رسائل محمد بن زايد للشباب.. خارطة المستقبل
5 رسائل وجهها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى الشباب في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الـ51 للاتحاد.
رسائل تعكس اهتماما استثنائيا من القيادة الإماراتية بالشباب وحرصها على تطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم، وتحفيزهم على العلم والمعرفة، باعتبار أن الشباب المتعلم والمؤهل أهم عناصر الثروة الوطنية، والعامل الأساسي للسبق في السير نحو المستقبل.
رسائل تعبر أيضا عن الثقة بقدرات الشباب بعد أن "أثبتوا جدارتهم في كل ميادين العمل الوطني"، وتؤكد الاعتماد عليهم في المرحلة المقبلة في تاريخ الدولة من أجل "تحقيق أهدافنا التنموية الكبرى".
وإضافة لشباب دولة الإمارات، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة لشباب العالم من أرض التسامح، مؤكدا أن دولة الإمارات "ستظل جاذبة للمواهب والكفاءات والعقول النيرة من كل أنحاء العالم ومرحبة بكل يد تبني وتبدع".
وترسم الرسائل بشكل واضح ومحدد دور الشباب في النهوض بمستقبل أكدت القيادة الإماراتية أنه سيكون "أفضل وأكثر إشراقا وعزة".
كما تحدد حقوقهم وواجباتهم ضمن خارطة طريق رسمها لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد، أكد أنها "مرحلة عمل ومثابرة وإنجاز وتنافس"، وأن عنوانها الأساسي "هو مضاعفة الجهد والعطاء، وإعلاء قيمة العمل والكفاءة والتفاني في أداء الواجب، محذرا من أنه في تلك المرحلة "لا مجال للتهاون أو التراخي".
واليوم الجمعة، تحتفل دولة الإمارات بعيد الاتحاد 51، في أول يوم وطني في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي تولى الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وبالمناسبة، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلمة خص فيها الشباب بعدة رسائل.
اهتمام استثنائي
الرسالة الأولى أكد فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن "الشباب يحظون باهتمام استثنائي في رؤيتنا لحاضر بلدنا ومستقبلها، لأنهم يمثلون طاقة خلّاقة لصنع التنمية والتقدم".
وفي هذا الصدد أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنه سيتم "إحداث طفرة نوعية في مخرجات العملية التعليمية من خلال الارتقاء بالتعليم"، و"التركيز على مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة، واستثمار الفرص التي تتيحها هذه المجالات لمصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية".
اهتمام يأتي في ظل استراتيجية القيادة الإماراتية لتمكين الشباب باعتبارها أولوية قصوى، حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التأكيد عليها في مرات عدة.
وتعد الإمارات نموذجاً يحتذى في تمكين الشباب، الأمر الذي عزز من الهوية الوطنية وروح الانتماء والقيادة لديهم، وتقوم سياسة دولة الإمارات على الاستثمار في الإنسان خاصة الشباب كونهم الثروة والرافد الأساسي لمسيرة التنمية المستدامة.
وخصص مجلس الوزراء الإماراتي منصبا لوزير الدولة للشباب، كما يشغل حاليا ما يزيد عن 600 شاب وشابة مناصب قيادية في مختلف الجهات الحكومية الاتحادية، فيما تعد دولة الامارات من أوائل الدول التي عملت على مأسسة عملية تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المسارات التنموية.
وبالسنوات الماضية، اتخذت الإمارات مجموعة من الخطوات لتفعيل مشاركة الشباب وتعزيز روح القيادة لديهم وفي مقدمتها اعتماد مجلس الوزراء في عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب.
وبعد إعلان تشكيل مجلس الإمارات للشباب، تم إعلان تشكيل سبع مجالس محلية للشباب على مستوى الإمارات السبع لتكون صوتاً للشباب على مستوى دولة الإمارات، كما تم إطلاق المجالس المؤسسية التي تعمل كأذرع تمثيلية للشباب في كافة مؤسسات القطاع الخاص والعام في الدولة.
وفي 2018، اعتمدت حكومة دولة الإمارات إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب التي تضطلع بمهمة التنسيق مع مجالس الشباب المحلية بهدف وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في دولة الإمارت وضمان توافق أهداف وخطط واستراتيجيات وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة للدولة في مجال الشباب.
وتبرز المؤسسة الاتحادية للشباب، ومنصة فرص الشباب الإماراتي، والمختبر التفاعلي للشباب كنوافذ رسمية للشباب الإماراتي لتعزيز حضورهم ومشاركتهم.
وأصدر مجلس الوزراء في يونيو/حزيران 2019 قراراً بإلزامية إشراك أعضاء من فئة الشباب الإماراتي في مجالس إدارات الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية، بما لا يقل عن عضو واحد، وممن لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً.
كما أطلقت الحكومة منصة إلكترونية خاصة تتبع مجلس الوزراء لإتاحة الفرصة للشباب الإماراتي الراغب في التسجيل والتقديم عبر الموقع.
وفي 3 فبراير/شباط 2020، اعتمد مجلس الوزراء اختيار 33 من الشباب المتقدمين في عضوية مجالس إدارات الجهات الاتحادية، لتعزيز المشاركة الشبابية في تطوير حلول لمختلف الملفات والقضايا الوطنية.
وأطلقت الإمارات في أبريل/نيسان الماضي "المسح الوطني للشباب" الذي يهدف إلى قياس مستوى النضج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي للشباب في دولة الإمارات، إضافة إلى جمع البيانات المتعلقة بفئة الشباب في مختلف قطاعات دولة الإمارات، ووضعها في متناول صناع القرار والمعنيبن والباحثين، لمساعدتهم بشكل علمي على تبنّي السياسات والاستراتيجيات للارتقاء بجودة حياة الشباب ودعم احتياجاتهم وبناء قدراتهم والاستثمار في مهاراتهم.
ثقة كبيرة
الرسالة الثانية تعبر عن ثقة القيادة بالشباب بعد أن "أثبتوا جدارتهم في كل ميادين العمل الوطني خلال السنوات الماضية".
ثقة لا يفوت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مناسبة للتعبير عنها، ففي 15 يونيو/حزيران الماضي، وخلال استقباله فريق عمل مهمة الإمارات لاستكشاف القمر والتي تشكّل استكمالاً لاستراتيجية دولة الإمارات الطموحة في استكشاف الفضاء الخارجي، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ثقته بقدرة شباب الوطن الوصول لآفاق علمية جديدة تعزز ريادة دولة الإمارات في مجالات الفضاء.
وتحتفل دولة الإمارات بيومها الوطني على وقع انتظار تحقيق إنجاز تاريخي جديد في قطاع الفضاء بإطلاق المستكشف "راشد" إلى سطح القمر ، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
والاختبارات العلمية التي يجريها المستكشف راشد خلال مهمته ستساهم في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات.
فخر بشباب دولة الإمارات والثقة بقدراته لطالما حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على التعبير عنها، وهو ما تحدث عنه قبل شهر في كلمة وجهها إلى أبنائه وإخوانه شعب دولة الإمارات والمقيمين على أرضها في 13 يوليو/تموز الماضي.
وحينها، سلط خلالها الضوء على منهج دولة الإمارات على مختلف الأصعدة وما تتطلع إلى تحقيقه خلال العقود المقبلة، وحملت الكلمة رسالة فخر بشباب دولة الإمارات، واعتبرهم ثروة متميزة، وأشاد بجهودهم في تعزيز سمعة بلادهم الطيبة.
وقال في هذا الصدد: "تمتلك دولة الإمارات ثروة متميزة من القوى العاملة الفتية والشابة".
وفي موضع آخر من الخطاب قال: "اكتسبت دولة الإمارات سمعة طيبة إقليمياً ودولياً بجهود شبابها وشاباتها الذين نفتخر فيهم داخل دولة الإمارات وخارجها".
مهمة ورسالة
الرسالة الثالثة ترتبط بسابقتيها، وتؤكد فيها القيادة الإماراتية الاعتماد على الشباب في المرحلة القادمة لتحقيق التنمية، قائلا: "نعوِّل عليهم في تحقيق أهدافنا التنموية الكبرى خلال العقود القادمة".
الرسالة ذاتها أكدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال استقباله وفدا من الشباب يمثلون مختلف الجهات بمناسبة اليوم الدولي للشباب في 12 أغسطس/آب الماضي، حيث أكد أنه "في اليوم الدولي للشباب أدعو شبابنا إلى مزيد من الجهد والعطاء لأننا ننتظر منهم الكثير ونعوّل عليهم في السباق نحو المستقبل".
أما الرسالة الرابعة فجاءت تحفيزية للشباب للإقبال على تطوير قدراتهم ومهاراتهم، مؤكدا أنه في المرحلة المقبلة "يترسخ الاعتماد على الشباب المتعلم والمؤهل كونه أهم عناصر الثروة الوطنية، والعامل الأساسي للسبق في السير نحو المستقبل".
فبعد التجربة الإماراتية المهمة في تمكين الشباب وإمدادهم بالعلوم والمعارف والخبرات، وثقة القيادة بهم وحرصهم على العمل والعطاء، ستكون النتيجة الحتمية التي تنتظرها البلاد الوصول إلى "شباب متعلم ومؤهل".
ورفعت القيادة الإماراتية سقف المهام المطلوبة من الشباب إلى إشراكهم في "السبق بالسير نحو المستقبل"، والذي بدا واضحاً من خلال أهم مشاريع على مستوى المنطقة في قطاعات الفضاء والاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وشكلت الكفاءات الإماراتية الشابة من العلماء والخبراء أهم مكتسبات مشروع "استكشاف القمر، و"مسبار الأمل" لاكتشاف المريخ، ومحطات براكة النووية.
إلى شباب العالم
أيضا وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة ترحيب بشباب العالم من "المواهب والكفاءات والعقول النيرة" للمساهمة في مسيرة التنمية، وهي تعد أيضا رسالة تحفيزية لشباب العالم لتطوير قدراتهم ضمن استراتيجيته التي تعزز الإخوة الإنسانية.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد :"ستظل بلادنا جاذبة للمواهب والكفاءات والعقول النيرة من كل أنحاء العالم، ومرحبة بكل يد تبني وتبدع، للمساهمة في مسيرة تنميتنا، والعمل والعيش على أرضنا في كرامة وتسامح ومحبة".
نهج وقيم كانت دافعا للشباب العربي لاختيار دولة الإمارات للعام الـ11 على التوالي كبلد يرنو للعيش فيه ويريد لبلدانه أن تقتدي به.
تتويج دولة الإمارات كوجهة مفضلة لدى الشباب العربي، جاء حسب استطلاع أصداء "بي سي دبليو" الرابع عشر لرأي الشباب العربي، الصادر في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
نتائج تعكس في مضمونها مكانة دولة الإمارات في قلوب الشباب العربي، وشهادة صادقة منهم بأن توجهات قيادتها وإنجازاتها جعلت الإقامة والعمل في "دار زايد" حلما جميلا يتمنون تحقيقه.