عيد الاتحاد الـ51 في الإمارات.. جهود رائدة لتعزيز التضامن الخليجي
تحتفل دولة الإمارات، اليوم الجمعة، بعيد الاتحاد الـ51، فيما تواصل جهودها لتعزيز التضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس بها قبل 41 عاما.
ويعد عيد الاتحاد الـ51 هو أول يوم وطني في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ، الذي تولى مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عقب توليه رئاسة دولة الإمارات المسيرة التي بدأها المغفور له والده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأكملها أخوه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تعزيز مسيرة التضامن الخليجي.
رسالة مهمة
وآثر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الــ51 للدولة التأكيد على حرص بلاده على تعزيز التضامن العربي والخليجي، مؤكدا أن هذه الدول تمتلك من إمكانات التقارب والتكامل التي ربما لا تتوفر لغيرها في مناطق العالم الأخرى.
وقال في هذا الصدد "في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة تدرك دولة الإمارات أهمية تعزيز الشراكات العربية-العربية بما يعود بالخير على الشعوب العربية، ويسهم في استثمار الموارد والقدرات العربية من أجل تنمية يستفيد منها الجميع".
وتابع "إن التحولات في العالم خلال السنوات الأخيرة أكدت أهمية تعزيز جميع مظاهر التعاون الإقليمي بين الدول التي تنتمي إلى منطقة واحدة أو نطاق جغرافي واحد كما هو الحال بالنسبة للدول العربية عامة أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاصة، حيث تمتلك هذه الدول من إمكانات التقارب والتكامل التي ربما لا تتوفر لغيرها في مناطق العالم الأخرى".
وبين أن "دولة الإمارات تعمل بالتعاون مع أشقائها على تعزيز التكامل العربي على أسس جديدة تتسم بالفاعلية والواقعية وتستند إلى المصالح المشتركة وتنطلق من التعاون الاقتصادي والتنموي، وتستهدف، في المقام الأول، رخاء الشعوب وتنميتها".
مباحثات ولقاءات
سياسة يترجمها بالفعل على أرض الواقع، عبر المباحثات المتواصلة والزيارات المتبادلة لتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وتأتي احتفالات الإمارات باليوم الوطني بعد أيام من مباحثات هاتفية بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هنأ خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قطر على افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، مؤكداً دعم الإمارات لقطر ومساندة جهودها في استضافة البطولة.
من جانبه، عبر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تهنئته، متمنياً للشيخ محمد بن زايد آل نهيان موفور الصحة والعافية، ولدولة الإمارات مزيداً من التقدم والرخاء.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد حضر حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تلبية لدعوة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وفي إطار العلاقات الأخوية بين الدولتين والروابط الوثيقة بين الشعبين الشقيقين.
وجاءت مباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ تميم بعد أسبوع من لقاء جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي على هامش قمة العشرين في إندونيسيا.
وتبادل الجانبان خلال اللقاء الأحاديث الودية، وبحثا العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك والموضوعات والملفات المطروحة على أجندة قمة مجموعة العشرين.
وفي الـ10 من الشهر نفسه، قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة للبحرين أجرى خلالها مباحثات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتبادل الجانبان خلال اللقاء الأحاديث الأخوية الودية التي تعبر عن العلاقات المتجذرة بين دولة الإمارات ومملكة البحرين وشعبيهما الشقيقين والحرص المشترك على ترسيخها بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويلبي تطلعاتهما إلى مزيد من التقدم والتنمية.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال الزيارة المرحلة الختامية من التمرين الإماراتي-البحريني المشترك لمكافحة الإرهاب "جلمود 3".
ووقع البلدان في بداية التمرين.. مذكرة تعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
جاءت تلك الزيارة بعد أسابيع من زيارة دولة تاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لسلطنة عمان في 27 و28 سبتمبر/أيلول الماضي، أجرى خلالها مباحثات مع سلطان عمان هيثم بن طارق، شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين، بما حملته من دلالات ورسائل مهمة وما أسفرت عنه من نتائج.
فقيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة دولة إلى سلطنة عمان، التي تعد أرفع أنواع الزيارات الرسمية، أبرز قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين التي تستمد جذورها من التاريخ المشترك وحسن الجوار وعمق صلات المودة التي تجمع بين شعبي البلدين.
وتم خلال الزيارة توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، من أبرزها اتفاقية تعاون بشأن مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين، باستثمارات إجمالية للمشروع بقيمة 3 مليارات دولار.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد أجرى مباحثات مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت على هامش "قمة جدة للأمن والتنمية" في المملكة العربية السعودية 16 يوليو/تموز الماضي.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وسبل تطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ويعزز العمل الخليجي المشترك.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر في عدد من القضايا والمستجدات التي تهم البلدين.
زيارات ومباحثات على مستوى القادة تأتي ضمن عشرات الزيارات التي جرت على مدار العام الجاري بين مسؤولي دولة الإمارات ومختلف دول مجلس التعاون الخليجي، شهدت مشاورات ومباحثات لتعزيز التعاون بين دولة الإمارات ومختلف دول مجلس التعاون على مختلف الأصعدة.
علاقات تاريخية
شراكة قوية أضحت معها الأيام الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي مناسبة عزيزة واحتفالية مشتركة، تجمع قلوب شعوب الخليج وتجسد العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر والمصير المشترك الذي يجمعهما والمستقبل الواعد لتلك العلاقات.
ويحمل اليوم الوطني لدولة الإمارات أهمية خاصة، نظرا لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في العاصمة الإماراتية أبوظبي 25 مايو/أيار 1981.
ومنذ أول قمة خليجية عقدت بدعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، في أبوظبي مايو/أيار 1981، وتم خلالها الاتفاق رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومرورا بالقمة الـ42 التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وحتى اليوم، تقوم دولة الإمارات بجهود استثنائية للحفاظ على مجلس التعاون.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات، التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عام 1981، حريصة منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لشعوب المجلس.
مبادرات وإنجازات
وأسهمت دولة الإمارات في تعزيز الأخوة الخليجية، ليس فقط عبر القمم الخليجية التي استضافتها والتي كانت محطات فارقة في تاريخ دول الخليج، بما نتج عنها من قرارات لصالح دعم الأمن والازدهار والاستقرار في المنطقة وتحقيق الرفاهية لشعوبها، وإنما من خلال كل إنجاز تحققه على أي صعيد.
وظهر ذلك جليا في جهودها لنقل تجربتها الرائدة في مجال علوم الفضاء للدول العربية والخليجية، عبر مبادرة "المجموعة العربية للتعاون الفضائي" التي أطلقتها دولة الإمارات في عام 2019 وتتخذ من أبوظبي مقراً لها، وتستهدف تشجيع وتفعيل التعاون العربي على صعيد الأنشطة الفضائية ذات الأهداف المشتركة.
وتضم المجموعة 14 دولة عربية بينها 5 دول خليجية هي: الإمارات والسعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان.
وتولي دولة الإمارات عناية فائقة لعملية إعداد الكوادر العربية الشابة في مجال علوم الفضاء وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تسهم في دفع مسيرة التنمية العلمية والاقتصادية في مجتمعاتهم.
وفي واحدة من ثمار الدعم الفعلي الذي تقدمه دولة الإمارات لتعزيز وتطوير قطاع الصناعات الفضائية في الوطن العربي سواء من خلال المشاريع المشتركة أو عبر احتضان المواهب والكفاءات العلمية العربية وإعدادهم وتدريبهم في هذا المجال، تم في ديسمبر/كانون الأول الماضي إطلاق القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك "ضوء 1" إلى محطة الفضاء الدولية.
وينضم "ضوء 1" إلى قائمة المشاريع والمبادرات التي تقودها الإمارات بهدف تطوير ودعم قطاع الفضاء العربي وفي مقدمتها القمر الصناعي 813، الذي وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتطويره، ليكون بمثابة هدية من دولة الإمارات إلى الدول العربية بمناسبة توقيع ميثاق تأسيس "المجموعة العربية للتعاون الفضائي".
وسيعمل القمر متعدد الأطياف على مراقبة الأرض وقياس العناصر البيئية والمناخية في عدد من الدول العربية من بينها الغطاء النباتي وأنواع التربة والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الهواء.
وظهر ذلك جليا أيضا خلال استضافة دولة الإمارات "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، والتي وظفته دولة الإمارات ليكون نافذة دبلوماسية وثقافية واقتصادية مفتوحة لتعزيز التعاون الثنائي مع مختلف دول العالم بشكل عام، ودول الخليج بشكل خاص.
وخلال الحدث الذي استمر على مدار 6 شهور وانتهى نهاية مارس/آذار الماضي، حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على زيارة جميع أجنحة دول مجلس التعاون الخليجي، في رسالة تؤكد حرص دولة الإمارات وقادتها على تعزيز التضامن الخليجي والترابط والأخوة بين دوله.
إنجازات عديدة ترى دولة الإمارات وجوب استثمارها عبر الاتجاه لزيادة التعاون بين دول المنطقة وتحقيق التكاتف بينها بما يصب في تحقيق الازدهار والاستقرار ومواجهة التحديات.
تعاون يتوقع تزايده خلال الفترة المقبلة، مع استمرار دولة الإمارات في تحقيق إنجازات، ستوظفها لصالح تعزيز الازدهار والاستقرار وتوطيد العلاقات الخليجية والعربية، وتحقيق تطلعات شعوب دول الخليج.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز