"الأقصى 2016" .. خطة إسرائيلية ثلاثية الأبعاد لإحكام السيطرة
دعوات للمجابهة بالوجود والتوحد والقرار العربي
تحذيرات فلسطينية نبَّهت إلى خطورة مخطط إسرائيلي ثلاثي الأبعاد يستهدف المسجد الأقصى خلال عام 2016
حذر مركز متخصص في شؤون القدس، من مخطط إسرائيلي ثلاثي الأبعاد يستهدف المسجد الأقصى خلال عام 2016، وهو الأمر الذي أكده مسؤول مقدسي لـ"بوابة العين"، داعيًا إلى مجابهة ثلاثية له بالوجود المقدسي والتوحُّد الفلسطيني والقرار العربي الإسلامي.
وقال المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى، إنه خلص من استقراء مجريات وتطور الأحداث في المسجد الأقصى خلال عام 2015 مقارنة بالسنوات الست السابقة التي تقلد فيها بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وأن عام 2016 مرشح لأن يكون حافلًا باستهداف الأقصى على ثلاثة محاور رئيسية.
المحور الأول: مشاريع التهويد:
وأوضح المركز في تقرير له، اليوم الخميس، تلقَّت "بوابة العين" نسخةً منه، أن المحور الأول يتمثل في تكثيف تنفيذ وتخطيط المشاريع التهويدية العملاقة حول الأقصى، والثاني يتمثل في تعميق الحفريات أسفله وزيادة الكنس والمتاحف، في حين يبيِّن المحور الثالث سعي الاحتلال لتكريس الاقتحامات الدينية اليهودية للمسجد.
وأكد مدير الأملاك الوقفية في القدس، الدكتور ناجح بكيرات، في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين"، خطورة المحاور الثلاثة، معتبرًا أنها تأتي تكريسًا لخطة إسرائيلية موضوعة منذ عام 2000 تُعرف باسم خطة 20/20.
وحذَّر المركز الإعلامي للقدس بأن المحاور الثلاثة إن وقعت، "ستفاجئ الجميع بتعميق وتوسع انتفاضة القدس، التي انطلقت انتصارًا للمسجد الأقصى والقدس والمقدسات والحرمات".
وفيما يتعلق بالمحور الأول، أوضح أن الحكومات الإسرائيلية التي ترأسها نتنياهو، ركَّزت في مشاريعها التهويدية على الأقصى ومنطقة البراق وسلوان، حيث شهد عام 2015 إنجازًا احتلاليًّا كبيرًا في بناء المشروع التهويدي "بيت شطراوس" في كتف جسر أم البنات الملاصق لساحة البراق، ومنها افتتاح مركز شرطي عملياتي متقدم ومكاتب تشغيل، بالإضافة إلى حمامات ومغتسلات.
وبحسب معطيات ومخططات تهويديها بهذا الخصوص، كشف المركز الإعلامي، أن الاحتلال سيواصل أعماله لإتمام "بيت شطراوس" ليكون أحد المعالم الحديثة التي تهوِّد محيط الأقصى.
وفي السياق نفسه، شهدت نهاية عام 2015 المصادقة على مخطط "بيت الجوهر التهويدي" -ثلاث طبقات قبالة المسجد الأقصى في أقصى ساحة البراق الغربية- بعد نقاش طويل استمر لنحو ثماني سنوات.
ووفقًا للمركز فإنه "من المرجح أن يسارع الاحتلال في نشر عطاءات تنفيذية قريبًا للبدء في هذا المشروع المدعوم على جميع الأصعدة من قبل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وحسب "كيوبرس"، فإن خطوات الاحتلال التهويدية في 2015 وبدايات العام الحالي، توضح اهتمام أذرع الاحتلال في إقامة المشروع التهويدي العملاق في الجهة الجنوبية للأقصى في مدخل حي وادي حلوة - سلوان، وهو ما عرف بمشروع "الهيكل التوراتي"، بارتفاع سبعة طوابق، وهناك ضغط حكومي مباشر ومتكرر للمصادقة عليها بصورته المكبّرة، ومن المتوقع أن يتم ذلك في الأشهر القريبة من هذا العام.
ويُضاف إلى ذلك ملف نقل الصلاحيات التشغيلية الإدارية لمنطقة القصور الأموية جنوب الأقصى، إلى جمعية "إلعاد" الاستيطانية، ما يعطي المزيد من إمكانية تنفيذ وتخطيط مشاريع تهويدية عملاقة مثل مشروع "ديفيدسون – الحديقة الأثرية".
وأضاف: "إذا ربطنا كل ما ذُكر أعلاه، فما تم الإعلان والاتفاق عليه خلال الجلسة الأولى لحكومة نتنياهو الأخيرة وسط 2015، وإقرار مبدئي لميزانيات ضخمة لمشاريع تهويدية لمنطقة البراق، والتبني المبدئي لخطة رئيس بلدية الاحتلال في القدس بخصوص المدينة؛ يؤكد أن تنفيذ وتخطيط مشاريع تهويدية عملاقة حول الأقصى سيكون محل عناية ومتابعة عام 2016، خاصة أنه يستعد لاحتفال اليوبيل لاحتلال شرقي القدس والأقصى في عام 2017.
المحور الثاني: الحفريات:
وبما يتعلق بالمحور الثاني، أكد المركز أن الاحتلال ركَّز على مناطق محددة للحفريات في السنوات الأخيرة، والعام الماضي، تمثلت في توسيع وتعميق الحفريات أسفل أساسات المسجد في الزاوية الجنوبية الغربية للحائط الجنوبي، وكذلك في حفريات وادي حلوة/سلوان المتجهة والمتصلة بالحفريات أسفل المسجد من الناحية الغربية.
وتوقع أن يشهد عام 2016 مزيدًا من التركيز عل توسيع وتعميق مواقع هذه الحفريات وتكثيف استعمالاتها ككنس ومزارات ومتاحف يهودية في باطن الأرض تصب في حيِّز تمرير الرواية التلمودية.
المحور الثالث: الاقتحامات:
ويتضح من دراسات إحصائية نشرت حول أعداد المقتحمين وتدنيسهم للأقصى، بالإضافة إلى إجراء مقارنات ومقاربات للعديد من هذه الإحصائيات؛ أن عدد المقتحمين في عهد حكومات نتنياهو من عام 2009-2015 قد تضاعف بشكل كبير جدًّا.
وبحسب مصادر إسرائيلية فقد تضاعف العدد بأكثر من 200% في الفترة المذكورة، وبنسبة أكبر وفق مصادر إعلامية تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية.
في حين تؤكد إحصائيات ميدانية أجرتها عدة جهات بحثية، ومؤسسات سابقة كانت تعنى بشؤون الأقصى كـ"مؤسسة الأقصى" و"مؤسسة عمارة الأقصى" أن النسبة تضاعفت بنحو 300%، وهنا الفارق في الإحصائية عدديًّا وليس مبدئيًّا، بحيث لم يتم احتساب سوى عدد المستوطنين المقتحمين، واستُثنيت الاقتحامات اليهودية بلباس مدني لا ديني، أو اقتحامات جنود الاحتلال بلباس عسكري أو المخابرات.
وتشير إحصائية "كيوبرس" إلى أن عدد المقتحمين في 2009 بلغ نحو 5500 مقتحم، وفي 2015 نحو 14074 مقتحمًا.
وأشار إلى أنه من المرجح أن يبدأ العمل على تسويق الاقتحامات وكأنها ليست مجرد زيارات عددية، بل هي زيارات تحتوي على مضامين تعبدية بغلاف حقوق الإنسان في حرية العبادة، وسيحاول الاحتلال استغلال واستثمار تفاهمات "كيري" الأخيرة حول الأقصى لتمرير مثل هذه الاقتحامات الدينية اليهودية.
وقال المركز "وفي المجمل، فإن هذه الملفات الثلاث الاقتحامات، الحفريات والتهويد، تشير إلى إصرار الاحتلال على السعي قدمًا في تعميق استهداف المسجد الأقصى، وتشكل في مجموعها خطرًا داهمًا عليه".
خطة إحكام السيطرة:
من جهته، حذَّر مدير الأملاك الوقفية بالقدس، ناجح بكيرات، من خطورة هذه المعطيات، مشددًا على أن كل المؤشرات تشير إلى أن عام 2016 يحمل مخططات إسرائيلية خطيرة تستهدف المسجد الأقصى، وأن هناك مساعي خطيرة إسرائيلية لفرض أمر واقع جديد وتغيير الأمر الواقع الحالي في المسجد.
وقال بكيرات لـ"بوابة العين": إن "ما يجري اليوم هو نتائج لخطة 20/20 وخطة 20/40 التي أقرها الاحتلال الإسرائيلي لتكريس الوجود اليهودي في القدس وإحكام السيطرة على المسجد الأقصى".
وأشار إلى أن كرة الثلج الإسرائيلية تتدحرج ولم يعد المستوطنون يكتفون بالاقتحام أو حتى إقامة الصلوات التلمودية، بل بتنا نسمع أصوات تنادي بهدم المسجد الأقصى، كما تفعل جماعة "عائدون من أجل الهيكل" اليهودية المتطرفة.
آلية المجابهة:
وشدد على أن الحفريات الإسرائيلية موجودة منذ سنوات، ولكنها تتعمق في الآونة الأخيرة ضمن سياسة التهويد وفرض الأمر الواقع، داعيًا إلى مجابهة ذلك بثلاثية مضادة تتمثل في تكثيف الوجود الفلسطيني بالمسجد والرباط داخله، والثاني قرار فلسطيني موحد بتبني المقاومة في وجه الاحتلال والتصدي لسياسته، والأمر الثالث حاضنة عربية إسلامية لهذا الحراك مع تحرك فعلي في وجه ممارسات الاحتلال.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز