مؤلف "عطارد" المرشحة لـ"بوكر": لا أكتب الروايات المتفائلة
«عطارد» روايته الثالثة تترشح لجائزة البوكر العربية في قائمتها الطويلة بعد أن حظيت باهتمام نقدي لافت منذ صدورها مطلع 2015.
ثلاث روايات هي رصيد الكاتب محمد ربيع، استطاع بها أن يثبت اسمه في الفضاء الإبداعي المصري والعربي كواحد من الأصوات المميزة، حازت رواته الأولى «كوكب عنبر» جائزة ساويرس لعام 2011، ووصلت الثانية «عام التنين» للقائمة القصيرة للجائزة نفسها هذا العام، وها هي روايته الثالثة «عُطارد» تترشح إلى جائزة البوكر العربية في قائمتها الطويلة 2016.
في مجلة «عالم الكتاب» المصرية، كتب الروائي والشاعر ياسر عبد اللطيف عن الرواية: "واصل محمد ربيع في «عطارد» ما بدأه في روايته الثانية من فانتازيا سياسية تقارب اليوتوبيا المقلوبة "الديستوبيا" هذه المرة، في سرد يدمج التأمل في قلب الإيقاع اللاهث للأحداث الفادحة التي تتوالى، ويتنقل بين عوالم مستقبلية شديدة الإعتام، وماض كان مسكونًا دائمًا بذلك الجحيم، وفي تطوُّر لغوي سيدركه بسهولة متابع أعمال الكاتب السابقة، هي رواية عن الدماء، تستلهم حمرتها من غزارة ما أريق في السنوات الأربع الأخيرة، رواية عن الحياة البشرية وقد تدنت قيمتها لدرجة المجانية".
كان لـبوابة «العين» الإخبارية هذا الحوار معه:
- «عام التنين» و«عطارد» تترشحان في عامٍ واحدٍ، لجائزتين كبيرتين، حدثنا عن تلقيك للخبرين؟
كلاهما أسعدني كثيرًا، والمفارقة أن إعلان ترشيح «عطارد» كان صباح يوم توزيع جوائز ساويرس، هكذا كنت مرشحًا لجائزتين تفصل بينهما عدة ساعات في يوم واحد!
- هل كنت تتمنى فوز «عام التنين» هذا العام في ساويرس؟
بالتأكيد، هذه الرواية تحديدًا أشعر أنها ظلمت بخلاف رواية «عطارد».
-كيف ظُلمت «عام التنين» في رأيك؟
لم تحظَ الرواية بالاهتمام النقدي والجماهيري، مثلما حظيت «عام التنين»، لا أدري! ربما تكون المشكلة في الرواية نفسها.
- ما الذي تراه كان فارقًا بين «عام التنين» و«عُطارد»؟
بالتأكيد عملية تحرير الرواية، «عام التنين» لم أحررها إلا بعد أن أتممت كتابتها بشكل كامل، وهو ما لم أقم به مع «عطارد» التي كنت أحرر فيها الفصل، وأحيانًا المقطع بعد كتابته مباشرة، الأمر الذي جعل عملية إتمامها أكثر سهولة، بعد «عطارد» التقيت النقاد الكبار صلاح فضل وجابر عصفور، وكلاهما كان مهتمًّا بقراءة الرواية، كما فاجأني الدكتور شاكر عبد الحميد بالكتابة عنها.
- هل سنرى «عطارد» في قائمة ساويرس العام المقبل؟
أتمنى ذلك بكل تأكيد، جائزة ساويرس أهم جائزة مصرية الآن.
- هل تتوقع وصول «عطارد» إلى القائمة القصيرة في البوكر، خاصة مع ترشحك إلى جانب "محمد المنسي قنديل" و"إبراهيم فرغلي" من مصر؟
أتمنى ولا أتوقع، لا أحب الحديث عن التقسيمة الجغرافية للجائزة كما يتحدث الكثيرون، لكن أعتقد أن روايتي ذات مزاج وبنية وكتابة مختلفة عن الجيل السابق من الروائيين، إذا وصلت الرواية إلى القائمة القصيرة سيدل على وجود عناصر شابة في لجنة التحكيم أو منفتحة على تجارب جديدة. أنا شاركت بروايتي السابقة في البوكر، ولم توفق في الوصول حتى إلى القائمة الطويلة.
- في 2015 لم تحظ رواية مصرية بالحفاوة التي حظت بها «عطارد»، التفاعل نقديا وجماهيريا هل كان مفاجئًا لك؟
لا أعرف إن كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا، صدرت الكثير من الروايات العام الماضي وأعتقد أن الكثير منها لقي حفاوة وكُتب عنه أكثر من «عطارد»، من ناحية أخرى لم أتوقع كل هذا التفاعل مع الرواية، الاهتمام النقدي والمبيعات كانا أبعد مما كان الاهتمام ومبيعات «كوكب عنبر» و«عام التنين»، هذه أول رواية لي تصدر عنها طبعة ثانية في غضون عام واحد، ولا يمكن مدح الرواية وحدها، لكن يجب أيضًا النظر إلى الناشر المثابر والمغامر.
- عن روايات الديستوبيا، التي يمكن أن نضم إليها روايتي «استخدام الحياة» و«نساء الكارنتينا»، هل تحولت إلى موضة؟
رواية «استخدام الحياة» لأحمد ناجي صدرت قبل «عطارد»، وكُتبت أيضًا قبلها بمدة طويلة، أما رواية «نساء الكرنتينا» لنائل الطوخي فكُتبت كذلك قبلها بمدة، وببساطة قرأت الروايتين قبل التفكير في «عطارد»، فلهما السبق، ولا أعرف إن كانت رواية الديستوبيا موضة الآن، لا أظن أن هناك الكثير منها في العالم العربي، على الأقل بالشكل المتكرر في الروايات الثلاث، في النهاية كل ما يُكتب كئيب بطريقة ما، هل قرأت رواية متفائلة من قبل؟
- هذه هي الرواية الثانية لك التي تستخدم فيها الحدث السياسي والتاريخ القريب في البناء، لماذا؟
أعتقد أن مشكلتنا الأساسية في مصر أننا لا نهتم بحقوقنا السياسية، مسار الثورة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية يوضح تمامًا كيف أننا عزفنا عن السياسة حينما وجدنا أننا قد نخطئ الاختيار، وعدنا جميعا إلى خانة السكوت على كل شيء، أرى أن تعلُّم الديمقراطية أشبه بتعلُّم الكتابة والقراءة، والقول إننا أننا غير صالحين للديمقراطية يُراد بها تثبيط همتنا لا أكثر، تخيل ألا يُرسل المرء أبناءه إلى المدرسة خشية أن يخطئوا أثناء تعلمهم! وبدلًا من أن نحاول أن نصيب في اختيارنا التالي، قررنا أن نستجيب لمن يتهمنا بالخطأ ونبتعد عن الحياة السياسية برمتها، ألح عليَّ كل هذا حينما فكرت في كتابة العملين الأخيرين، «عام التنين» و«عطارد».
- لمحمد ربيع ومنذ أيام المدونات الكثير من القصص، ألا تفكر في نشر مجموعة قصصية؟
الناشرون الآن لا يهتمون بالقصص، ولا أظن هذا يمنع كتابتها أو نشرها، القصة مثالية للنشر على الإنترنت، وكل ما كتبته من قصص نُشر بالفعل على الإنترنت، وهو بالنسبة لي أكثر اتساعًا وأهمية من النشر التقليدي.
- محمد ربيع يخطط لعمل روائي جديد إذن؟ وهل سيكون الحدث السياسي أو التاريخ المعاصر تشكل بنيتها الأساسية؟
نعم؛ أنا مشغول بثلاث أفكار لروايات جديدة، ولم أستقر على واحدة منها حتى الآن، اثنتان منها تحتاجان إلى عملية بحث مطولة والثالثة لا تحتاج، واحدة منها بالفعل مرتبطة بجزء من تاريخ مصر الحديث، لكنني حتى الآن لم أحسم قراري، ربما لو كان قراري محسومًا لبدأت في الكتابة بالفعل منذ فترة.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز