فكرة الطائرة ستساهم بزيادة عدد الرحلات الجوية القادمة والخارجة عبر دول العالم، بسبب السرعة الخارقة التي تتتميز بها طائرة "أنتيبود".
كشفت مجلة "فوربس" عن اكتشاف جديد ربما يحدث تحولاً جذريًا في التكنولوجيا المستخدمة بالطيران، يتمثل هذا الاكتشاف باختصار الرحلة الجوية من نيويورك إلى دبي لتصبح 22 دقيقة فقط.
ومن المعروف أنّ المسافة بين المدينتين تبلغ نحو 11000 كم، وتقطعها الطائرة التجارية حالياً بـ 13 ساعة و35 دقيقة في رحلة مباشرة.
وأحدث المصمم الصناعي الكندي، تشارلز بومباردييه، ضجة إزاء "سكريمر"، وهي فكرة نقل أسرع من الصوت، صمّمت لنقل الركاب جواً بين القارات بسرعة 10 ماك "أي نحو 2.9 كيلومتر في الثانية" ولكنه سرعان ما اكتشف عيوبها، وباشر بتصنيع طائرة أخرى تحمل اسم "أنتيبود" والتي بإمكانها نقل عشرة أشخاص لمسافة 20 ألف كيلومتر في أقل من ساعة والسفر من نيويورك إلى دبي بـ 22 دقيقة فقط.
الإمارات سباقة إلى التطور
من جانبه قال مهندس الطيران عمار المزروعي، في حوار خاص مع بوابة "العين" الإخبارية إن فكرة الطائرة المبنية على تقليص المسافات بين القارات ستساهم بشكل كبير في انتعاش اقتصادات الدول بحيث ستزيد عدد رحلاتها الجوية القادمة والخارجة من أراضيها، بسبب السرعة الخارقة التي تتميز بها طائرة "أنتيبود".
وأضاف المزروعي أن الإمارات لن تتأخر عن مواكبة هذه التطورات التكنولوجية والتقنية التي يشهدها العالم، فالدولة تعمل بشكل متواصل على توظيف أحدث المعارف التي أنتجتها الثورة التكنولوجية في المجالات كافة، ومنها قطاع الطيران، الذي تراه ركيزة أساسية لدعم مسيرة التنمية الوطنية الشاملة.
وأكد المزروعي أن "شركات الطيران الإماراتية تحولت إلى محرك رئيسي في قطاع صناعة الطيران عالميا، وذلك من خلال توسعها الدائم في طلب الطائرات وتشغيلها من عملاقي الصناعة العالميين "بوينغ" و"إيرباص"، حيث رفعت طلبيات الشركات ومنها "طيران الإمارات" حدة المنافسة بين عملاقي الصناعة على مستوى العالم من خلال حجم الطلبيات المؤكدة التي وصلت حتى الآن إلى نحو 138 مليار دولار بقيمة 281 طائرة موزعة بين إيرباص وبوينغ في حين وصل حجم أسطول الناقلة إلى أكثر من 233 طائرة بين إيرباص وبوينغ".
وأضاف أن طائرة "أنتيبود" الخارقة إذا دخلت حيز التطبيق بالفعل، لن تتوانى شركات الطيران على ضمها إلى أسطول طائراتها المميزة.
وأكد المرزوعي أن "تصميم مثل هذه الطائرة يتطلب الكثير من البحث والتأني بسبب المشاكل التي يمكن أن تواجه مصنعي هذه الطائرة وبالأخص فيما يتعلق بحمايةالمسافرين من التأثر بانعدام الجاذبية داخل طائرة تسير بمثل هذه السرعة، وهو ما قد يؤثر على الركاب".
مشاكل وحلول
ونقلت مجلة "فوربس" عن مصمم الطائرة "بومباردييه" قوله إن تصميم الطائرة الأولى "سكريمر" واجه العديد من العيوب، وهي الضجة الكبيرة لحظة اختراق حاجز الصوت، ثم الحرارة العالية التي تتراكم على مقدمتها وأجنحتها عند تعجيل السرعة، وهو ما أقر به المهندس لاحقًا.
بعد ذلك بفترة قصيرة اتصل ببومباردييه مهندس ومسؤول هندسي سابق في وزارة الدفاع يدعى جوزيف هازلتاين، واقترح عليه استخدام تقنية هوائية جديدة تحمل اسم إيل بي إم (LPM)، وهو ما دفع المصمم إلى وضع تصميم جديد مختلف تمامًا يحمل اسم أنتيبود.
"أنتيبود" تتخطى العقبات
وتعتبر هذه الطائرة الفخمة أسرع من الطائرة "كونكورد" باثنتي عشرة مرة وأسرع من "سكريمر" بمرتين، وبإمكانها نقل عشرة أشخاص لمسافة 20 ألف كيلومتر في أقل من ساعة.. وقال بومباردييه لفوربس "أردت أن أصمم طائرة قادرة على الطيران بسرعة غير مسبوقة".
وأنتيبود وضعت بالتعاون مع مؤسس شركة لوناتك كونسيبتز، آبيشك روي، ومن شأنها أن تكون قادرة على الإقلاع من أي مطار بفضل صواريخ تربط بأجنحتها، تمنحها زخمًا كافيًا لتمكينها من الارتفاع مسافة 40 ألف قدم في الهواء، ثم تنفصل عنها، فيما يبدأ جهاز الكومبيوتر الموجود في الطائرة بتشغيل المحرك النفاث الذي يزيد سرعة الطائرة إلى 24 ماخ... وفي مقدمة الطائرة توجد فتحة تقوم بتوجيه الهواء بطريقة تقلل من درجة حرارة سطح الطائرة، ومن الضجة التي تصدر عادة عند اختراق حاجز الصوت.
وقال بومباردييه إن في الإمكان أيضًا تزويد حواف الأجنحة بفتحات تساعد على تحرك الهواء، وهو ما يؤدي إلى تقليل درجة الحرارة على السطح الخارجي للطائرة... ويقول المصمم إن أصعب جزء من بناء الطائرة يتعلق بالمحرك النفاث، وهو ما تقوم وكالة الفضاء الأميركية ناسا بمحاولة إنتاجه حاليًا.
ووفقا للمصمم سيمكن الوصول من
نيويورك إلى لندن بـ 11 دقيقة.
نيويورك إلى باريس بـ 12 دقيقة
نيويورك إلى طوكيو بـ 22 دقيقة
نيويورك إلى دبي بـ 22 دقيقة
نيويورك إلى شنغهاي بـ 24 دقيقة
ومن نيويورك إلى هونغ كونغ بـ 26 دقيقة
ومن نيويورك إلى سيدني بـ 32 دقيقة