قمعت سلطات الاحتلال مسيرة متضامنة مع أسير فلسطيني يخوض معركة "الأمعاء الفارغة"، وتدهورت حالته الصحية حتى وصل لمرحلة الإنعاش.
كشف حقوقي فلسطيني أن الصحفي محمد القيق، الأسير في سجون الاحتلال، والمضرب منذ 54 يومًا على التوالي، أدخل اليوم (الأحد) العناية المكثفة، وأخضع لعمليات إنعاش؛ في وقت قمعت فيه القوات الإسرائيلية تظاهرة تضامنية معه في رام الله، وسط الضفة العربية.
وقال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير، المحامي جواد بولس، إن الأسير القيق تعرض لفقدان للوعي ونُقل فجر الجمعة الماضي على إثره، إلى غرفة العناية المكثفة، وأُخضع لعمليات إنعاش حتى استعاد وعيه، مؤكدًا أن حالته "في غاية من الخطورة".
وبدأ القيق، إضرابًا عن الطعام في 25 نوفمبر الماضي؛ احتجاجًا على فرض الاعتقال الإداري عليه، واتهامه بـ"التحريض الإعلامي".
ونقل بولس عن الأسير القيق، قوله إن أطباء وطواقم من إدارة السجون الإسرائيلية حاولوا إجباره على التوقف عن الإضراب بالشدة والصراخ إلا أنه رفض وطالبهم بعدم التدخل في وضعه حتى وإن فقد وعيه.
ولفت إلى أنه وبعد استقرار حالته حاولوا إعطاءه المدعمات إلا أنه رفض ذلك مجددًا، مبينًا أنه يعاني من أوجاع شديدة في الجهة اليمنى من خاصرته، وكذلك أوجاع في أطرافه وعينيه، ورغم ذلك فإن إدارة سجون الاحتلال تواصل تكبيله بالسرير.
وأكد القيق –بحسب محاميه- أنه سيواصل إضرابه عن الطعام "حتى الحرية"، مطالبًا جميع جهات الاختصاص بالتدخل من أجل السماح لعائلته بزيارته.
وذكر بولس أنه تم التقدم بالتماس للإفراج المحكمة العليا الإسرائيلية، وذلك بعد رفض المحكمة العسكرية في "عوفر" يوم الخميس الماضي للاستئناف الذي قدم باسمه.
قمع تظاهرة تضامنية:
في ذات السياق، قمعت قوات الاحتلال بعد ظهر اليوم، وقفة تضامنية مع الأسير القيق، أمام سجن عوفر الإسرائيلي الواقع غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
وقالت الصحفية فيحاء شلش -زوجة القيق- إن قوات الاحتلال أطلقت القنابل الغازية والصوتية تجاه التظاهرة التي تجمعت أمام سجن عوفر تضامنًا مع القيق بعد الأنباء عن التدهور الخطير في حالته الصحية.
وأكد شلش لبوابة "العين"، أن الفعاليات التضامنية مع زوجها ستتواصل وتتصاعد حتى تستجيب سلطات الاحتلال لطلب زوجها بالإفراج عنه.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة إلى التظاهرة، ضمن سلسلة فعاليات واسعة تشهدها الأراضي الفلسطينية للتضامن معه.
نداء عاجل:
من جهته، وجَّه رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، نداءً عاجلًا لإطلاق سراح القيق، المضرب؛ "لأنه يمر بحالة صحية متردية في مستشفى العفولة الإسرائيلي".
وقال قراقع في بيان صحفي اليوم تلقَّت بوابة "العين" نسخةً منه: "على العالم بكل مكوناته الحقوقية والمدنية والإنسانية، أن يتحرك لإنقاذ حياة القيق ووقف الاعتقال الإداري التعسفي بحقه، فهو سجين الرأي وحرية التعبير".
وأضاف: "لم توجه له أية تهمة محددة سوى أنه صحفي نشيط، وقام بدوره المهني في نقل الأحداث والجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا في وسائل الإعلام".
وطالب اتحاد الصحفيين العربي والدولي وكل صحفيي العالم، أن يقفوا في حملة تضامن لإطلاق سراح الأسير القيق ومنع حكومة الاحتلال من ارتكاب جريمة بحقه.