الملك محمد السادس يدعو المشاركين في مؤتمر "حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي" إلى التحلي "بقيم الدين" لمواجهة التطرف
دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، المشاركين في مؤتمر "حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي" المنعقد بمراكش إلى التحلي "بقيم الدين" لمواجهة التعصب والتطرف.
وقال العاهل المغربي في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور احمد التوفيق، وزير الأوقاف المغربي، في المؤتمر الذي افتتح اليوم ويستمر حتى 27 من هذا الشهر: "كلما تأملنا مختلف الأزمات التي تهدد الإنسانية ازددنا اقتناعا بضرورة التعاون بين جميع أهل الأديان وحتميته واستعجاليته، وهو التعاون على كلمة سواء، قائمة لا على مجرد التسامح والاحترام، بل على الالتزام بالحقوق والحريات التي لابد أن يكفلها القانون ويضبطها على صعيد كل بلد".
وأضاف العاهل المغربي أن "عالمنا اليوم في حاجة إلى قيم الدين لأنها تتضمن الفضائل التي نلتزم بها أمام خالقنا رب العالمين والتي تقوي فينا قيم التسامح والمحبة والتعاون الإنساني على البر والتقوى".
وقال عبد الله بن بيه الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس (منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة) الذي يشارك وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية في تنظيم المؤتمر: "حضارتنا مريضة وفريق العلماء والفلاسفة هم الأطباء لمعالجة هذه الحضارة".
وأضاف في كلمة مقتضبة: "مسألة الأقليات الدينية في العالم الإسلامي بحاجة إلى تنظيم مؤتمرات متخصصة لتقديم حلول ناجعة"، وقال: "إننا نعتقد أنه بالإمكان معالجة هذا المرض من صيدلية الشريعة الاسلامية.. وهذا هو التحدي".
وقال فريد يعقوب المفتاح وكيل وزارة العدل والشؤون الإسلامية في البحرين إنه يعتقد بضرورة مواجهة التطرف والعنف والكراهية وفرض احترام الأقليات في المجتمعات الإسلامية من خلال "تجديد الخطاب الديني... نحن في حاجة ماسة إلى الجرأة المنضبطة من قبل أهل الاختصاص بالتجديد في الخطاب الإسلامي بما يتناسب مع التحديات والمتغيرات التي نراها على الساحة اليوم".
وأضاف: "هذا المؤتمر يصب في صلب هذا الإصلاح الفكري والديني والثقافي الذي تحتاجه المجتمعات الإسلامية التي عانت في بعض مجتمعاتها من قبل هذه الجماعات التي لا تمثل رونق وبهاء الدين الإسلامي".
يشارك في المؤتمر وزراء وأهل الفتوى والعلماء والباحثون وممثلو الأديان في العالم الإسلامي وخارجه وممثلو هيئات ومنظمات إسلامية ودولية.
وتنظم المؤتمر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية ومنتدى تعزيز السلم بالمجتمعات الإسلامية في المغرب، خلال الفترة من 25 إلى 27 يناير 2016 بمراكش.
وأشار بيان مشترك للوزارة والمنتدى، إلى أن هذا المؤتمر سيعرف مشاركة عديد من الشخصيات، منهم وزراء، وعلماء، وباحثون، وممثلون للديانات المعنية بقضية وضع الأقليات في الديار الإسلامية، بالإضافة إلى منظمات دولية.
وأوضح البيان أن هذا المؤتمر الذي يقام بالمغرب في مدينة مراكش، يهتم بمستقبل الإنسانية وحقوق الإنسان وكذلك التنوع الثقافي والديني، ويأتي في سياق تتعرض فيه الأقليات الدينية التي تعيش في بعض البلدان الإسلامية أحيانا وللأسف لممارسات تمس حريتهم الدينية وتتنافى مع التعاليم والمبادئ الأساسية للدين الإسلامي والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وعبّر المنظمون عن أملهم في أن يكون مؤتمر مراكش "الذي يتميز بتنوع ومستوى المشاركين، لحظة قوية لترسيخ روح الاعتدال ولاستدامة احترام حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية".
وقد أعلن الكثير من النخب السياسية والدينية العالمية مشاركتهم في المؤتمر، كمندوبين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض المنظمات الدينية، يتقدمهم الدكتور علي النعيمي أمين عام مجلس حكماء المسلمين، ووزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز