عيد الاتحاد 52.. العالم يحتفي بالإمارات «وطن الإنسانية»
يحل عيد الاتحاد الـ52 بدولة الإمارات، في وقت تتوالى فيه الإشادات بمبادراتها الإنسانية وجهودها لنشر السلام والتسامح ومواجهة أبرز تحديات البشرية.
جهود تتواصل على أكثر من صعيد تبرهن أن الإمارات تحمل العالم في قلبها، تعزيزا لمبادئ التسامح والسلام والحوار والأخوة الإنسانية التي تدعو لها وتعمل على نشرها.
- عيد الاتحاد الـ52.. الإمارات وطن الإنجازات
- كلمة محمد بن زايد بعيد الاتحاد الـ52.. خارطة طريق نحو مستقبل أكثر إشراقا
تتزامن تلك الجهود وهذه المناسبة الوطنية المهمة التي تحل في 2 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، مع استضافة دولة الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) بحضور عالمي رفيع المستوى.
حضور جعل قادة دول العالم وممثليهم في قلب الإمارات، يشاركونها تلك الذكرى الغالية على قلوب الجميع.
مشاركة استبقوها بتقديم فيض من الإشادات والشكر على الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات وقيادتها من خلال هذا الحدث الدولي الهام، لمواجهة أكبر تحدي يواجه البشرية في الوقت الراهن وهو تغير المناخ.
شكر وإشادات امتدت لجهودها الإنسانية المتواصلة ووساطاتها الناجحة ومبادراتها التاريخية، يبرهن بشكل جلي أن العالم يحمل الإمارات في قلبه، وفاء وتقديرا لجهودها الداعمة لأمنه واستقراره.
COP28 .. مبادرات وإشادات
ويتزامن عيد الاتحاد الـ52 مع استضافة دولة الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) بحضور عالمي رفيع المستوى.
المؤتمر الذي انطلق الخميس ويستمر حتى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بهدف مواجهة التغيرات المناخية التي تعد أكبر تحد يواجه البشرية في الوقت الراهن، لا يمر يوما إلا وتحقق فيه دولة الإمارات إنجازا تاريخيا نحو تحقيق أهداف المؤتمر.
كان أبرزها في يومه الأول، عبر تفعيل قرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذي يعد آلية جديدة لتعويض الدول الفقيرة عما يلحق بها من أضرار نتيجة التغيرات المناخية، وجاءت دولة الإمارات في مقدمة الدول الممولة للصندوق، حيث أعلنت عن تقديم تمويل بمبلغ 100 مليون دولار.
وفي اليوم الثاني، الجمعة، وخلال القمة العالمية للعمل المناخي، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم.
وأشاد عدد من قادة العالم من بينهم أولاف شولتس مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية وألكسندر فوتشيتش رئيس جمهورية صربيا بإعلان رئيس دولة الإمارات إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، مؤكدين أهمية المبادرة في تعزيز العمل المناخي لخدمة البشرية.
كما أشاد مسؤولون حكوميون ودوليون من بينهم دينيس فرانسيس، رئيس الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وجينيفر مورغان، وزيرة الدولة الألمانية والمبعوثة الخاصة للعمل المناخي الدولي، وبهوبندير ياداف، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ الهندي بالقرار التاريخي بتفعيل إنشاء صندوق الخسائر والأضرار.
ملاحم إنسانية
أيضا تحل ذكرى عيد الاتحاد الـ52 فيما تواصل دولة الإمارات إرسال مساعدات غذائية وإغاثية وصحية تباعاً لمختلف أنحاء العالم، الأمر الذي توجها عاصمة للإنسانية، ووضعها في مقدمة القوى الخيرة والساعية بعزيمة وإصرار إلى الحد من التداعيات الإنسانية للأزمات والصراعات السياسية ومجابهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية ومكافحة الجوع والأمراض والأوبئة ومعالجة آثارها، وتخفيف وطأتها عن كاهل الشعوب الشقيقة والصديقة.
يأتي هذا ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولا" دون تمييز على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وسطرت الإمارات العديد من الملاحم الإنسانية البطولية خلال العام الجاري.
وتتواصل حاليا عملية «الفارس الشهم 3» التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدئها لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة ضمن مبادرات إنسانية ودبلوماسية عديدة لدعم القطاع.
وأرسلت الإمارات حتى اليوم 92 طائرة تحمل 1656 طنا من المساعدات الإغاثية في إطار تلك العملية.
وقررت في إطار تلك العملية إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل القطاع، كما أعلنت اعتزامها إقامة 3 محطات لتحلية مياه البحر في رفح.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة، كما وجه باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
ووصلت بالفعل عدة دفعات من الأطفال المصابون ومرضى السرطان في إطار تلك المبادرات.
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت حملة لإغاثة الأشفاء الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار" تراحم من أجل غزة" بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وأطياف المجتمع كافة في الدولة، ووسائل الإعلام.
وقبل 3 أيام، افتتح الفريق الإنساني الإماراتي المتواجد في مدينة أم جرس بتشاد 3 مدارس جديدة بعد الانتهاء من ترميمها وإعادة تأهيلها وتأثيثها وذلك ضمن جهود دولة الإمارات الإنسانية لضمان استمرار الطلاب في مواصلة تعليمهم ورفع مستوى جودة التعليم والمساهمة في تحسين أداء النظام التعليمي في تشاد.
يأتي هذا فيما يواصل الفريق الإنساني الإماراتي الموجود في مدينة أم جرس، تقديم الدعم الإغاثي للاجئين السودانيين الفارين من الحرب الجارية في بلادهم والمجتمع المحلي، من خلال الزيارات الميدانية للعديد من القرى القريبة من المدينة.
ومن دعم ضحايا الحروب والصراعات إلى مواصلة دعم المتضررين من الكوارث الطبيعية، تكمل دولة الإمارات جهودها الإنسانية، لمساعدة المتضررين من إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية في 10 سبتمبر/أيلول الماضي.
يأتي هذا بعد نحو عدة شهور من إطلاق عملية "الفارس الشهم 2" بتوجيهات من القيادة الإماراتية لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير/شباط الماضي.
مبادرة جسدت أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم، إذ تجاوز 150 مليون دولار، منهم 50 مليون دولار لتركيا.
أيضا غطت مظلة الجهود الإغاثية والإنسانية لدولة الإمارات عددا كبيرا من الدول خلال العام الجاري مثل الصومال وموزمبيق وباكستان وأفغانستان والمغرب وأوكرانيا وغيرها من الدول التي شهدت كوارث طبيعية أو أزمات إنسانية طارئة.
وساطات ناجحة
أيضا على الصعيد الدبلوماسي والإنساني شهد العام الجاري العديد من الوساطات الإماراتية الناجحة .
وفي 14 أغسطس/آب الماضي، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً من الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنغلاديش أعربت خلاله عن بالغ شكرها وتقديرها للدور المهم الذي قامت به دولة الإمارات في الإفراج عن موظفي منظمة الأمم المتحدة المختطفين في اليمن لأكثر من عام وأحدهم من رعايا بنغلاديش.
كما ثمنت خلال الاتصال جهود دولة الإمارات الحثيثة ومبادراتها الخيرة الساعية إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلام لشعوب العالم أجمع.
وسبق أن نجحت وساطة إماراتية في تأمين سلامة الجنود المصريين في السودان، لتتوج سجل أبوظبي الحافل في جهود نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، 20 أبريل/نيسان الماضي، نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع مصر لتأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم.
يأتي نجاح تلك الوساطة فيما تتواصل جهود الإمارات على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لإنهاء الأزمة في السودان.
أيضا يأتي نجاح تلك الوساطة بعد نحو شهرين من نجاح وساطة إماراتية في فبراير/شباط الماضي أنجزت صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا تم بموجبها، عودة 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
نشر التسامح.. مبادرات رائدة
أيضا شهد العام الجاري مبادرات إماراتية رائدة لتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر التسامح، كان أبرزها افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية" بأبوظبي 16 فبراير/شباط الماضي، في خطوة تتوج جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ الإخوة الإنسانية وإرساء ركائز التسامح.
"بيت العائلة الإبراهيمية" الذي يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث تحت سقف صرح واحد، ترجمة على أرض الواقع لأهداف وثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ويجسد هذا البيت رسالة الإمارات للإنسانية بأهمية التعايش والأخوة بين الجميع بغض النظر عن الأديان والمعتقدات واللغات والجنسيات.
جاء هذا بعد نحو أسبوعين من احتفال العالم، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية 4 فبراير/شباط الذي يعد ثالث احتفال بهذا اليوم، منذ إقراره أمميا في أجندة الأيام العالمية، تخليدا لخطوة دولة الإمارات التاريخية باحتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
وتبرز تلك المناسبة التأثير المتنامي لدولة الإمارات في ملف تعزيز مبادئ السلام وتعميق المساعي الأممية لنشر مبادئ التسامح والتعايش، حيث تتصدر العاصمة أبوظبي قائمة أبرز مراكز العالم تأثيراً في هذا المجال.
وخلال ترؤس الإمارات مجلس الأمن الدولي في يونيو/حزيران الماضي تم اعتماد قرار تاريخي، اشتركت في صياغته دولة الإمارات وبريطانيا حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، والذي يقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى تفشي هذا الداء وتصعيده، وتكرار النزاعات في العالم.
إنجازات دبلوماسية وإنسانية تتزايد وإشادات دولية تتوالى تبرز التقدير العالمي لمكانة دولة الإمارات والثقة الدولية المتزايدة في سياستها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية ، التي باتت مصدر إلهام وقوة تأثير ونموذجا يقتدى به ويتطلع مئات الملايين حول العالم أن تحذو بلادهم حذوها.