هيئة فلسطينية: غزة على حافة الانهيار بعد عقد من الحصار
دقَّت هيئة محلية مختصة، ناقوس الخطر، حول الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، بعد عقد كامل على فرض الحصار الإسرائيلي.
دقت هيئة محلية مختصة، ناقوس الخطر، حول الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، بعد عقد كامل على فرض الحصار الإسرائيلي، محذرة بأن غزة على حافة الانهيار إن لم تكن بدأت بها بالفعل.
وقالت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار، في مؤتمر صحفي بغزة، اليوم الأحد: إن "الاحتلال يمارس عقابًا جماعيًّا ضد مليوني فلسطيني في غزة، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، الذي يجرم فرض العقوبات الجماعية".
واستعرض الناطق باسم الهيئة، أدهم ابو سلمية، معطيات إحصائية خطيرة، حول تداعيات الحصار، مبينًا أن 80% من السكان باتوا يتلقون مساعدات إغاثية وغذائية من المؤسسات الدولية والجمعيات الخيرية.
واستدرك أن هذه المساعدات تضررت بسبب إغلاق المعابر، ومنع وصول القوافل الإغاثية.
وفرضت إسرائيل حصارًا على قطاع غزة، عام 2006، إثر فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيلها الحكومة الفلسطينية العاشرة، كما تم تشديد الحصار عقب سيطرة حماس على القطاع إثر الاقتتال الدامي مع حركة فتح والقوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس منتصف 2007.
وذكر أبو سلمية أن نسبة الفقر المدقع تجاوزت 40% فيما ارتفعت نسبة البطالة لأكثر من 45%، لافتًا إلى أن ما يزيد عن 272 ألف مواطن باتوا عاطلين عن العمل بفعل الحصار، خاصة أن فرص العمل باتت ضئيلة بفعل إغلاق المعابر، ومنع الاستيراد لكثير من السلع والموارد الأساسية والدمار الكبير جراء الحروب الثلاثة.
وشنَّت إسرائيل ثلاثة حروب على غزة (2008-2009، 2012، 2014) أدت إلى مقتل قرابة أربعة آلاف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف، فيما دمرت آلاف الوحدات السكنية والمنشآت والبنى التحتية.
وحذَّر الناطق باسم هيئة الحراك الوطني أن الاحتياجات والخدمات الأساسية والإنسانية للمدنيين في قطاع غزة باتت مهددة بشكل واضح بفعل الحصار الخانق، والذي يتصاعد بمرور الوقت.
وقال إن أكثر من 150 ألف وحدة سكنية تعرضت للتدمير بشكل كلي أو جزئي، خلال الحروب الثلاثة، فيما "لا يزال الآلاف بلا مأوى حتى اللحظة، وهم موزعون بين الكرفانات (غرف من الحديد) التي لا تقي حرًّا في الصيف، ولا بردًا في الشتاء وبعضهم في بيوت الإيجار".
وأشار إلى المعاناة الناجمة عن إغلاق معبر رفح (المنفذ الوحيد من غزة إلى العالم الخارجي بعيدًا عن السيطرة الإسرائيلية)، وكذلك إغلاق الاحتلال خمسة من المعابر التجارية الواقعة بين القطاع والاحتلال، وأنه لا يفتح سوى أحدها وهو معبر كرم أبو سالم للبضائع التجارية، لكنها بالوقت ذاته تمنع دخول مواد البناء والإعمار (إلا في نطاق ضيق) ومئات الأصناف الأساسية من الوصول لقطاع غزة.
ولفت إلى التداعيات الكارثية على القطاع الصحي، مبينًا أن أكثر من 30% من الأرصدة الدوائية، و40% من المستهلكات الطبية الأساسية ما زال رصيدها صفرًا.
واستعرض تأثيرات أزمة الكهرباء التي يعاني منها القطاع، حيث يقطع التيار الكهربائي حاليًّا لأكثر من 16 ساعة يوميًّا حيث ينعكس ذلك على مجمل الحياة، بينما يعاني أكثر من 70% من الأسر من عدم وصول إمدادات المياه لهم إلا ما بين (6- 8) ساعات فقط كل يومين إلى أربعة أيام؛ نظرًا لعدم توفر الكهرباء، والشح الكبير في المياه الجوفية".
وطالبت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، برفع الحصار، خاصة أن غزة على حافة الانهيار إن لم تكن بدأت به، مناشدة حكومة التوافق للقيام بمسؤولياتها تجاه غزة التي تشهد كارثة إنسانية حقيقة.
كما دعت الفصائل الفلسطينية لاتخاذ مواقف جادة نحو إنهاء الانقسام، وتسخير كل المُقدرات والجهود للتخفيف من معاناة مليوني إنسان.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز