فصيلان يساريان: حماس والسلطة مأزومتان والمَخْرج حكومة وحدة
حذرت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وانتقدتا حركة حماس والسلطة الفلسطينية
حذرت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وانتقدتا بشدة حركة حماس والسلطة الفلسطينية، ورأتا أنهما "مأزومتان"، ودعا الفصيلان اليساريان، لانعقاد الإطار القيادي لمنظمة التحرير وتشكيل حكومة وحدة للخروج من المأزق الداخلي.
وقالت الجبهة الشعبية في بيان تلقت "بوابة العين" نسخة منه: "يعيش قطاع غزة على شفا الانهيار الكامل، بعد تفاقم معاناته بشكل خطير وغير مسبوق، نتيجة عدم تغير الأوضاع بعد ثلاثة حروب تعرض لها في السنوات السبع الأخيرة أدت إلى كوارث إنسانية مستمرة".
وأشارت الشعبية إلى أن أهالي القطاع وصلوا إلى أعلى درجات اليأس والإحباط من إنجاز المصالحة الوطنية، وإصلاح الأحوال، لافتة إلى أن "حل الإشكاليات العالقة (بات) ضرباً من الخيال ومستحيلاً أمام تمترس طرفي الانقسام (حماس وفتح) وانحيازهم لمصالحهم الفئوية والحزبية، ليصبح وكأن هناك توافقاً ضمنياً بينهما على إدارة الانقسام".
وشددت على أن الوضع الكارثي "وضع القطاع بين سندان الانقسام وتدهور الحياة المعيشية لأهالي القطاع وتهميش الجهات المسئولة وبعض الممارسات غير المسئولة، وبين مطرقة الحصار وعدوان الاحتلال، وتواطؤ وتآمر المؤسسات الدولية ومن بينها الأونروا".
وانتقدت الشعبية وهي ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير "استمرار تعامل السلطة والرئيس (محمود عباس) مع قطاع غزة ضمن سياسة التهميش المتعمدة، واستمرار الاستماع لمستشاري السوء والبطانة التي تتربص بالقطاع، وتحمّل كل العداء لأهله".
سلطة حماس تفرض ضرائب
واتهمت ما وصفتها بـ"سلطة الأمر الواقع" (سلطات حماس) في قطاع غزة بفرض المزيد من الضرائب والأعباء على المواطنين والتجار الصغار وأصحاب المحلات الصغيرة دون مراعاة لظروفهم، ودون أي تقدير لأوضاعهم المعيشية.
وهاجمت ممارسات الأجهزة الأمنية في قطاع غزة ضد المواطنين خاصة الصحافيين والنشطاء، و"محاولة تكميم أفواه كل من يخالفهم الرأي عن طريق الاعتقال السياسي، والملاحقة، والتهديد والتبليغات لبعض الصحافيين والنشطاء".
الفقر يدفع للانتحار
وكشفت الجبهة الشعبية أن تدهور الواقع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي، وتزايد معدلات البطالة والفقر إلى مستويات قياسية، أدى إلى انتشار اليأس والإحباط لدى المجتمع الفلسطيني، وإلى تكرار حوادث الانتحار.
وأكدت أن استمرار أزمة الكهرباء، أصاب مجمل الحياة في القطاع بالشلل التام، منبهة إلى أن الانقسام والمناكفات ما زال يقف حائلاً أمام إيجاد حل جذري لهذه الأزمة، كما أن هناك أطرافا تتعمد استمرار الأزمة.
مطالبة بوقف التهميش
وطالبت بضرورة أن يتحمّل الرئيس مسئولياته تجاه ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر بالمسارعة في إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية بدعوة الإطار القيادي لاجتماع عاجل، للاتفاق على استراتيجية وطنية، ومعالجة جميع ملفات الانقسام.
كما دعت السلطة وحكومة التوافق الوطني مسئولياتها في تولي كامل المسئولية عن القطاع، بعيداً عن التبريرات وسياسة التهميش، بما في ذلك رواتب الموظفين، على أن تقوم الجهات المسئولة في القطاع بمنحها كامل الصلاحيات للعمل في القطاع.
وطالبت حركة حماس بالموافقة على المبادرة التي قدّمتها الفصائل بشأن معبر رفح تشكّل نقطة البداية لحل الأزمة، وحلحلة العقد والأزمات الأخرى بما يخفف من معاناة المواطنين.
الخلاص في الوحدة
وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صالح زيدان إن حركة حماس، والسلطة الفلسطينية، تعيش كل منهما في أزمة بغزة ورام الله.
ورأى زيدان في تصريح مكتوب تلقت بـ"بوابة العين" نسخة منه، إن خلاص الطرفين من أزماتهما يكون عبر الوحدة، والعودة للمصالحة الوطنية، واتباع استراتيجية جديدة تجمع بين المقاومة والانتفاضة واستخدام أسلحة القانون الدولي لتعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تكون منطلقا لعملية المصالحة وإنهاء الانقسام وبداية لتصحيح المسار الفلسطيني.