًا شديد اللهجة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه المرة قال كثيرون، إن الكاريكاتير مسيء، بينما قال آخرون، إن "شارلي إيبدو" تواصل أسلوبها الاستفزازي المعتاد لإثارة النقاش حول المواقف الأوروبية من أزمة المهاجرين.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز