الصليب الأحمر لـ"العين": غزة تعاني وبحاجة إلى حلول مستدامة
المتحدثة باسم الصليب الأحمر تناولت في حوار مع "بوابة العين" العديد من القضايا الخاصة بالشأن الفلسطيني وأمور الأسرى والمساعدات الإنسانية
قالت المتحدثة باسم منظمة الصليب الأحمر الدولي في قطاع غزة، إن الأوضاع الإنسانية في غزة صعبة للغاية، حيث ازدادت سوءًا بعد الحروب الثلاثة التي تعرض لها القطاع خلال أقل من عشر سنوات، مشيرة إلى أن "المجهود الإنساني الذي يقوم به الصليب الأحمر ومهما علا شأنه لا يمكن أن يقدم الحلول الدائمة المرجوة".
وفي مقابلة مطولة أجرتها معها "بوابة العين" الإخبارية، قالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية سهير زقوت، إن غزة بحاجة لتضافر الجهود من جميع الجهات المعنية للخروج بحلول مستدامة تعود بشكل إيجابي على حياة الناس فيه والذين يعانون كثيرًا.
وأضافت زقوت، أن الأوضاع الإنسانية صعبة للغاية في قطاع غزة، حيث إنها لم تتغير عما سبق بعد الحروب الثلاثة التي شهدها القطاع الساحلي، وخلفت الآلاف من الجرحى أو من فقدوا حياتهم إلى جانب الدمار في البنية التحتية.
وأشارت إلى أن الصليب الأحمر ومن خلال الدور المنوط به، يحاول بقدر الإمكان القيام بواجبه، تجاه السكان، لا سيما في مجال حماية ومساعدة المدنيين المتأثرين بالصراع الدائر، حيث باتت الحياة أكثر صعوبة على الغزيين.
ولفتت زقوت إلى أن بطء عملية الإعمار أثر بشكل كبير على حياة الكثير من الغزيين الذين فقدوا منازلهم، كما أنها لا تسير بالشكل المطلوب الذي يعجل في ضمان حياة سليمة وآمنة لهم.
وأكدت أن قطاع غزة يعاني من مشكلات مزمنة، كانقطاع الكهرباء، والماء، والغاز، وتدهور الأوضاع المعيشية، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حركة الأفراد والبضائع، مطالبة الجميع بتحمل مسؤولياته وإزالة مثل هذه العوائق التي تنغص حياة الغزيين.
موقف حيادي:
وأكدت المتحدثة باسم الصليب الأحمر، أن منظمتها تتخذ موقفًا حياديًّا في مناطق النزاع، في جميع أرجاء العالم، وليس في قطاع غزة فقط، موضحة أن هناك مهامًّا محددة يقوم بها من أجل خدمة الفلسطينيين.
واعترفت زقوت أن الفلسطينيين ينظرون للصليب الأحمر بآمال كبيرة، لكن عمل المنظمة الدولية له محددات وأسس قائمة على النظام الأساسي الذي أنشئ من أجله، موضحة في الوقت ذاته أن الكثير من الناس يختلط عليها الأمر بشدة، وهو ما يعرض الصليب الأحمر للانتقادات.
وأوضحت أن مهمة الصليب الأحمر مقتصرة على حماية ومساندة ومساعدة المدنيين والضحايا في الحروب والعنف الداخلي، مع الالتزام بالحياد التام وعدم التحيز لأي طرف من الأطراف المتنازعة.
وأضافت أن الصليب الأحمر يعمل على توثيق ما يحدث في الأراضي الفلسطينية بشكل متواصل، حيث يتم رفع توصيات في جلسات غير علنية أثناء الحوار مع السلطات الإسرائيلية، ومطالبتها بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.
وكشفت زقوت أن عمل الصليب الأحمر يقوم على أساس الحوار غير العلني مع الأطراف المتنازعة أيًّا كانت صفاتهم ومسمياتهم، وحثهم على احترام حماية السكان المدنيين وقت الحروب.
متابعة الأسرى:
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر، إن منظمتها تولي ملف المعتقلين أهمية خاصة، وهو من الملفات ذات الأولوية في عملها، والذي يتمثل في متابعة الأسرى الفلسطينيين في جميع أماكن احتجازهم في إسرائيل بشكل خاص من خلال زيارات ثنائية ورقابية تهدف إلى مراقبة ظروف الاعتقال والمعاملة، والتأكد من أن كرامة هؤلاء المحرومين من حريتهم، وأنهم يتلقون معاملة تتناسب مع الكرامة الإنسانية التي يكفلها القانون الدولي للأسرى والمعتقلين.
وأضافت: "تتم متابعة الأسرى عبر مندوب الصليب الأحمر في جميع أماكن اعتقالهم، والتأكد من الظروف الإنسانية والمعيشية التي يجب أن يتم توفيرها لهم".
وفيما يخص الحالة الصحية للأسرى المضربين عن الطعام، أكدت زقوت أن الصليب يوفد أيضًا رفقة مندوبه طبيبًا مختصًّا لمتابعة الحالة الصحية للأسرى، والتأكد من حصوله على الرعاية الطبية والصحية اللازمة له.
وعن دور الصليب في إبراز قضية الأسرى، أوضحت زقوت أن دور الصليب يأتي متابعة ورقابة لتوفير الظروف الإنسانية للأسرى، حيث لا يمتلك الصليب دورًا أكبر من ذلك.
وتطرقت لبرنامج الزيارات الذي تنظمه لذوي الأسرى، حيث تقوم بتنظيم زيارات لذوي الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، صبيحة كل يوم إثنين من كل أسبوع؛ حيث يحق لكل معتقل تلقي زيارة مرة كل شهرين من قبل ذويه في القطاع؛ فمثلًا في عام 2015 تمكنا من تسهيل أكثر من 3500 زيارة فردية لهؤلاء المعتقلين.
هدم المنازل والإعدامات:
وأكدت المتحدثة باسم الصليب الأحمر، أن القانون الدولي ينص صراحة على عدم جواز معاقبة عائلات ومجتمعات محلية أو تحميلها مسؤولية أفعال لم يرتكبونها شخصيًّا.
وعن الإعدامات الميدانية التي يتم تنفيذها من قبل الجيش الإسرائيلي على الحواجز في الضفة الغربية، قالت زقوت من حيث المبدأ في عمليات إنفاذ القانون يجب أن يتم احترام مبدأ التناسب في استخدام القوة.
برامج مساندة:
وتطرقت زقوت لجملة من البرامج التي ينفذها الصليب الأحمر في غزة، وخصوصًا في المجال الزراعي والصحي والإغاثي، مؤكدة في الوقت ذاته أن الصليب لا يمكن له بأية حال من الأحوال أن يحل محل السلطات، لكنه يعمل على تقديم المساعدات بقدر الإمكان المتاح.
وقالت إن الصليب الأحمر نجح بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية في تأهيل خمسة مستشفيات تقدم الرعاية الصحية لما يقارب المليون فلسطيني من المستشفيات التي تعرضت لأضرار جزئية خلال الحرب الأخيرة، كما تعمل بشكل متواصل على تطوير الكادر الطبي البشري في المستشفيات للتعامل مع المصابين وقت الحروب وذلك بعقد دورات متخصصة في جراحة الحروب والتعامل مع الصدمات
أما الجانب الزراعي، فقد عمل الصليب الأحمر مع وزارة الزراعة الفلسطينية على استصلاح آلاف الدونمات في المناطق الحدودية المتاخمة مع إسرائيل، حيث تمت زراعتها من أجل المساهمة في تحسين الواقع الزراعي في غزة ودعم صمود المزارعين في أرضهم ومساعدتهم على بدء حياتهم من جديد.
وأوضحت أن الصليب الأحمر أدخل برامج جديدة تخص الصحة النفسية والأطراف الصناعية، للمتضررين، وكذلك برامج توعية لمخاطر الأجسام المشبوهة.
أزمة معبر رفح:
ورفضت المتحدثة باسم الصليب الأحمر سهير زقوت المبادرة التي تقدم بها مؤخرًا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أجل الإشراف بشكل مؤقت على معبر رفح الحدودي الذي يربط بين قطاع غزة ومصر، وذلك بشكل مؤقت ولأسباب إنسانية.
وأوضحت زقوت أن الصليب الأحمر لا يملك التفويض اللازم، ولا توجد لديه الإمكانيات لنقاش مبادرة تولي إدارة معبر رفح الحدودي، معربة عن استغرابها من طرح مثل هذه المبادرة دون الرجوع للصليب الأحمر الذي علم بذلك من خلال وسائل الإعلام.
وأشارت زقوت إلى أن الصليب الأحمر في فلسطين لم يتأثر بالأزمة المالية التي عصفت مؤخرًا بالمنظمات الدولية، موضحة أن تمويله يعتمد بشكل أساسي على التبرعات الطوعية من الحكومات ومن الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأكدت أن ميزانية الصليب الأحمر تأتي وفقًا لخطط محددة، حيث بلغت قيمتها في عام 2015 في الأراضي المحتلة وإسرائيل "50 مليون دولار"، ولم تتأثر في العام الحالي 2016، حيث يتم ذلك وفقًا لخطط وبرامج محددة تصرف عليها هذه الأموال التي تضخ من أجل مساعدة وحماية المدنيين في مناطق النزاع.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز