مدير صحة مأرب لـ"العين": كارثة صحية وشيكة بسبب "النزوح"
الشدادي: عالجنا 79 مصابًا بـ"حمى الضنك".. وطلبنا مساعدة الإمارات
مدير مكتب الصحة والسكان في محافظة مأرب اليمنية، يحذر من كارثة صحية في حال نفاد مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة استمرار النزوح.
حذر مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة مأرب اليمنية، الدكتور عبد العزيز الشدادي، من كارثة صحية ستحدث في حال نفاذ مخزون الأدوية والأدوات الطبية اللازمة، نتيجة استمرار حالة النزوح التي تشهدها المحافظة، لافتاً إلى أن النزوح تسبب في حالة ضغط شديد على المدينة عاصمة المحافظة، خصوصاً في ظل تعطل بعض المرافق الصحية في المديريات التي تجري فيها المواجهات.
وتقول بعض الإحصاءات الرسمية التي حصلت عليها بوابة "العين" الإخبارية، بأن عدد النازحين الذين وفدوا إلى مدينة مأرب وحدها يقدر بأكثر من 480 ألف نازح، من عدة محافظات يمنية، بسبب أعمال القمع والقتل والتنكيل التي مورست ضدهم من قبل مليشيات الحوثي وصالح، وهو الأمر الذي أجبرهم على ترك قراهم ومنازلهم.
وقال الدكتور الشدادي، لـ بوابة "العين" الإخبارية: "نعاني من ضعف البنية التحية في أيام السلم فما بالك بأيام الحرب؟، الحرب لها مضاعفات عدة، من ضمنها حالة النزوح المستمر إلى المحافظة"، مشيراً إلى تعطل بعض المرافق الصحية، مثل مستشفى مأرب، الذي أصبح غير قادر على تقديم الخدمات بعد أن تم تخصيصه للجرحى والمصابين القادمين من جبهات ومواقع القتال.
وأوضح أن المؤسسات الصحية في محافظة مأرب تحملت أعباء كبيرة جداً، بسبب حالة النزوح المتزايد والمتواصل وبشكل لم تشهد له المحافظة من قبل مثيلا؛ لافتا إلى أن ضعف البنية التحتية، في الجانب الصحي اضطرهم إلى تشكيل فرق ميدانية متنقلة وصل عددها إلى 11 فريقاً، وتحمل مكتب الصحة تكاليف 3 فرق، فيما تكفلت منظمة "اليونيسيف" بالباقي.
وتابع أنهم أطلقوا نداء استغاثة لمنظمة الصحة العالمية، وغيرها من المنظمات، محذرين من نفاد مخزون الأدوية والمستلزمات الصحية، ما قد يؤدي إلى وقوع كارثة صحية لو لم يتم إغاثة المحافظة بالأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.
وحول ما تردد عن ظهور "حمى الضنك" وأمراض وأوبئة أخرى في بعض مديريات محافظة مارب، قال الشدادي إنه تم بالفعل اكتشاف 79 حالة إصابة بـ"حمى الضنك" في مديرية حريب، شمال المحافظة، والقريبة من محافظة شبوة، مشيراً إلى أنها تعافت جميعها بعد أن خضع المصابون للعلاجات اللازمة.
وعن الجهود التي بذلت من أجل احتواء هذا الوباء، قال إنهم قاموا بحملة رش كبيرة وواسعة في مديرية حريب، وانحسر هذا الوباء؛ إلا أن هناك مخاوف من عودته مجدداً.
وواصل: "بداية ظهور هذا الوباء كانت في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، وتم التغلب عليه؛ إلا أننا فوجئنا بظهوره مجددا، وأخشى أن ينتشر هذا الوباء وصولا إلى مناطق ومديريات أخرى، فعلى سبيل المثال ظهرت خلال الأسبوعين الماضيين 3 حالات إصابة بهذا الوباء في مدينة مأرب، وجميعها وافدة، إحداها انتهت بالوفاة، بعد أن تم نقلها إلى أحد المشافي بصنعاء، فيما تشافت الحالتان الأخريان".
وفي منطقتي "ذنة" و"الروضة" بمديرية صرواح، حيث تم إنشاء مخيم للنازحين الفارين من صرواح بسبب الحرب، تحدثت لـ"العين" مصادر محلية متطابقة عن انتشار بعض الأمراض والأوبئة، نتج عنها إصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال من سكان هذا المخيم.
وتقول بعض الإحصاءات إن عدد الأسر التي نزحت من مديرية صرواح إلى منطقتي "ذنة" و"الروضة"، بعد أن هجرتهم مليشيات الحوثي وصالح، بلغ أكثر من 4 آلاف أسرة، يعيش جميعهم أوضاعاً إنسانية صعبة، بسبب انعدام الخدمات الأساسية، وتجاهل المنظمات الدولية والمحلية لهم.
وتبعد مخيمات النازحين عن مدينة مأرب عاصمة المحافظة، بحوالي 28 كم، ما يعني صعوبة الوصول إليها لشراء المواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الضرورية.
ويصف محمد ناجي، وهو نازح مع جميع أفراد أسرته، الوضع في المخيم بأنه "سيئ جداً". ويقول في حديثه لـ بوابة"العين" الاخبارية إن آلاف الأسر تفترش العراء وتعيش ظروفا مأساوية، مشيراً إلى تفشي عدد من الأمراض والأوبئة، من أعراضها التقيؤ والحمى والإسهال.
وتسببت مليشيات الحوثي وصالح، منذ اجتياحها العاصمة صنعاء وانقلابها على الشرعية الدستورية، في تهجير آلاف اليمنيين الذين تركوا قراهم ومنازلهم وممتلكاتهم نتيجة تعرضهم لسلسلة من الانتهاكات كالقتل والإخفاء القسري وتفجير المنازل.
ويقول الدكتور الشدادي إنهم رصدوا في صفوف النازحين بمنطقة "ذنة" عددا من حالات الإصابة بالحميات والإسهال، انتشرت بشكل كبير، وخلال الأيام القليلة الماضية، أي بعد قرابة أسبوعين، تم تجهيز فريق طبي بكل الإمكانيات اللازمة، انتقل إلى المخيم وقدم خدماته الطبية، ومن بينها التطعيم والرعاية الصحية الأولية ومعالجة مشاكل سوء التغذية للأطفال.
الشدادي علل تأخر وصول الأدوية والمستلزمات إلى مخيم النازحين بعدم توافر تلك الأدوية والمستلزمات، قائلا: "مخازننا نفدت منها تماماً كل الأودية، ونحن الآن نبحث عن مساعدات".
وحول المساعدات التي تلقوها، في هذا الجانب، قال الدكتور الشدادي إن الهلال الأحمر الإماراتي زار المحافظة، وركز على هيئة مستشفى مأرب، مشيراً إلى أنه التقى فريق الهلال الأحمر الإماراتي وناقش معهم الوضع الصحي في المحافظة، وسلمهم عدداً من الخطط والبرامج بغية الحصول على مساعدات.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز