في عيد الاتحاد الـ51.. الإمارات مصدر إلهام متجدد للعالم
مع احتفال دولة الإمارات بمرور 51 عاما على تأسيسها "يوم الاتحاد الـ51"، تمكنت من أن تكون مصدرا ملهما في صناعة الطاقة المتجددة.
وتواصل دولة الإمارات جهودها محليا ودوليا للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، وهو الأمر الذي جعلها قادرة على بناء نموذجا فريدا بداخلها، وعمدت إلى نشره حول قارات العالم الخمس على مدار أكثر من عقد.
وسعت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العام الحالي لاستكمال ما بدأته من تنفيذ مخططاتها المحلية بشأن محاربة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة على المستوى المحلي، ولم تكتف بهذا الأمر فقط بل قادت حملات دولية ونظمت فعاليات للتذكير بأهداف المناخ، بحسب بيانات شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر".
خطوات على الطريق
وتمكنت دولة الإمارات من قطع خطوات بارزة تجاه التحول للطاقة المتجددة والسعي نحو التنمية المستدامة فقبل نحو شهر واحد وقعت على اتفاقية باستثمارات 100 مليار دولار مع الولايات المتحدة في قطاع الطاقة المتجددة منذ نحو شهر.
ووفق الاتفاقية، سيقوم اثنان من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم (دولة الإمارات والولايات المتحدة) بعقد التزام كبير واتخاذ إجراءات لدفع عملية تحول الطاقة. وستسفر الشراكة عن إنتاج 100 جيجاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.
وستعمل الاتفاقية الاستراتيجية على استكشاف أفق الاستثمار في الطاقة النظيفة ودعم الاقتصادات الناشئة؛ وستدعم الشراكة في تحول الطاقة العمل المناخي، فيما ستعزز أمن الطاقة عالميا وكذلك القدرة على تحمل التكاليف.
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، واحدة من دول قليلة حول العالم التي تملك 5 مصادر مختلفة للطاقة الكهربائية، إلى جانب الطاقة التقليدية، كإحدى أدوات تحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة.
والمصادر الخمسة هي: الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، الطاقة الكهرومائية، توليد الطاقة من النفايات، والطاقة النووية.
تشغيل محطة براكة 2 و3
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن ربط المحطة الثالثة من ضمن المحطات الأربع في براكة بشبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأعلنت عن إنتاج أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة من ثالث محطات براكة الأربع، وذلك بعد بدء تشغيلها من قبل شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة.
وتضيف المحطة الثالثة في براكة فور تشغيلها بشكل تجاري 1400 ميجاواط أخرى من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لشبكة دولة الإمارات، في خطوة تعد غاية في الأهمية لضمان أمن الطاقة واستدامتها في دولة الإمارات العربية المتحدة ومواجهة التغير المناخي، وهما من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم.
وفي مارس/آذار الماضي أعلنت دولة الإمارات، نجاح تشغيل المحطة الثانية من محطات الطاقة النووية بمنطقة براكة في أبوظبي.
ومع التشغيل التجاري للمحطتين الأولى والثانية في براكة وإنتاج كهرباء صديقة للبيئة على مدار الساعة، ومع اقتراب المحطة الثالثة أكثر من التشغيل التجاري خلال الأشهر المقبلة، فإن محطات براكة تشكل ركيزة أساسية لاستراتيجية دولة الإمارات الخاصة بالحياد المناخي، من خلال قيام المحطات بدور ريادي في تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الإمارات.
ويُعد قطاع الطاقة النووية جزءًا حيويًا من محفظة الطاقة الصديقة للبيئة في دولة الإمارات والتي تتضمن مصادر متعددة خالية من الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي يضمن موثوقية وكفاءة ومرونة شبكة كهرباء دولة الإمارات على مدار الستين عامًا القادمة على الأقل.
مشاريع صناعية في مسار الطاقة المتجددة
وفي يونيو/حزيران الماضي أعلنت الإمارات العالمية للألمنيوم، عزمها إنشاء مشروع لتصنيع السيليكون المعدني في دولة الإمارات.
وذكرت أكبر شركة صناعية في دولة الإمارات العربية المتحدة خارج قطاع النفط والغاز أن تأسيس هذا المصنع يأتي من أجل توفير إمدادات المادة الخام الرئيسية اللازمة لصناعة "الألمنيوم العالي الجودة"، مما يسهم في تعزيز القطاعات الاقتصادية الجديدة في دولة الإمارات بما يتماشى مع "مشروع 300 مليار" و"اصنع في الإمارات".
ويُعتبر السيليكون المعدني من المواد الخام الأساسية في العديد من القطاعات، حيث يدخل في تصنيع العديد من المنتجات مثل المواد اللاصقة والعدسات اللاصقة والسيليكون فائق النقاء اللازم لصناعة الخلايا الكهروضوئية الشمسية وأشباه الموصلات.
ومن المتوقع أن تصبح دولة الإمارات من أكبر أسواق الخلايا الكهروضوئية بفضل خططها الطموحة لتعزيز قطاع الطاقة الشمسية، مما يتماشى مع رؤية الإمارات العالمية للألمنيوم والتي تهدف إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة. كما يمكن أن يسهم إنتاج السيليكون المعدني محلياً في تعزيز سلسلة القيمة لقطاع الخلايا الكهروضوئية الشمسية في دولة الإمارات.
نجاحات خارجية عبر شركة مصدر
ولا يرتكز إلهام دولة الإمارات في قطاع التحول نحو الطاقة المتجددة على النجاحات التي حققتها بالدخل فقط، ولكن ايضا يمتد لجهودها العالمية من أجل نشر الطاقة المتجددة عالميا عبر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر".
وخلال الشهر الماضي أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، عن توقيع اتفاقية تطوير مشتركة مع شركة الطاقة الحكومية التركمانية "تركمان انيرجو".
وذلك لتطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 100 ميجاواط، ليكون أول مشروع لشركة "مصدر" في تركمانستان.
وفي سبتمبر/آيلول الماضي وأعلنت "مصدر" عن إتمام عملية الإغلاق المالي لمشروع محطة زارافشان لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات، والتي تعد أول محطة طاقة رياح تقام على مستوى المرافق الخدمية في أوزبكستان.
كما أعلنت مصدر بداية العام الحالي عن إطلاق مشروع مشترك مع شركة إندونيسية لتوفير حلول الطاقة المتجددة.
ولقد مكنت مثل تلك المشاريع "مصدر" من تحقيق زيادة ملحوظة بنسبة 40% في القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها للطاقة النظيفة في عام 2021.
وأظهر تقرير الاستدامة السنوي للشركة لعام 2021 ارتفاعا في قدرة توليد الكهرباء لجميع المشاريع التي استثمرت مصدر فيها، سواء أكانت قائمة أو قيد التطوير، من 10.7 جيجاواط إلى أكثر من 15 جيجاواط في عام 2021.
وتأسست مصدر عام 2006، وتقوم بتطوير مشاريع الطاقة المتجددة على نطاق تجاري وخارج الشبكة، إذ تنشط في أكثر من 35 دولة حول العالم.
اتفاقية الـ100 مليار دولار.. الإمارات عرّابة عالمية في الطاقة المتجددة
وفي خضم جهودها الدولية لنشر نموذجها الملهم في الطاقة المتجددة ومواجهة تغير المناخ ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العام المقبل عاصمة قمة الأمم المتحدة للمناخ "COP 28" لاستضافة أعمال الحدث التي يتوقع أن يكون الأبرز، بعد قمة فرنسا التي تمخض عنها اتفاق باريس للمناخ في ديسمبر/كانون الأول 2015.
كل تلك الجهود تظهر إصرار دولة الإمارات على أن تكون نموذج ملهلم في قطاع الطاقة المتجددة رغم أنها تحتل المرتبة الخامسة عالميا كأكبر دولة تملك احتياطي نفطي مؤكد بـ 107 مليارات برميل، من تنويع مصادر الطاقة لديها.
ودولة الإمارات اليوم التي تعد حاليا ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، بمتوسط إنتاج 3.5 مليون برميل يوميا في الظروف الطبيعية، تملك أكثر من 4 مصادر غير أحفورية لتوليد الطاقة الكهربائية بعيدا عن النفط والغاز والفحم.
وتتنوع مصادر الطاقة الحالية والمستقبلية حتى 2050، بين النفط والغاز والطاقة المتجددة كالشمس والرياح والكهرومائية، إضافة إلى الطاقة الجديدة النووية، عبر محطة براكة التي تعدّ الأكبر من نوعها في العالم.
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA==
جزيرة ام اند امز