"شاعر المليون" يكشف مجددًا عن الوجه التراثي الجميل للإمارات
"شاعر المليون" أكثر من مجرد برنامج تلفزيوني؛ إذ بات هذا النشاط فاعلية تراثية ثقافية اجتماعية تُبرز الوجه الجميل والنبطي للإمارات.
لم تستطع الشاعرة الإماراتية عائشة عبد الله حسن متابعة قراءة قصيدتها في برنامج "شاعر المليون" إلا بعد أن تركت دموعها تسيل على حروفها التي ألقتها بلغة مؤثرة أشادت بها اللجنة وأجازت نصها، الذي يحمل المعاني الوطنية الرفيعة للدولة والعلم الوطني.
لم يعد "شاعر المليون" مجرد برنامج تلفزيوني يجتذب أعدادًا هائلة من عشاق الشعر النبطي أو مناسبة لاستعراض القدرات الأدبية فحسب، وإنما بات هذا النشاط فاعلية تراثية ثقافية اجتماعية تُبرز الوجه الحقيقي والجميل والنبطي والتراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة عمومًا والعاصمة أبوظبي خصوصًا، وشدة تعلقها بتراثها وسط المدنية والحضارة التي تعيشها.
ولأن العيش مع الماضي من أهم مفردات هذا البرنامج، فقد بثت قنوات أبوظبي والبينونة، الثلاثاء الماضي، الحلقة الخامسة من البرنامج، وذلك في موسمه السابع.
وتُعرض حلقات البرنامج بأسلوب حديث يضاهي المقاييس العالمية في برامج المنافسات الفنية، ضمن مهرجان الظفرة في ظل سباقات واستعراضات الهجن والحماس على أنغام الأغاني الشعبية ضمن الحياة البرية الطبيعية للإنسان، وسط الخيم والتلال الرملية التي وردت في قصائد الشعراء النبطيين كثيرًا، بحسب لجنة "شاعر المليون" التي أثنت على المهرجان.
مشاركات إماراتية متميزة
المميز في الحلقة هو الكشف عن إبداعات شعراء إماراتيين، حيث قال عضو لجنة التحكيم د. غسان الحسن، في تصريح صحفي، إن "شعراء الإمارات يستحقون أن يكونوا ضمن مستويات عالية جدًا بالبرنامج"، مشيرًا إلى أن "وجود البيرق في الإمارات ضمن موسمين على التوالي يُعدّ حافزًا للتقدم للمشاركة في البرنامج ومحاولة الحفاظ عليه".
وحضر شقيقان إماراتيان البرنامج هما أحمد ومحمود عبد الله الفهودي، اللذان رحبت اللجنة بهما كغيرهما من المشاركين، ممن قدموا قصائد تبرز افتخارهم للوطن بلغة وصور شعرية وأبيات ذات بُعد أدبي جميل، بحسب اللجنة.
وكانت النساء الإماراتيات حاضرات بقوة، ممن تميزن بنصوص أجازتها اللجنة، فيما نصحت اللجنة أخريات ببذل جهد أكبر لتطوير النوعية.
وتمثلت أفكار أغلبية موضوعات النساء عمومًا بمحبة الوطن، إلا أن عضو اللجنة حمد السعيد بدا غير متفائل بالوجود النسوي، حيث لم يتوقع أن يتأهلن للمرحلة الثانية في شاطئ الراحة بأبوظبي.
وفي هذا الإطار، بدت اللجنة أكثر حرصًا على الحفاظ على اللهجة الإماراتية وعدم إدخال اللغة الفصحى لخصوصية الشعر النبطي عن غيره من الآداب اللغوية.
اللجنة: أنا أجيز القصيدة للتميز
حفل هذا الموسم بمشاركة العديد من الجنسيات التي لم تقل عن 13 دولة منها الإمارات، والسعودية، والبحرين، وقطر، وسلطنة عُمان، واليمن، والعراق، وسوريا، والسودان، وألمانيا، وغيرها.
وتنوعت المضامين الشعرية بين الوطن والحب والصداقة والغزل وغيرها من المعاني الإنسانية السامية الوجدانية المتعلقة بالإنسان وقضاياه المختلفة من عدة مناطق بالعالم.
ويرى القائمون على "شاعر المليون" أن البرنامج يهدف إلى "إحياء الشعر النبطي وتقديمه في جميع الوسائط، مرئية، مسموعة ومطبوعة، وجذب جمهور الشعر النبطي الكبير، باعتباره جزءًا من ثقافة المنطقة العامة".
وبحسب الموقع الرسمي للبرنامج، الذي تدعمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتنفذه شركة بيراميديا، فـ "شاعر المليون صُنع ليصبح أنجح المشاريع الإعلامية والثقافية مقدمًا الثقافة والتراث في الإمارات العربية المتحدة وفي منطقة الخليج، في أضخم إنتاج إعلامي خليجي موجه لجميع أفراد الأسرة".
وتتألف لجنة التحكيم من سلطان العميمي "رجل البحث"، وحمد السعيد "رجل القصيد"، والدكتور غسان الحسن "رجل اللغة".
وفي هذا السياق، أصدرت أكاديمية الشعر في الإمارات عددًا جديدًا من مجلة "شاعر المليون".
جدير ذكره أن الشعر النبطي هو شعر عربي منظوم اشتهر به أهالي الجزيرة العربية من الإمارات والسعودية وكل دول الخليج العربي، وغيرها من الدول المجاورة، ويسير على لهجة ووزن وقافية معتمدة مثله مثل الشعر العمودي.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز