اختتام أول يوم لمؤتمر مراكش للأقليات الدينية بالدعوة للتعايش
إشادة بدور الإمارات في تنظيم المؤتمر
انتهاء فعاليات اليوم الأول لمؤتمر إعلان مراكش للأقليات الدينية في العالم الإسلامي، المنعقد في الفترة بين 25 و27 من الشهر الجاري.
انتهت فعاليات اليوم الأول لمؤتمر إعلان مراكش للأقليات الدينية في العالم الإسلامي، المنعقد في الفترة بين 25 و27 من الشهر الجاري، بحضور كثير من المنظمات الإسلامية والدولية.
وساد الثناء على الدور الإماراتي في رعاية المؤتمر، بداية من شكر عاهل المغرب الملك محمد السادس إلى جملة العلماء وممثلي الهيئات الدولية الذين شكروا الإمارات العربية المتحدة على دورها الفعال في الوصول إلى تنظيم المؤتمر.
واستهل المؤتمر برسالة الملك محمد السادس عاهل المغرب التي ألقاها الدكتور أحمد التوفيق، وزير الأوقاف المغربي، حيث أثنى على الجهود المبذولة للوصول لتنظيم المؤتمر وجهود ودور منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ودعم الإمارات العربية المتحدة المستمر.
وقدم التوفيق أمثلة كثيرة لوسطية المغرب في رعايتها للأقليات غير المسلمة بالذات اليهود المغاربة، مشددا على أن جميع الأقليات غير المسلمة في المغرب مكفولة الحقوق اتباعا لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، مشيرا إلى أن الرباط لن تسمح بإهدار حقوق غير المسلمين باسم الإسلام.
ثم تلا ذلك كلمة ترحيبية للشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم، حيث شكر الملك محمد السادس ووزير الأوقاف لتنظيم المؤتمر في المغرب، وأثنى على الجهود الإماراتية في الوصول إلى مرحلة تنظيم المؤتمر.
وأضاف أنه بدأ العمل على تلك الفكرة منذ 4 سنوات مع كثير من ذوي الفكر والعلم، ونوه إلى أنه قد طرحت مشكلة العلاقة مع الأديان الأخرى في تلك الاجتماعات وتم بذل الكثير من الجهود لاحتواء الأقليات ونبذ العنف عن العالم الإسلامي بدعوة ممثلي الديانات الأخرى.
ووصف الشيخ بن بيه الإرهاب بالمرض الذي نزل بالأمة والحضارة الإسلامية، والذي لابد من علاجه والتركيز على وضع الأقليات الدينية للوصول إلى التعايش السلمي الذي يدعو إليه الإسلام الصحيح والشريعة الإسلامية.
وأضاف أن العلاج لذلك المرض يتم بالتعاون بين جميع الحاضرين بمختلف دياناتهم وأعراقهم.
تلا ذلك كلمة للشيخ صالح بن حميد، مستشار خادم الحرمين الشريفين وإمام الحرم المكي، حيث نوه إلى أن أهمية الموضوع تنبع من عنوانه وحضوره، وشكر الشيخ بن بيه، ملك المغرب لاستضافة بلاده المؤتمر وكذلك دولة الإمارات برعايتها له.
وأضاف أن "موضوع المؤتمر جدير بالاهتمام مع ما يشغل بال العالم من ظهور بعض صور ازدواجية المعايير في تطبيق الأنظمة الدولية، وأن المسلمين جميعا مؤمنون في بروز هذه الحقوق ومراعاتها وتاريخ الإسلام في الحفاظ عليها، حيث أكد على مراعاة حقوق الأقليات المسلمة في العالم كما يريد العالم الإسلامي مراعاة حقوق غير المسلمين".
وختم كلمته بأن مسؤولية هذا المؤتمر كبيرة للغاية في سبيل نشر العدل وقول الحق والتركيز على الموضوعية والحيادية ورسم القدوة للمستقبل في علاج المشكلات.
وألقى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ادم ديانج، كلمة كان مفادها أن تاريخ الشرق الأوسط مليء بأمثلة التعايش السلمي، وأن الإرهاب قوض السلم وأثر على المجتمعات والاقتصاديات.
وأوضح أن "الإرهابيين لا يفرقون بين أي أحد، فهم يدمرون البشر والبناء والثقافة، وأن هناك أقليات مهددة بالإبادة بسبب الإرهاب".
وشدد على "وجوب إحقاق الحقوق المدنية التي تكفل للجميع حقوقهم وتحمي حرياتهم مهما كانت ديانتهم، وأن الحوار مهم، والزعماء الدينيون عليهم مسؤولية الحوار والتقارب وأن الأديان لابد أن تكون جسرا للتقارب وليس للانقسام".
وأضاف أن "الأمم المتحدة ستواصل جهودها لمنع التطرف الديني حول العالم، ولابد من دعم المبادرات التي تدعو إلى السلم والتعايش والحوار للوصول إلى عالم يعمه السلام".
بعد ذلك تقدم وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة بكلمة حملت شكر مصر حكومة وشعبا ومؤسسة الأزهر إلى الحضور.
ونقل شكر مصر رئيسا وحكومة وشعبا، ونقل شكر مؤسسة الأزهر الشريف للدعوة لحضور المؤتمر.
وبين جمعة أن "التنوع سنة كونية ولابد من قبول الآخر على ما هو عليه والإنصاف في معاملته، وأن حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية واجبة على كل مسلم حسب ما ذكر الشرع الإسلامي".
وأضاف أن مصر "تجاوزت عقدة الأقلية والأكثرية إلى بناء دولة المواطنة المتكافئة وإعلاء دولة القانون، حيث لا تميز بين العرق والنوع والجنس بناء على تعاليم الدين الإسلامي".
وقام بطرح مبادرتين: الأولى أن تتبنى المؤسسات الدولية، في مقدمتها الأمم المتحدة، مبادرة المواطنة المتكافئة لجميع العالم على أسس إنسانية خالصة، والثانية العمل على استصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان ويؤكد على عدم المساس بمقدساتها.
وقد أعقب ذلك كلمة لوزير الشؤون الدينية في باكستان، الشيخ يوسف سردار، الذي أكد على دور الإمارات البارز في رعاية المؤتمر، وأن الإسلام في تعاليمه يحمل مضمون السماحة والتعايش.
ثم تلا ذلك كلمة لوزير الشؤون الدينية في جمهورية السنغال، السيد بابا اسيسي الذي أكد على ضرورة احترام الأقليات اتباعا لمنهج الإسلام الصحيح، وأنه وقت مهم للمسلمين في نشر تعاليم السماحة والرحمة التي يدعو إليها الإسلام.
ثم جاءت كلمة رئيس الهيئة العامة للأوقاف الإماراتية، الشيخ محمد مطر الكعبي، الذي نقل فيها تحيات دولة الإمارات المتحدة للحضور وأكد على أن الهدف من المؤتمر هو تعزيز التعايش بين المسلمين وغير المسلمين، حيث إن الإسلام يحرم الاعتداء على الدم والعرض أيا كان.
وأضاف أن "التاريخ له أمثلة كثيرة من التعايش بين المسلمين وغير المسلمين، حيث إن الإسلام يحث على البر والإحسان والتعاون على الخير ويضمن حقوق الأقليات بشكل كامل وعدم التمييز في أمور القضاء والتجارة وجميع المعاملات".
وشدد على أنه "لابد من احترام غير المسلمين تحت عقد المواطنة، حيث إن المساس بهم هو مساس بتعاليم الإسلام".
واستعرض دور الإمارات الرائد في قيم الحب والاعتدال والسلم والتعايش في دستورها عن طريق قانون مكافحة التمييز والكراهية، وهو الأول من نوعه في المنطقة، حيث إن القانون يحفظ كرامة الإنسان، وحرية الأديان، وصيانة المقدسات وحمايتها، وتجريم التمييز على أي أساس عرقي أو ديني أو طائفي، والقانون الإماراتي ينفذ تعاليم الإسلام السمحة، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم بسلم وأمان وأن الجميع يتمتع بكامل الحقوق والحريات داخل الإمارات العربية المتحدة.
ثم أعقبه كلمة لمفتي روسيا، الشيخ طلعت صفوت تاج الدين، الذي أشاد بالدور الإماراتي، مشيرا إلى أن العالم تعرض لجميع أنواع القتل والتجويع باسم الدين، وأن الإرهاب يشوه مبادئ الإسلام السمحة التي تخاطب الإنسانية جمعاء.
وأضاف أن أكثر من 193 شعبا في روسيا عاشوا في سلام مع اختلاف الثقافات والأديان على مر العصور والحكام، حيث هناك سعي مستمر للتعاون مع الديانات الأخرى لتحقيق السلام. واختتم باقتراح أن تكون صياغة إعلان مراكش كتفعيل لوثيقة المدينة في احترام متبادل للإنسانية وتنفيذا لتعاليم الإسلام السمحة.